الأسلحة ليست لعبة ولا هي للمُترَفين بل لمن يقاتلون الروس بأسنانهم! | أخبار اليوم

الأسلحة ليست لعبة ولا هي للمُترَفين بل لمن يقاتلون الروس بأسنانهم!

انطون الفتى | الخميس 17 مارس 2022

مصدر: الحرب الروسية على أوكرانيا تشرّع الأبواب لفوز الإرهابيّين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

منذ متى تحوّلت الأسلحة الى لعبة؟ ومن هو المسؤول عن ذلك؟

صحيح أن دولاً كثيرة حول العالم تمتلك المال، ويحقّ لها التصرّف بأموالها كما تريد، ولكن من يمكنه أن يضع الضوابط العالمية اللازمة لصفقات التسلّح، وأن يوجّهها الى حيث يتوجّب أن تذهب، وبما يجعلها في خدمة وقف الحروب، وردع المُعتدين، حصراً.

 

أحدث الأسلحة

فبعض دول منطقتنا مثلاً، تعوم على الكثير من الثروات، وتمتلك الكثير من المال، بما يمكّنها من شراء أحدث الأسلحة والمقاتلات، وهي على طريق امتلاك المزيد منها، سواء "إف - 35"، أو "رافال"، أو أنظمة "باتريوت"، وغيرها، وذلك رغم أن جيوشها مُترَفَة، تحوي في صفوفها الكثير من المرتزقة، وتفتقر الى الفاعلية العسكرية، وتُظهر قلّة جدارة واضحة في أكثر من مناسبة، مهما أنفقت الأموال على تدريبها.

 

أوراق

ورغم ذلك، نجد أن تلك الدول تُطالِب بالحماية الأمنية الأميركية والغربية، وبالمزيد منها، وتستخدم الكثير من الأوراق للتأثير على السياسات الدولية، مرّة بالنّفط، ومرّات أخرى بغيره، مرّة بالتعاون مع روسيا، ومرّات أخرى بالتعاون الاقتصادي والعسكري، العلني والسرّي مع الصين.

وهذا كلّه، رغم أن أثمان الأسلحة الغربية التي تمتلكها جيوش تلك الدول، تُطعم الشعوب الجائعة على الكرة الأرضيّة كلّها، لأكثر من ألف سنة ربما.

 

اعتراف

أما أوكرانيا، حيث الشعب قبل الجيش، يقاتل المحتلّ الغازي بأسنانه، ويتحلّى بالجرأة، ننظر الى الدول الغربية تعلن عن مساعدات عسكرية لها، بكثير من الخطوط الحمراء، منعاً للمخاطرة باندلاع حرب عالمية ثالثة.

فصحيح أن الجيش الروسي لا يقاتل بأحدث نماذج أسلحته. ولكن الأوكرانيين أنفسهم، لا يقاتلون بأحدث نماذج الأسلحة الغربية. وهم رغم ذلك، يكبّدون الجيش الروسي الكثير من الخسائر، التي جعلت رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف، الذي كان مسؤولاً في فترة سابقة عن أمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشخصي، وهو حليفه، (جعلته) يعترف قبل أيام بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، في كلام يناقض تقييم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المستمرّ، حول أن كل شيء يسير وفق الخطة.

 

نظام

وانطلاقاً ممّا سبق، ألا يتوجّب اعتماد نظام عالمي جديد لتسليح البلدان، بما ينسجم مع دعم حقوق الشعوب الجديرة باستخدام الأسلحة، والتي تدافع عن سيادتها، وحريتها، وتستعملها كوسيلة لتحقيق تلك الأهداف، وذلك بدلاً من "رشّ" صفقات الأسلحة على من يكدّسونها، ويستمرّون بطلب الحماية الأمنية من الآخرين، بما يتناسب مع مصالحهم الذاتية حصراً، كما هو حال بعض الأنظمة والدول في منطقتنا؟

 

ضوابط

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الحرب الروسية على أوكرانيا تشرّع الأبواب لفوز الإرهابيين، ولخسارة القوى المُحارِبَة للإرهاب. كما أنها فرزت دول العالم، وفضحتها على حقيقتها، وغربلَت من هي صديقة للحرية، ولحقّ الشعوب في تقرير مصيرها بالفعل، وتلك التي هي غير صادقة في هذا الإطار".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "قتل الروس للأطفال في أوكرانيا، أمام أعيُن العالم، وتهجيرهم للناس منها، تحت ستار القتال مع النازيين الجُدُد، يعني أنه ما عاد يُمكن الحديث عن ضوابط لعالم الأسلحة والتسلّح في المستقبل".

 

أرباح

وأشار المصدر الى أن "الأموال والقدرة على الدّفع، هي التي تتحكّم بصفقات الأسلحة قبل أي شيء آخر، منذ وقت طويل. وهذا لن يتغيّر أبداً، حتى ولو ان بعض دول العالم لا تصلح لاقتناء أسلحة، أصلاً".

وختم:"نتحدّث في هذا الإطار عن زبائن، وعن تجارة، وعن تحقيق أرباح اقتصادية هائلة، لا ترفضها حتى أغنى الدول الغربية، التي تبيع أسلحتها لمن يدفع. أما إرسال المساعدات العسكرية الغربية الى أوكرانيا، فهو لدعم السياسة الغربية في مواجهة روسيا، من دون النيّة للذهاب أبْعَد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار