مصدر: بيع خدمات أمنية للنظام الروسي
أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"
بعدما شكلت سوريا قبل سنوات، بؤرة للإرهاب العالمي، سواء على صعيد أنشطة الجماعات الإرهابية فيها، او حتى على مستوى سلوكيات نظامها، الذي كان له ما له من رسم لسياسات "تصدير" اللاجئين الى خارج البلاد، ها هي (سوريا) تعود الى دائرة الاهتمام من جديد، بالمعنى السلبي، انطلاقاً من موجات التطوّع للقتال في الحرب الروسية على أوكرانيا.
ممرّ
المُقلق على هذا الصعيد، بحسب اكثر من مراقب، ليس فقط موجات تسجيل اسماء السوريين الراغبين بالقتال، بل امكانية ان تتحول سوريا الى ممرّ او مقرّ، لعدد كبير من المقاتلين، من جنسيات مختلفة، خصوصاً اذا تطلب الأمر اخضاعهم لبعض التدريبات، قبل نقلهم الى أوروبا الشرقية.
مراقبة
ويؤكد اكثر من خبير في شؤون الشرق الاوسط، ضرورة تجنيد دول المنطقة اجهزة استخباراتها، لمراقبة من يمكنه ان ينتقل الى سوريا بهدف الانتقال منها الى أوكرانيا، ومتى يعود، لان كلفة ترك الأمور "فلتانة"، سيجعل الاثمان الامنية مرتفعة جداً، مستقبلاً.
مركز
سوريا تتحول الى مركز لتجنيد المقاتلين، وربما لتدريب بعضهم، وهو ما يعني ان المطالبة بعودة اللاجئين السوريين اليها، ما عادت كافية وحدها.
قلب موسكو
دعا مصدر مطلع الى "مراقبة حركة اللبنانيين والسوريين وغيرهم في لبنان، خلال المدة القادمة، بدقّة، خصوصاً ان بعض المتحمّسين للحرب الروسية قد يختارون التطوّع مع روسيا، من خارج لبنان او سوريا ايضاً، وهو ما يعني المزيد من الفوضى".
وأشار في حديث لوكالة "اخبار اليوم" الى ان "لا خوف كبيراً من ان يتحوّل هؤلاء الى ارهابيين، بعد مشاركتهم في القتال او في بعض المهام غير القتالية الاخرى، الى جانب الروس في اوكرانيا. فلو لم يكونوا ارهابيين اصلاً، او على استعداد للتماشي مع الإرهاب، لما كانوا يقبلون الانتقال للقتال في الخارج. وبالتالي، يجب على الروس أنفسهم ان يتنبّهوا اليهم، لان من يقاتلون معهم اليوم سيقاتلون ضدهم غداً، في قلب موسكو".
بيع خدمات
وشدد المصدر على ان "النظام السوري بحالة صعبة، وهو يحاول بيع بعض الخدمات الامنية للنظام الروسي في أوروبا، كجزء من مقايضات دورية بينهما، حول ملفات عدة".
وختم:"الحماسة لارسال المقاتلين الى أوروبا الشرقية، تحت ستار التطوّع مع روسيا، هي محاولة من النظام السوري لاكتساب ودّ موسكو التي تحميه في الشرق الاوسط. ولكن لا بدّ للبنان، ولغيره من دول المنطقة، ان ينتبهوا لانعكاس الهدايا السورية لموسكو، على مجتمعاتنا، خصوصاً في مدى بعيد".