الحرب والطعام المعدَّل وراثياً... هل نخاف على حياتنا أم من الجوع؟! | أخبار اليوم

الحرب والطعام المعدَّل وراثياً... هل نخاف على حياتنا أم من الجوع؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 22 مارس 2022

مصدر: معظم المواسم الزراعية الخيِّرَة تقوم على التعديل الوراثي أيضاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تمضي الحرب الروسية على أوكرانيا في دروب القتل، والتهجير، والهمجيّة، وسط ارتفاع المخاوف من أزمة غذاء حادّة متوقّعة عالمياً، وصولاً الى حدّ خطر حدوث مجاعات، في بعض البلدان.

 

للأيام

الحكومات باتت أمام تحدّي حماية حقوق شعوبها في الوصول الى مصادر الغذاء، وفي القدرة على شرائه، وهو ما يضعها أمام خيارات صعبة، سواء على مستوى تأمين الأطعمة، أو على صعيد محاولة ضبط أسعارها. وهذا ما يحصل في عدد من البلدان بالفعل، فيما لبنان "المنكوب" معيشياً بشكل حادّ، منذ أكثر من عام، تترك الدولة فيه أمور شعبها للأيام، و"كيف ما إجت تجي".

 

عالمياً

يحذّر خبراء من أن المخاطر مُضاعَفَة، حتى وإن كان معظم من يعيش على الكرة الأرضية لا يشعرون بذلك، في الوقت الراهن.

فإنتاج الأسمدة قد يُصبح في خطر مستقبلاً، لأسباب عدّة غير مرتبطة بالحرب في أوكرانيا، فقط. وهو ما سيزيد من المخاطر لاحقاً، نظراً الى أننا لا نتحدّث عن انخفاض في تصديرها، في تلك الحالة، ولا عن التوقّف عن تصديرها لفترة مرحليّة، بل (نتحدّث) عمّا يضع العالم كلّه أمام مشاكل كارثية فعلية، تهدّد النظام الزراعي العالمي.

 

مُعدَّلَة

فعلى سبيل المثال، يؤدي انخفاض إمدادات الأسمدة، وتقليص الإنتاج الزراعي العالمي، المتزامن مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً، الى توقُّع حدوث أزمات غذائية حادّة، حتى في البلدان التي لا تعتمد على أوكرانيا أو روسيا في استيراد حاجاتها الزراعية.

وفي سياق متّصل، يؤكد خبراء استحالة استبعاد خطر حصول مجاعات مستقبلاً، في الدّول الأقلّ فقراً، والأقلّ حاجة من غيرها، أو حتى في دول متقدّمة ربما، كانت تلبّي حاجات شعوبها من الأغذية، وتسدّ النّقص الغذائي فيها، في كثير من الأحيان، عبر الأطعمة المعدّلة وراثياً.

 

مستحيل؟

فهذا النوع من المحاصيل الزراعية، ومن السّلع، يُعتمَد عادةً في البلدان التي تعاني من ظروف مناخية صعبة، وفي تلك التي تزيد فيها معدّلات نقص الغذاء، وذلك بالاعتماد على عدد من التقنيات والطّرق العلمية. ولكنّها تحتاج الى ما هو موجود على الأرض في الأساس.

فقد يتمّ تعديل التركيبة الوراثية للخضار والفواكه، بهدف زيادة أحجامها، وكمياتها. ولكن هذا سيكون مستحيلاً، إذا دخلنا أزمة عالمية، تهدّد بتراجُع مجالات الزراعة من أساسها. والأمر نفسه يُمكن تعميمه على لحوم الحيوانات التي تتغذّى من محاصيل معدلة وراثياً، والتي قد يتقلّص إنتاجها كثيراً، في تلك الحالة.

 

قلق

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "الأطعمة المعدَّلَة وراثياً منتشرة في العالم كلّه. ومعظم المواسم الزراعية الخيِّرَة في العالم، ما عادت تقوم على أساليب الزراعة الطبيعية وحدها، بل على المعدلة وراثياً أيضاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التعديل الوراثي ليس مضرّاً للصحة بالضّرورة، إلا في بعض الحالات. ونذكّر هنا بأن الطبيعة نفسها تعدّل ما فيها أيضاً، ومن دون تدخّل بشري. ولكن في كل ما يتعلّق بعمل الإنسان، لا بدّ من مراعاة بعض الشروط دائماً، والالتزام ببعض البروتوكولات، وهو ما تقوم به الحكومات في العادة. وبما أن فترات الأزمات والحروب تزخر بالفوضى في العادة، يرتفع منسوب القلق لدى البعض حالياً".

 

الحرب

ودعا المصدر الى "عَدَم الخوف، لأن السّلع المعدَّلة وراثياً هي أبرز ما نستهلكه على مستويات عدة، منذ سنوات. ولكن دخول العالم مرحلة من النقص الغذائي الحادّ، سينعكس على كل شيء، وعلى الجميع، وسيتطلّب تضافر الجهود على مستويات غير إقليمية فقط".

وختم:"سواء المأكولات المعدّلة وراثياً، أو تلك المحضّرة كيميائياً، كلّ ذلك يحتاج في الأساس الى مواد أوّلية ومركّبات، يتوفّر الكثير منها في الطبيعة. ومن هذا المنطلَق، لا بديل فعلياً من العودة الى الأرض، مع عَدَم الاستهتار بالانعكاسات السلبية للحرب الروسية على أوكرانيا، على هذا الصّعيد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة