لا خلاص للبنان من الاحتلال حتى ولو اندلعت الحرب العالمية الثالثة!؟ | أخبار اليوم

لا خلاص للبنان من الاحتلال حتى ولو اندلعت الحرب العالمية الثالثة!؟

انطون الفتى | الأربعاء 16 مارس 2022

 

مصدر: لا احد يضمن أي مسألة فيه

 

أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"

 

اذا كان اللبنانيون، او نسبة لا يستهان بها منهم، يريدون التخلص من الاحتلال الايراني، ويركزون على عروبة لبنان، الا ان تلك الفئة نفسها، لا سيما المكوّن المسيحي فيها، لن يتحمّس للتخلص من احتلال من اجل السقوط في عروبة تقترب من روسيا والصين بما يعادي "العالم الغربي الحر" (بمعزل عن الجزء النظري، والذي يحتاج الى نقاش كبير، في الحرية الغربية).

 

ترتيب اوراق

فبعض المتغيرات الدولية التي تلفح منطقتنا برياحها، يتوجب وضعها على طاولة الاطراف السياسية، والمسيحية، في لبنان، الصديقة للولايات المتحدة الاميركية والسعودية معاً، تمهيداً لترتيب الكثير من الاوراق اللبنانية على اساسها مستقبلاً.

 

الدولار

فأن ينقل بعض المطلعين على خفايا الاروقة الدولية ان السعودية تجري مشاورات مع الصين لتسعير بعض صادراتها النفطية باليوان الصيني، بدلاً من الدولار الاميركي، بهدف التأثير على سيادة الدولار في اسواق النفط العالمية، بحجة توتر او فتور العلاقة بين إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يعني ان المنطقة تقترب من شيء اخر غير تقليدي.

فتسعير السعودية نفطها بالدولار، يعود الى عام ١٩٧٤، عندما أُبرمت صفقة بين واشنطن والرياض حول ذلك، تشمل ضمانات امنية اميركية للسعودية. ورغم الاستبسال الاميركي لانجاز الاتفاق مع ايران في فيينا، منذ العام الفائت، الا ان لا شيء يقول ان الاميركيين ما عادوا مهتمين بأمن السعودية، في شكل رسمي وتام، وذلك رغم تراخيهم تجاه ميليشيات "الحوثي".

 

إعدام

يؤكد خبراء ان ما يجذب بن سلمان الى روسيا والصين، هو البحث عن شراكات دولية لا تعلّق اهمية على ملفات حقوق الانسان، ولا على أساليب الحكم الديموقراطية، ولا على الحريات، وهو ما سيؤثر على الكثير من الملفات النفطية والمالية والسياسية، الاميركية والسعودية المشتركة، مستقبلاً.

ففي رسالة تحدٍّ واضحة لادارة بايدن، قامت السعودية بإعدام جماعي ل ٨١ شخصاً مؤخراً، وذلك بتبريرات تقول انهم أُدينوا بجرائم مختلفة تتعلق بالارهاب.

 

خطوط حمراء

في أي حال، تؤكد معلومات واردة من عواصم غربية، ضرورة انتظار ما سينتج عن زيارة رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون السعودية، وعن المحادثات التي سيجريها مع بن سلمان.

فالمتحدث بإسم جونسون، اكد ان الاخير سيطلب من الرياض ادانة الحرب الروسية على أوكرانيا. كما انه سيذهب الى هناك، لمطالبة السعودية بزيادة انتاجها النفطي.

ويؤكد مراقبون ان تحرّك الديبلوماسية البريطانية بذاتها تجاه السعودية والخليج، يعني ان ما بعد تحرّكها لن يكون كما قبله، وذلك على مستوى العلاقات الغربية والأميركية والبريطانية مع السعودية، لا سيما على صعيد الأثمان التي يمكن للرياض ان تدفعها، في ما لو ارادت تحدّي الغرب بما يتجاوز الخطوط الحمراء المسموحة.

 

ممسوكة

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية ان "كل دول العالم تعيد حساباتها في الآونة الاخيرة، بالتزامن مع خلط الاوراق الدولي الناجم عن حرب أوكرانيا".

وأكد في حديث لوكالة "اخبار اليوم" ان "أي دولة عربية او خليجية، وخصوصاً السعودية، لن تخاطر في الذهاب نحو الصين على حساب الولايات المتحدة، ولا في محاربة الدولار، خصوصاً ان مصالح تلك الدول الحيوية، سواء في داخلها او خارجها، ممسوكة من الاميركيين".

 

صعوبة

وأوضح المصدر ان "مساعي الصين للامساك بقارة آسيا، هي التي تجعلها غير قادرة على ترك الروس لوحدهم، في محنة العقوبات الغربية. فالصينيون يعملون بذهنية التاجر، وهم يمتلكون كتلة هائلة من الدولارات لن يستعملوها الا لصالح بكين في النهاية. وهو ما يعني ان الانغماس العربي والسعودي مع الصين، على حساب الولايات المتحدة، ليس مضمون النتائج، ويشكل مخاطرة على صاحبه في مدى بعيد".

وعن تأثير التقارب السعودي مع موسكو وبكين، على حلفاء واشنطن والرياض في لبنان، اجاب:"لا شيء مضموناً للبنانيين الا الحياد، اذا كان ممكناً الاتفاق حوله، خصوصاً ان لا احد يضمن أي مسألة فيه".

وختم:"النسبة الاكبر من المسيحيين اللبنانيين يقفون في صف أوكرانيا وحريتها، فيما الغالبية الكبرى من المسلمين اللبنانيين يؤيدون الهجوم الروسي عليها. وهذا الواقع يُظهر بدقة، صعوبة الأوضاع في لبنان". 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار