مُصادَرَة يخوت وقصور فخمة... هل يبدأ زمن العقوبات الأميركية القاسية؟! | أخبار اليوم

مُصادَرَة يخوت وقصور فخمة... هل يبدأ زمن العقوبات الأميركية القاسية؟!

انطون الفتى | الجمعة 18 مارس 2022

حبيقة: الدولار عملة عالمية لا يمكن الاستغناء عنها

أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"

بين تحذيرات أميركية للصين، من عواقب وخيمة اذا شكّلت متنفّساً اقتصادياً وعسكرياً لروسيا في حربها على أوكرانيا، وبين من يقول ان دول العمق الآسيوي، ذات الكثافة السكانية الهائلة، كالهند والصين وغيرهما، وصولاً الى ايران وغيرها من الدول العربية، التي تعمّق علاقاتها مع موسكو منذ سنوات، ستساعد الروس على التخلّص من مفاعيل العقوبات الغربية، تسود حالة من عدم اليقين العالمي، وسط حديث البعض عن اقتراب نهاية زمن البترودولار، ومكانة الدولار الأميركي عالمياً، على ضوء معلومات افادت قبل ايام باستعداد السعودية للتعامل باليوان الصيني بدلاً من الدولار، في تعاملاتها النفطية مع بكين.

انغماس
وعلى هامش المراقبة الاميركية لمجالات الالتفاف الروسي على العقوبات الغربية، عبر دول الخليج العربي، وحتى عبر إسرائيل، في الآونة الاخيرة، يرى خبراء ان انغماس حلفاء واشنطن العرب مع روسيا، اذا حصل، ورفضهم الدخول في تموضعات نفطية جديدة، تراعي مصالح الجميع، وتحسّن اسعار النفط عالمياً، سيجعلهم في مرمى العقوبات، مهما بالغوا في استبعاد تلك الفرضية.


عالمية
وفرضية العقوبات تزداد، مع احتمال الدخول في استثمارات عربية مع موسكو، تساعدها على التعويض عن خسائرها من جراء انسحاب الشركات العالمية من روسيا، مثل "ماكدونالدز" وغيرها، عبر دعم استبدالها بأخرى روسية، في الداخل الروسي، بتمويل عربي وخليجي.

"الأوليغارش العرب"
ويحذر خبراء من ان العقوبات الاميركية والغربية في مثل تلك الحالة، لن تقف عند حدود الدول الخليجية فقط، بل ستتعدّاها لمعاملة طبقة فاحشة الثراء من الخليجيين والعرب، تماماً كما تُعامَل طبقة "الأوليغارش" الروس في الغرب حالياً، وربما أكثر.
وهذا يعني تجميد حسابات، وربما مصادرة يخوت، وقصور فخمة، وفنادق، ومجمّعات تجارية، وإنهاء استثمارات... بما سيشكل حالة من الفوضى وعدم اليقين على مستوى الخليج العربي، والشرق الأوسط، ايضاً.

الدولار
أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة ان "الحديث عن أن عصر الدولار اقترب من نهايته، ليس صحيحاً ابداً. فالدولار الأميركي لا يزال العملة العالمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فيما اليوان الصيني ليس عملة متداولة على صعيد دولي، وهو لا يصلح لأن يحلّ مكان الدولار. هذا فضلاً عن ان اليوان الصيني لا يتمتع بمكانة اليورو، او الجنيه الاسترليني، او الين الياباني، عالمياً، ايضاً".
وشرح في حديث لوكالة "اخبار اليوم" ان "الحديث عن ان مساعدة الصين لروسيا ستجعل العقوبات الغربية بلا قيمة، ليس صحيحاً، وفيه الكثير من التضخيم والمبالغة. فالصين تعتمد ديبلوماسية وسطية بين موسكو والغرب حالياً، وهي تهتم بصداقتها مع روسيا لتقف بوجه الغرب بالتعاون معها، ولتستفيد من أسعار النفط والغاز الروسي المخفضّة، ولكن من دون السقوط في مواجهة جدية مع الغرب، ومن دون تقوية روسيا بما يزيد عمّا يناسب بكين".


النفط
ولفت حبيقة الى ان "الأمور لن تبلغ حدّ معاقبة الدول الخليجية بسبب النفط. فعدم زيادة السعودية والامارات انتاجهما من النفط، يعود الى اتفاق بينهما وبين روسيا، من ضمن "أوبك بلاس". وهذه الاتفاقات هي التزامات، لا يمكن تغييرها عند اول ازمة. فضلاً عن ان الابقاء على أسعار النفط مرتفعة حالياً، يشكل مصلحة لاقتصادات تلك الدول".
واضاف:"اذا وصل سعر برميل النفط الى ٢٠٠ دولار مثلاً، عندها يبدأ الحديث عن أفكار وضرورات أخرى. ولكن الأوضاع لا تزال مضبوطة حتى الساعة، على هذا الصعيد. بالاضافة الى ان المشكلة تتركز في أوروبا، التي تبحث عن تقليص الاعتماد على الغاز الروسي. ومن هذا المنطلق، زار رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون الامارات والسعودية قبل يومين، وبحث مجموعة من الملفات، من بينها تنويع مصادر الطاقة الأوروبية. فبريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعطيها هوامش واسعة في العمل على الملفات".

عقوبات
وأشار حبيقة الى ان "أي استثمارات خليجية او عربية في روسيا قريباً، ستُعتبر مُعادية لواشنطن والغرب، وستعرّض اصحابها للعقوبات. وهذا الواقع ينسحب على الصين ايضاً".
وختم:"الولايات المتحدة الأميركية تبقى الحليف الأول لدول الخليج العربي، التي لن تذهب في اتجاهات تؤثر على علاقاتها بواشنطن سلبياً. فحتى التقارب مع روسيا والصين، غير قادر على تخفيف الخطر الايراني عن الخليجيين. وبالتالي، لا بديل لهم عن الولايات المتحدة لحمايتهم من طهران. وهم اذكياء، ويدركون جيداً ان لا مصلحة لديهم بإزعاج الأميركيين".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة