لا يمكن للبنان أن ينتحر مع العرب إذا اختاروا هم الانتحار!... | أخبار اليوم

لا يمكن للبنان أن ينتحر مع العرب إذا اختاروا هم الانتحار!...

انطون الفتى | الثلاثاء 22 مارس 2022

 

مصدر: حان وقت التفكير بكيفية تأمين الاستقرار باستقلالية عن كلّ ما في المنطقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هي لعبة تُكشَف أوراقها يومياً، كما يبدو، وتقوم على حالة من "الزكزكة" العربيّة - الروسية - الصينية، للولايات المتحدة الأميركية.

 

بيد الحليف

فالعرب يريدون "زكزكة" واشنطن، على خلفية حرب اليمن، وتقلّبات الاتّفاق النووي مع إيران، وتوصيف جماعة "الحوثي". أما روسيا، فتريد ذلك بسبب حربها على أوكرانيا، وما كلّفتها من عقوبات أميركية وغربية. أما الصين، فـ "زكزكة" واشنطن على أكثر من محور، وبيد أكثر من حليف عربي (لواشنطن) تفيدها (الصين) بسبب الضّغط الأميركي عليها، لمنعها من مساعدة موسكو عسكرياً واقتصادياً. هذا فضلاً عن التصارُع الأميركي - الصيني الاقتصادي، التقليدي، منذ سنوات.

 

الطاقة

وعلى هامش تلك الصّورة، استقبلت الإمارات قبل أيام الرئيس السوري بشار الأسد، في ما يمكن اعتباره "من حواضر بيت" التحدّي الروسي لواشنطن، داخل الخليج العربي، وبما يكمّل الرّغبة الخليجية "بالانتقام" من الأميركيين بسبب إيران، الذي يتظهّر أيضاً بالحديث عن استبدال الدولار الأميركي باليوان الصيني، نفطياً، من قِبَل السعودية، في ما يشبه أيضاً حالة من التلاقي الخليجي مع الروس، في ردّهم على تخلّي الغرب عن إمدادات الطاقة الروسية.

 

تناقضات

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا مصلحة للبنان بالاصطفاف مع أي طرف، حتى ولو كان عربياً، في مرحلة تصفية الحسابات بين الدول الكبرى. فهذا سينعكس علينا سلبياً في المستقبل، عندما تنتهي الحرب في أوكرانيا، ويجلس الجميع لإعادة حساباتهم".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لا يُمكن الذّهاب الى روسيا والصين، أي الى حلفاء إيران، ومن ثم مُطالَبَة الولايات المتحدة بالحماية من طهران، ومن ممارسات ميليشياتها. فهذه تناقضات كبرى، تمنع تحرير المنطقة ولبنان، على حدّ سواء".

 

مهبّ الرّيح

ولفت المصدر الى أن "قد يرغب العرب بجعل واشنطن تدرك بالملموس، أن العالم لا يُمكنه أن يتغيّر، لمجرّد أن تقرّر هي الكبس على هذا الزرّ، أو ذاك، وهذا أمر جيّد. ولكن لا يمكن الانتحار، وخداع الذّات بضمانات أمنية أو سياسية، لا يُمكن لموسكو ولا لبكين أن تنتزعاها من طهران، لا للعرب، ولا للبنان، ولا لسواهم".

وأضاف:"في أوقات اتّفاق العرب مع الولايات المتحدة، يدفع لبنان الأثمان الكبرى، وفي أوان اختلافهم أو تبايناتهم معها، سيدفع هو الأثمان الأكثر كلفة، أيضاً. ولذلك، حان وقت التفكير بكيفية تأمين الاستقرار للبنان، بما يحقّق المصلحة اللبنانية، وباستقلالية عن كلّ من وما في المنطقة".

وختم:"لا شيء يقول إن "زكزكة" روسيا للأميركيين مع دول الخليج، سيعود علينا بالخير والعافية. ولذلك، لا بدّ من تحقيق استقلالية لبنانية معيّنة عن الجميع، لا سيّما أننا دولة في مهبّ الرّيح، سواء كان هبوبها غربياً، أو شرقياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار