"التبشير" بأفكار لا دخل للفاتيكان بها... لبنان في عين العاصفة وفي قلبها! | أخبار اليوم

"التبشير" بأفكار لا دخل للفاتيكان بها... لبنان في عين العاصفة وفي قلبها!

انطون الفتى | الثلاثاء 22 مارس 2022

الصائغ: المسيحيون ليسوا أقليات ولا يريدون حلف أقليات ولا حمايات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

الخوف كل الخوف، من المراحل النّهائية لفترات سياسية، يسعى "أبطالها" لختمها ولو بأي "انتصار"، أو أي "إنجاز"، حتى ولو كان ذلك مُكلِفاً للناس، على مدى السنوات القادمة.

 

فقدان أعصاب

فنحن حالياً أمام أشهر تفصلنا عن خريف 2022، الذي من المتوقَّع أن يشكّل مُنطلقاً لمرحلة جديدة، بإيجابياتها وسلبياتها، فيما "قديم" المرحلة الحالية يُكافح بشتّى الطُّرُق، لإتمام ما لم يتمكّن من فعله خلال السنوات القليلة السابقة. وهو ما يهدّد بأثمان كبيرة، سيدفعها الشعب اللبناني أوّلاً وأخيراً، خلال فترات طويلة لاحقاً، بسبب بعض "العشوائيات"، وخيارات "فقدان الأعصاب"، التي من المتوقَّع أن تزداد في مستقبل قريب.

 

روسيا

ووسط هذا الجوّ، تمضي بعض الجهات الداخلية بمحاولة استعمال المكوّن المسيحي في لبنان، كورقة ضمن الملف الإقليمي الأوسع، مع "التبشير" بطروحات وأفكار لا دخل للفاتيكان بها، ولا ينزل الى مستوى الرّد عليها، أو نفيها، وذلك بموازاة انخراط روسي إضافي في الشرق الأوسط، يحاول استخدام المكوّن المسيحي الشرقي لخدمة سياسات موسكو في المنطقة، وتحالفاتها الإقليمية فيها.

 

"العالم الحرّ"

وهنا العَصَب الأساسي للخطر، خصوصاً إذا رأينا بعض "المشرقيّين"، من كبار القوم، يجلسون جنباً الى جنب (الرئيس السوري) بشار الأسد، ويستمعون إليه يتحدّث خلال لقاء مع ممثّلي الجمعيات والمؤسّسات الإنسانية والاجتماعية والتنموية التي شاركت في "المؤتمر الكنسي الدولي"، تحت شعار "الكنيسة بيت للمحبة"، الذي انعقد في سوريا مؤخراً، (يتحدّث) عن المسيحيين بما يشتهيه هو، والمكوّنات الإقليمية الحليفة له، وليس بما يتوافق مع اللغة الفاتيكانية التي تشكّل جسر العبور للبنان والمنطقة، نحو "العالم الحرّ".

 

انتهى

أشار المدير التنفيذي لـ "ملتقى التأثير المدني"، زياد الصائغ، الى أن "خيار حلف الأقليات واستدعاء الحمايات انتهى، والانقلاب على صيغة لبنان الحضارية انتهت، رغم محاولات التدمير المنهجي لتلك الصيغة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "القوى المجتمعية الحيّة في لبنان، والفاتيكان، يدركون أن هناك انقضاضاً على هوية البلد الحضارية. ولذلك توجد مواجهة مباشرة مع خيار حلف الأقليات، واستدعاء الحمايات، بموازاة رفض أي خيار للالتصاق بـ "التوتاليتاريات" و"الثيوقراطيات" التي تمثّلها بعض الجهات في لبنان، وخارجه".

 

إشارة

وأكد الصائغ ان "أي محاولات لتسويق أن هناك انتصاراً لمحور ما، هي خارج السياق التاريخي للبنان. فالانقلاب على هويّته لا يمكن أن يستمر، خصوصاً أن الأمم المتحدة صوّتت قبل سنوات على قرار بإنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" فيه، فيما الفاتيكان يقود معركة واضحة للحفاظ على اختبار لبنان التاريخي".

وشدّد على أنه "كان لافتاً جدّاً، البيان الذي صدر عن الفاتيكان، بعد خمس دقائق من خروج رئيس الجمهورية (ميشال عون) من اللقاء مع البابا فرنسيس، والذي أظهر الثوابت التي يؤمن بها (الفاتيكان)، والمجموعة الدولية. بالإضافة الى إشارة مهمّة وردت فيه، حول وجوب تحقيق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت. وهذا يُجهض أي محاولة لاستعمال الزيارة لأهداف سياسية، أو من أجل تعويم خيار معيّن".

 

الزيارة

ورأى الصائغ "أننا سندفع أثماناً غالية بالطّبع، لأننا في مواجهة مع خيار تغيير هوية لبنان. التحدّي ليس لدى قوى المنظومة، بل عند القوى المجتمعية الحيّة. فما هي الخيارات التي ستخوضها بعد الانتخابات النيابية؟ وبأي طريقة؟ وما هي أولوياتها؟ وأي شكل من الحكومات سوف تسعى الى تشكيلها؟ ما هي علاقاتها بالعالم العربي، وبالمجتمع الدولي؟ وما هو موقفها من قضايا الإصلاح والسيادة والهوية؟ المعركة أبْعَد من الانتخابات".

وعن الزيارة البابوية للبنان، أوضح:"الفاتيكان يحدّد توقيتها المناسب. فالبابا فرنسيس لم يتحدّث عن شيء جديد في هذا الإطار أمس، إذ يؤكّد دائماً أن لبنان حاضر في صلواته، وأنه سيزوره. ولكن من المرجّح أن لا تتمّ الزيارة قبل الانتخابات النيابية، ولا قبل تبلوُر المشهد الوطني بوضوح في المرحلة القادمة، كما يبدو، وهي ستكون لإعلان صوت الفاتيكان الرافض لوضع لبنان تحت سلطة أي احتلال جديد. ولذلك، فلتتوقّف محاولات اللّعب السياسي مع الفاتيكان".

 

روسيا

وردّاً على سؤال عن دور روسيا في دعم تحالف الأقليات، انطلاقاً من سوريا، أجاب الصائغ:"المؤتمر الذي جرى في سوريا مؤخّراً، هو ذات طابع إنساني حصراً. وقد حذّرت كل المؤسّسات التي شاركت فيه من أنها ترفض أي استغلال سياسي له، فيما بعض المؤسّسات الأوروبية قاطعته".

وأضاف:"المسيحيون ليسوا أقليات، ولا يريدون حلف أقليات، ولا حمايات، ومشروعهم هو الدولة المدنية، والمواطنة. وهذا مشروع يحمله البابا فرنسيس. أما السقطة المدوّية لروسيا في الاعتداء على أوكرانيا، فهي تؤكد أن العقل "التوتاليتاري" و"الثيوقراطي" مدمّر، ولا يمكنه أن يستمر".

وختم:"الكنيسة الروسية مدعوّة لإعادة النظر مسكونياً في الكثير من خياراتها. وأعتقد أن هناك تواصلاً بين كنائس العالم والكنيسة الروسية في هذا الإطار، لإعادة تصويب البوصلة، بعيداً من الخيار المدمّر الذي اتّخذته روسيا في أوكرانيا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة