صدّام حسين وحافظ الأسد ومعمّر القذافي... في الخليج وسيستلمون السلطة!؟ | أخبار اليوم

صدّام حسين وحافظ الأسد ومعمّر القذافي... في الخليج وسيستلمون السلطة!؟

انطون الفتى | الخميس 24 مارس 2022

 

مصدر: سياسات النفط العالمية تُرسَم بريشة القوى الاقتصادية الكبرى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يقول المثل الشائع، "خذوا أسرارهم من صغارهم". ولكن يبدو أن الحرب الروسية على أوكرانيا تفضح كبار القوم، وتجعلهم يكشفون ما يدور خلف الكواليس، وداخل الغرف المُظلِمَة.

فلا مشكلة في السّعي الى تحقيق المصالح العادلة، والمتوازنة، وتحسين الشروط. ولكن ما يظهر من نَفَس "حاقد" لدى بعض المسؤولين، يفضح الكثير، لا سيّما أنه يترافق مع محاولة البعض الاستفادة من دماء وأشلاء أوكرانيا.

 

استفادة؟

فوزير خارجية قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، دعا دول الخليج الى الاستفادة من أزمة الطاقة الناتجة عن حرب أوكرانيا، ومن حاجة الدول الأوروبية الماسّة الى النفط والطاقة، خصوصاً "من منطقتنا"، ومن دول مجلس التعاون الخليجي بالذّات.

وأضاف:"حاولت دولنا إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الدول الأوروبية على مدى أكثر من 30 عاماً من النقاش، لكنها لم تُوقَّع بسبب مماطلة وعراقيل وضعها الجانب الأوروبي، الذي لا يريد أن تُمسّ مصالحه. فالغرب يفضّل أن تكون تجارته "مع دولنا" من دون إطار قانوني، كما هو وضعها الراهن".

وتابع: "نحن نعلم من تجاربنا أن الغرب ينسى دولنا ولا يتعامل معنا لا بنديّة، ولا على أساس المصالح المشتركة، ولا يتذكرنا إلا عندما تكون له حاجه ماسة، وكأن دولنا خزينة يفتحونها عند الشدائد. ومن هنا يجب أن يعلموا بأن لنا نحن أيضاً مصالح ينبغي أن لا تُمسّ، ويجب أن تتحقّق على أساس المصالح المتبادلة".

 

يحاول

في الشّكل، قد تكون أفكار بن جاسم صحيحة، وقد يكون الوقت الحالي مناسباً لوضعها على الطاولة. أما في المضمون، نفهم أن هناك من يعبّر عن فكر خليجي يحاول أن يشارك في لعبة الدول الكبرى، ضمن إطار جيوسياسي أكبر من حجمه بكثير، وذلك من خلال برميل النّفط، وعبر استنهاض ما فشل العرب بالاتّفاق عليه مع الأوروبيّين، قبل عقود.

 

ديكتاتورية

والخطورة من جراء ذلك تزداد بحسب بعض الخبراء، على ضوء بروز زعماء في المنطقة العربية، يعمّقون علاقاتهم بأنظمة ديكتاتورية عالمية، كتلك التي تحكم روسيا والصين، منذ سنوات، بما يركّز على الاتّفاقيات الاقتصادية والاستثمارية، وفي مختلف مجالات الأبحاث والتطوير، ولكن بما يتجاوز ملفات حقوق الإنسان، والديموقراطيات، والحريات، سواء في السعودية أو الإمارات أو قطر، أو في غيرها من الدول الخليجية.

 

في الخليج

ويؤكّد مطّلعون أن "إعجاب" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشخصيّة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبأسلوبه في احتجاز المتموّلين السعوديين قبل سنوات، ضمن الحرب على الفساد، وعَدَم إعطاء (بوتين) أي أهميّة فعلية للعدالة في ملف مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ولا للإعدامات في دول الخليج عموماً، يفتح الباب لتكوين ديكتاتوريات جديدة في المنطقة العربية، ستتركّز في الخليج، وستكون على غرار الديكتاتوريات التي غذّت أنظمة صدّام حسين (الرئيس العراقي الراحل)، وحافظ الأسد (الرئيس السوري الراحل)، ومعمّر القذافي (الرئيس الليبي الراحل)، قبل عقود.

 

خطر

ومن هذا المُنطَلَق، سيشكّل تحلّي دول الخليج بإطار جيوسياسي أوسع من حجمها مستقبلاً، من خلال مشاريع الطاقة، وبتحالفاتها مع موسكو وبكين، وبثرواتها الطائلة، (سيشكّل) خطراً على الشرق الأوسط، والعالم، يمكن وضع حدّ له عبر إعادة رسم خريطة جديدة لتدفّق الطاقة حول العالم، مع الذّهاب أكثر باتّجاه تنويع مصادر الطاقة الى أوروبا، وعَدَم ترك حصص كبيرة فيها، لا لمنطقة الخليج العربي، ولا لسواها، وذلك جنباً الى جنب وضع أُسُس التخلّي عن التبعيّة الأوروبية لروسيا، في مجال الطاقة.

 

ريشة

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "الدول الخليجية النفطية ستستفيد من أزمة الطاقة العالمية الحاليّة، ولكن لفترة موقّتة. فالاقتصاد العالمي، وخريطة توزيع القوى العالمية، لا يرتبطان بالنّفط وحده، ولا بتأثيره على أسعار كل شيء".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "سياسات النفط العالمية تُرسَم بريشة القوى الاقتصادية العالمية الكبرى، والتي للولايات المتحدة الأميركية الحصّة الأكبر منها، وهي لا تتعلّق بالعرض والطّلب فقط، ولا باتّفاق "أوبك بلس" حصراً".

 

لعبة

وأكد المصدر أن "دول الخليج العربي تعوّل دائماً على أن النفط سيمكنّها من شراء العالم. ولكن الأمور لا تُقاس بهذه الطريقة. فالنفط سلعة استراتيجية، تؤثّر على سعر كل السّلع. ولكن تحديد أسعار الخبز، والقمح، والطحين، والمأكولات، والبضائع... ليست مضبوطة على تقلّبات سوق الطاقة فقط، بل على ساعة لعبة الاقتصاد العالمي كلّه، التي لم ولن تُترَك يوماً للأرقام العلمية فقط، بل للسياسة الدولية الكبرى".

ولفت الى أن "تقسيم وتوزيع الموارد والأسعار، هما في يد أقوى الاقتصادات العالمية، والتي على رأسها قوى الاقتصاد الأميركي".

وختم:"اللعبة الدولية هي التي تغذّي نفسها. وما نسمعه من تصريحات سياسية يومية، هنا أو هناك، هي جزء من الواقع، ولكنّها لا تخرج عن اللّعبة الكاملة. فالاقتصاد لعبة كاملة، ولا يرتبط بالطاقة وحدها، ولا بمصادرها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار