نعيش بلا رئيس... فهل من عقوبات غربية قاسية في بعض الأقاليم؟!... | أخبار اليوم

نعيش بلا رئيس... فهل من عقوبات غربية قاسية في بعض الأقاليم؟!...

انطون الفتى | الخميس 17 مارس 2022

مصدر: الإرهابي يأكل القوانين ويفرض ما يريده على الآخرين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أين هي العدالة الدولية؟ وكيف يمكن للبعض أن يُنادوا بمناقشة أفكار لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بموجب معايير لا تتناسب مع أهميّة هذا البلد، عموماً، وكجناح شرقي لـ "العالم الحرّ"؟

 

لاعدالة

الحياد، ونزع السلاح، لبلد هو أوكرانيا، تخلّى عن ترسانته النووية قبل عقود، بموجب ضمانات روسيّة، وبرعاية غربية، هي مقترحات تجسّد اللاعدالة الدولية.

فكيف يمكن للعالم، أن يدير ظهره لضرورة الإسراع في وقف تدمير أوكرانيا، اليوم قبل الغد، فيما يُبرم اتّفاقاً مع إيران، بدلاً من الحديث عن ضرورة مراقبة برامج أسلحتها (حتى ولو لم تكن نووية)، والتوافُق على نزع تلك التي قد تهدّد السلام العالمي، داخل الأراضي الإيرانية نفسها، ولو بالقوّة،  وذلك رغم أن النظام الإيراني يستقطب ويشكّل رعاية للإرهاب العالمي، بحسب أكثر من خبير في الشؤون الأمنية الدولية؟

 

تركيا

وكيف يُمكن لهذا العالم، أن ينظر بعَيْنَيْه، لدخول روسيا الى تركيا، التي هي أحد أجنحة حلف "الناتو"، بصواريخ استراتيجية بمستوى "إس - 400"، وذلك من دون الحديث عن حياد أنقرة، أو معاقبتها بتدابير قاسية، تصل الى حدّ نزع الكثير من أسلحتها، ولو بالقوّة، وطردها من حلف "شمال الأطلسي" ربما، وليس فقط استبعادها من بعض البرامج والأبحاث العسكرية، أو فرض بعض العقوبات عليها، خصوصاً أنها خرقت بتعاونها العسكري مع موسكو، الكثير من الخطوط الحمراء؟

 

كوريا الشمالية

وكيف يُمكن لهذا العالم، أن يتساهل مع تدمير أوكرانيا، فيما يتسامح مع رأس النظام في كوريا الشمالية، الذي يُعاني من اضطرابات نفسية ملموسة، وهو يمتلك أسلحة نووية، وصواريخ استراتيجية، ويطلق منها ما يطلقه من حين لآخر لإجراء التجارب، من دون اتّزان، ومن دون أي بحث جدّي بوضعه عند حدوده، ولو بالقوّة؟

 

كيف يمكن؟

وكيف يمكن لروسيا أن تضع خطوطاً حمراء على ضرب إيران مثلاً، وأن تهدّد كل من يلوّح باستعمال ورقة القوّة ضدّ طهران، وذلك من دون أن تردع نفسها هي (روسيا) عن تدمير أوكرانيا، التي يحقّ لها بحماية أمنها، وشعبها، وبعَدَم تطبيق ما يُفرَض عليها من شروط سياسية وعسكرية، من قِبَل الروس؟

 

جورجيا

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "اختلال التوازن في التعاطي مع الملفات الدولية، بدأ منذ المرحلة التي سبقت نهاية عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن. ففي تلك الفترة، كانت إدارته في مرحلة الرحيل، وتساهلت مع تجاوزات روسيا غير المقبولة في جورجيا. وأتت من بعدها إدارة نظيره الأسبق أيضاً، باراك أوباما، التي بدورها، أدارت ظهرها لجورجيا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التخلّي عن دولة، في عصر العولمة، أعاد العالم الى عصور شريعة الغاب، منذ عام 2008 عملياً، وشجّع موسكو على التحضير لاحتلال أوكرانيا، وذلك بعدما ظهرت اللاعدالة الدولية في الملف الجورجي، بوضوح".

 

عقوبات

ولفت المصدر الى أنه "إذا نظرنا من حولنا، نجد أنه في عام 2022، لا يزال العالم يعيش في عصر القويّ بقوّته الذاتية، لا بعالم القوانين الدولية، والعدالة الدولية. فالإرهابي يأكل القوانين، ويفرض ما يريده على الآخرين".

وأضاف:"نحن نعيش في عصر لا رئيس فعلياً للعالم فيه. فالفوضى هي التي تتحكّم بكل شيء. ومن هذا المُنطَلَق، لا قيمة لمناشدة الضمير العالمي، الذي كانت تشكّله الدول الكبرى مجتمعة، في مرحلة من المراحل، بما ساعد على الاستقرار الاستراتيجي العالمي قبل عقود".

وختم:"رغم كل شيء، لا يجوز لتدمير أوكرانيا من جانب روسيا، أن يمرّ من دون عقوبات غربية، في بعض الأقاليم حول العالم. فعلى سبيل المثال، لا يمكن ترك كوريا الشمالية على ما هي عليه حالياً، من فساد وإرهاب وتسلُّح، لعقود من الزمن بَعْد، أكثر. وهذا الأمر يحتاج الى بعض التفاهمات والترتيبات، خصوصاً أن بيونغ يانغ تمتلك أسلحة غير تقليدية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار