العداء له انتقل من "جبهة الخصوم" إلى جبهة تيار المستقبل
جان الفغالي- "أخبار اليوم"
الرئيس فؤاد السنيورة لا يهدأ، "دينامو" منذ ثلاثين عامًا، وتحديدً منذ العام 1992، دخل "جنة الحكم" مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وزير دولة لشؤون وزارة المال، وبقي فيها إلى ما بعد اغتيال الرئيس الحريري، حين تحوَّلت "الجنة" إلى "جهنم".
السنيورة خصومه أكثر بكثير من حلفائه، حتى ليمكن القول ان ليس له حلفاء، بالمعنى التقليدي للكلمة، لكنه طاقة قلَّ مثيلها، ولهذا كان أول مَن اختاره الرئيس الشهيد ليكون إلى جانبه حتى لحظة استشهاده.
واجه المنظومة الامنية التي طوقته في مكتبه مطلع التسعينيات، احتج الرئيس رفيق الحريري على على هذه الممارسات بحقه، فجاءه الجواب من أحد رؤساء الاجهزة الامنية "إنه خطأ ... لكنه خطأ مدروس" .
لم يستكِن الرئيس السنيورة ولم يهادِن، وحين اصدر التيار الوطني الحر كتاب "الإبراء المستحيل" (الذي يعني ان تبرئة "الحريرية المالية" مستحيلة) ، جاء الرد من السنيورة من خلال كتيب عنوانه: " الأفتراء في موضوع الإبراء".
في كل مرة تجري فيها استشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة، كان الجواب الأول "إلا السنيورة ... ".
العداء للسنيورة انتقل من "جبهة الخصوم" إلى جبهة تيار المستقبل الذي استعار الشعار ذاته: "إلا السنيورة ... "
يروي الذين زاروا أبو ظبي واجتمعوا مع الرئيس سعد الحريري، ان المطلوب وقف اندفاعة السنيورة بأي ثمن، ويتصاعد غضب الرئيس الحريري ومحيطه الضيِّق، حين تصلهم تقارير مفادها ان السنيورة نجح في تركيب لائحة في بيروت او في صيدا او في طرابلس.
حتى الساعة، نجح الرئيس السنيورة في تركيب لائحة بيروت الثانية، ويضع عليها اللمسات الأخيرة، وهي مؤلفة من: خالد قباني، لينا التنير، ماجد دمشقية، بشير عيتاني، أحمد عياش، ميشال فلاح، فيصل الصايغ، وهناك احتمال ان تضم اللائحة أيضًا المحامية زينة المصري.
ويقول متابعون للحركة الإنتخابية في بيروت الثانية أن تيار المستقبل منكفئٌ شكلًا، لكنه عمليًا منغمسٌ في المعركة ليس ضد حزب الله أو النائب فؤاد مخزومي، بل ضد الرئيس فؤاد السنيورة .
وتقول المعلومات أن الأمانة العامة في تيار المستقبل تُجري اتصالات بعددٍ من المرشحين واضعةً بتصرفهم الماكينة الإنتخابية لتيار المستقبل شرط الا يترشحوا على اللائحة التي يشكلها الرئيس السنيورة.
السنيورة يراقب باهتمام ما يفعله تيار المستقبل به، ربما يصُدِر كتابًا، بعد الإنتخابات، عن تجربته في انتخابات أيار 2022، وقد يستعير من خصمه اللدود، التيار الوطني الحر، عنوان كتابه ضده، "الإبراء المستحيل" ، فيكون عنوان كتابه عن الإنتخابات : " انتخابات ايار 2022
تيار المستقبل ... والإبراء المستحيل".
السنيورة لا يهوى التغريدات والرد عليها .
السنيورة يوثِّق كتبًا .