عودة خليجية الى لبنان... ما هو موقف الحزب؟! | أخبار اليوم

عودة خليجية الى لبنان... ما هو موقف الحزب؟!

رانيا شخطورة | الأربعاء 23 مارس 2022

تريث لا تفاؤل ونأمل الا يكون الهدف تأجيج الصراعات مجددا
البوصلة نحو اسرائيل ونحذر من مشاريع لا تخدم الا التطبيع

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"

لم يقل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اي جديد، لكن يبدو ان الدول الخليجية كانت تنتظر الوقت المناسب لتعلن عن موقف ايجابي تجاه لبنان الذي كان واقعا تحت عقوبات خليجية "مستترة" ادت الى تضييق الخناق عليه.
فقد رحّبت وزارة الخارجية السعودية "بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط ايجابية"، قائلةً: "نأمل بأن يُسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيًا ودوليًا". وأكّدت على "تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والإنماء والازدهار".
وفي تعليق مماثل، رحبّت وزارة الخارجية الكويتيّة بما تضمنه بيان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إثر الاتّصال مع وزير الخارجية من تجديد التزام الحكومة اللبنانية القيام بالإجراءات اللازمة لإعادة لبنان لعلاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي".
وكان ميقاتي قد أعلن التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى طبيعتها، مشدداً على أن الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية دولة الكويت يصبّ في هذا الإطار. وجدد التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع السعودية ودول مجلس التعاون، مشدداً على ضرورة وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمس سيادة السعودية ودول الخليج وأمنها واستقرارها، والتي تنطلق من لبنان.
هذا الجو الايجابي يأتي بعد أشهر على الموقف الخليجي الحاسم في وجه الممارسات العدائية لبعض الأطراف اللبنانيين وتحديدا حزب الله والأخطاء المرتكبة على مستوى الأداء الرسمي بحقّ الخليج، والذي أدّى إلى سحب عدد من السفراء العرب من بيروت.
في المقابل، الحزب المتهم بارتكاب الاخطاء، هل ما زال عند موقفه من علاقة لبنان مع دول الخليج؟!
يرى مرجع قريب من حزب الله، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان ما اقدمت عليه السعودية وبعض الدول الواقعة تحت تأثيرها قد يكون مبررا، لا سيما بعدما فشلت من تحقيق اهدافها المبتغاة بالحصار. اضف الى ذلك، التطورات الحاصلة على المستوى العالمي، اذ يبدو ان من مصلحة هذه الدول ان تفكر بطريقة جديدة وتقدم مقاربة مختلفة للازمات التي تعيشها وتسببها للآخرين.


ويشير المرجع الى ان لبنان يقترب من الاستحقاق الانتخابي، حيث السعودية تريد ان تكون قريبة وعلى تماس مما يحصل بعدما مارست الضغط على لبنان لاخضاعه من خلال حصار ضاعف معاناة الشعب لتأليبه على خط سياسي معين وتحديدا خط حزب الله والمقاومة، موضحا انه مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي نجد ان كل المرتبطين بعلاقة مع السعودية - او السائرين في فلكها او خطها او المقتنعين بان هذا الخط يخدم مصلحة ما – اصبحوا يدركون ان الاستحقاق سيتم بموعده كما ان النتائج المرتقبة حسب الخريطة الشعبية والميدانية لن تكون كما خططوا منذ 17 تشيرن 2019 لغاية اليوم. وبالتالي هذا هو السبب المباشر والاساسي لعودة السعودية الى لبنان من اجل ممارسة تأثيرها في لبنان ودعم حلفائها في الاستحقاق والدخول من جديد الى خط المعادلة السياسية علها تستفيد من الاستحقاق الانتخابي لتحقيق اهداف لم تنجح في تحقيقها بالوسائل السلبية الاخرى.
في المقابل، يؤكد المرجع ان حزب الله من الاساس لم يكن يريد او يسعى لعلاقة متوترة مع دول الخليج، ولا ان يتعرض البلد لما تعرض له، محذرا من ان يكون هدف هذه العودة ادخال اللبنانيين مجددا في صراعات وانقسامات وضغوطات، فعندها هذه المحاولات لن تكون لمصلحة لبنان ولن تخدم الحسابات السياسية لهذه الدول.
وهنا، يتمنى المرجع ان يكون هناك اعادة قراءة للممارسات الاخيرة، تؤدي الى ترميم العلاقات لما يخدم المصالح المشتركة دون ان يتجدد التدخل في قلب الطاولة، و السعي الى تغيير المعادلات او ايجاد موازين قوى تدخل اللبنانيين مجددا في اتون الانقسامات والسجالات والصراعات وصولا الى استغلالها في تقويض الاستقرار والضغوط المعيشية والاقتصادية
ويقول: علينا ان نراقب لنرى ما اذا كانت هذه الخطوات نابعة من اعادة تفكير وتغيير في السياسات والمنهجية المتبعة لتحقيق اهداف ايجابية في ظل المتغيرات الدولية التي تستدعي من كل الدول العربية ان تعيد النظر في سياساتها وتبحث في تقليل المشاكل ومعالجة الازمات ورسم سياسات تخدم الاهداف العربية الكبرى وفي طليعتها القضية الفلسطينية ومواجهة الهيمنة الاسرائيلية.
ويستدرك ليضيف: لست متفائلا في موضوع النظرة الى طبيعة الصراع واولويته والعودة مجددا الى الالتزام بالقضية الكبرى التي يفترض ان تجمعنا كعرب نظرا للانحدار في الحسابات والاتجاه نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، قائلا: نرى مشاريع التطبيع ومحاولة رسم تحالفات جديدة، الامر الذي لا يدل على مؤشرات ايجابية.
اما على المستوى الداخلي، فيخلص المصدر الى القول: متريث ولست متفائلا، لان ما اسمعه من الاطراف المرتبطة والمنسجمة والتي تنفذ الرغبات السعودية لا يوحي باي تغيير خصوصا من قبل الجهات التي تحاول ان تجعل من الانتخابات عنوانا للمواجهة مع المقاومة ودورها الامر الذي لا يخدم الاستقرار بل مشاريع التطبيع والسياسات الاسرائيلية في المنطقة.

إقرأ ايضا: بعد دعوة عون.. هذا ما يُعيق زيارة البابا فرنسيس الى لبنان قريباً!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار