الساحة السُّنية تائهة... لكن الكلام عن المقاطعة استنتاج

الفريق الآخر يتهم السنيورة بخيانة الحريري لتخلو له الساحة

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

قبل اسابيع معدودة من موعد الانتخابات، اعلنت الاحزاب "الطائفية" والاطراف الراغبة في خوض الاستحقاق تباعا عن مرشحيها، وبدأت صورة التحالفات تتبلور تمهيدا للاعلان عن اللوائح... وسط هذا المشهد تبدو الطائفة السُّنية- بعد انسحاب الحزب الابرز فيها من العمل السياسي- تائهة لا خيارات واضحة ولا تحالفات على مساحة الوطن، باستثناء الحالة الراسخة التي يشكلها النائب فؤاد مخزومي في دائرة بيروت الثانية.
ويتحدث مصدر مطلع عن الرموز السُّنية وتحديدا رؤساء الحكومات الذين اختاروا البقاء خارج اللعبة الانتخابية ويتعاطون معها بشكل متفاوت: الرئيس تمام سلام لا يتدخل ابدا، في مقابل تدخل محدود من قبل امين عام تيار المستقبل احمد الحريري وتدخل رفع عتب من الرئيس نجيب ميقاتي، اما التدخل الواضح فهو من قبل الرئيس فؤاد السنيورة.
واعتبر المصدر ان هذا التدخل ليس وفق المطلوب لكنه افضل من الفراغ.
وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان الرئيس سعد الحريري اعلن انه لن يشارك في الانتخابات لكنه لم يطلب من الناس المقاطعة، وبالتالي الكلام عنها هو من باب الاستنتاج، وليس اعلانا صريحا او مطلبا.
واضاف: يمكن القول ان المشاركة ستكون متفاوتة: هناك من يحجم عن المشاركة استجابة لموقف الحريري المضمر وهناك من سيقاطع نتيجة للقرف مما آلت اليه الامور... وهناك من سيدلي بصوته.
وفي هذا السياق انتقد المصدر كل ما يروج عن تخوين لمن يرغب في خوض الاستحقاق؛ قائلا: لا يمكن الكلام عن تخوين بل عن "ولدنات". مذكرا: لم يصدر عن الحريري او الفريق القريب منه ما يوحي بمثل هذا الاتهام. بل سمعنا حملة ضد السنيورة اتت على لسان الفريق الآخر القريب من 8 آذار الذي يقود مثل هذه الحملة، هل اصبح فجأة غيورا على الحريري ويرى في اداء السنيورة خيانة؟ وتابع: في الواقع هذا الفريق يريد الفراغ كي تخلو امامه الساحة السُّنية؟
واعتبر المصدر انه قد يكون هناك برودة من قبل الحريري باتجاه السنيورة او فتور من بهية الحريري تجاهه، فهذا الامر لطالما كان موجودا وفقا للملفات المطروحة، فمنذ ان كان الحريري رئيسا للحكومة والسنيورة رئيسا للكتلة النيابية كان يحصل التباين مع الاشارة الى ان التباين في الاراء كان دائما موجودا حتى بين السنيورة والرئيس الشهيد رفيق الحريري... وهذا لا يفسد في الود قضية.

إقرأ ايضا: بهاء الحريري و"سوا"... العمل الموسمي في السياسة لا يثمر!