الله وحده يعلم ماذا يمكن لبوتين أن يفعل إذا شعر بالسّقوط وباحتمال دخول السّجن! | أخبار اليوم

الله وحده يعلم ماذا يمكن لبوتين أن يفعل إذا شعر بالسّقوط وباحتمال دخول السّجن!

انطون الفتى | الأربعاء 23 مارس 2022

 

طبارة: إذا استعملت روسيا السلاح النووي فستجرّ الولايات المتحدة الى استعماله أيضاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

كيف يمكن الوثوق بدولة كبرى هي روسيا، مسؤولة عن الأمن الدولي مثل غيرها من الدول الكبرى، وصاحبة تمثيل واسع، وحضور كبير، داخل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، بعد هجومها على أوكرانيا؟

 

الكذب

فبعدما سخر الروس من الأميركيين مراراً، بعدما حذّرت واشنطن بشكل متواتر من غزو روسي لأوكرانيا، وبعدما حدّدت بعض التواريخ له، مؤكّدين (الروس) أنه كلام غير واقعي، رأينا كيف تحرّكت الآلة العسكرية الروسية عبر الحدود، وهاجمت في موعد غير بعيد من ذاك الذي كانت حدّدته الولايات المتحدة الأميركية، أكثر من مرّة. وهو ما أظهر الكذب الروسي بوضوح، حتى ولو أنه يستحيل الحديث عن صدق أميركي، لأن كلمة صدق كبيرة جدّاً، ولا يُمكن إنزالها الى مستوى المصالح الكامنة في العلاقات الدولية.

 

تهديد وجودي

وها نحن اليوم، وصلنا الى مرحلة التحذير الأميركي المتقطّع، من إمكانية أن تستخدم موسكو أسلحة غير تقليدية في أوكرانيا. فيما أكد الناطق بإسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي، إلا إذا واجهت "تهديداً وجودياً".

والحديث عن تهديد وجودي، يشير الى كلمة كبيرة، و"حمّالة أوجُه"، وتحتاج الى شرح كثير، والى توضيحات روسيّة جوهرية، حول مفهوم موسكو للتهديد الوجودي. فهل يُمكن النّظر الى تمسّك كييف بحقّها في الوجود، بمثابة التهديد الوجودي لموسكو، مثلاً؟

 

دليل

وهل تفعلها روسيا، وتستخدم أسلحة غير تقليدية في أوكرانيا، على مستوى السلاح النووي التكتي مثلاً، أو الأسلحة الكيميائية، أو البيولوجية، نظراً الى تاريخها الطويل في تنفيذ ما تؤكّد أنها لا تقوم به أبداً، والذي يشكّل غزو أوكرانيا، الدّليل الأحدث عليه؟

 

أسبوع واحد

أكد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "ما يمنع استخدام الأسلحة غير التقليدية، هو توازن الرعب، وإمكانيّة تلقّي من يستعملها الردّ المُماثِل في تلك الحالة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا استعملت روسيا السلاح النووي، فستجرّ الولايات المتحدة الى استعماله أيضاً، وهو ما سيدمّرهما معاً، خلال أسبوع واحد. وتوازن الرّعب هذا، يوقف التصعيد عند مستوى استخدام الأسلحة التقليدية، وتلك غير الممنوعة دولياً، حتى في أوكرانيا، لأن أي تطوّر غير تقليدي سيشكّل انتحاراً للجميع، معاً".

 

قلق

وأشار طبارة الى أن "الخطر الكبير يكمُن في السلاح البيولوجي، لأن استخدامه يفلت الأمور، حتى لدى الجهة التي استعملته. فالسلاح البيولوجي قد يُقصَف في مكان، ولكنه ينتشر، ويتسبّب بأذى مُماثِل لذاك الذي تسبّبت به جائحة "كوفيد - 19"، حول العالم. وبالتالي، ما يفرمل استعماله هو إمكانية أن يرتدّ على من يستعمله أيضاً، مهما طال الزمن، خصوصاً إذا كان سلاحاً بيولوجياً سهل وسريع وواسع الانتشار".

وختم:"أبرز ما يُقلق في الحرب الروسية على أوكرانيا، هو أنه إذا شعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه علق فيها، وبأن نظامه يهتزّ الى حدّ السّقوط بسببها، والى ما قد يصل الى حدّ المطالبة بمحاكمته في الداخل الروسي، فإنه قد يُصبح انتحارياً في تلك الحالة. وعندها، الله وحده يعلم ماذا يمكنه أن يفعل، بموازاة شعوره بالانكسار الواضح، أمام العالم كلّه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار