هذا ما تحضّر له روسيا... جوع وفوضى وتهديد استقرار دول أوروبا!؟ | أخبار اليوم

هذا ما تحضّر له روسيا... جوع وفوضى وتهديد استقرار دول أوروبا!؟

انطون الفتى | الخميس 24 مارس 2022

مصدر: استقالة أناتولي شوبيس تعني أن الغرب يصفّي حضوره في روسيا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تهشّمت الصورة العسكرية لروسيا، وأُذِلَّ جيشها إذلالاً واضحاً، لا نقاش فيه، مهما حاولت جحافل "المبيّضين" تجاه موسكو حول العالم، التخفيف من تأثير المقاومة الأوكرانية، وإجراء مقارنات بين الحرب الروسية على أوكرانيا، وبين غيرها من الحروب.

 

تدمير

فعلى وقع انتهاء الشهر الأول من التدمير الروسي المتوحّش للمدن الأوكرانية، لا تزال روسيا عاجزة عن الاستثمار سياسياً في أي تطوّر ملموس على الأرض، وذلك رغم تمتّعها بقوّة عسكرية ضارِبَة، ورغم أنها تعتمد "العقيدة الشرقية" في القتال، أي التدمير، والتدمير، ثم التدمير، تحقيقاً للأهداف، ولو بأي ثمن.

ولكن ما تنام عليه موسكو، نتيجة النّبذ الدولي الذي تعرّضت له، والعقوبات الغربية، قد لا يكون سهلاً، وهو الانتقام حتى الثّمالة، أي حتى ولو جاعت أوروبا كلّها، والعالم كلّه معها.

 

انتقام

يحذّر مطّلعون من إمكانية أن يتقصّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطالة مدّة الحرب أكثر، مع المضيّ في تخريب واستنزاف كل ما يُمكنه أن يشكل استفادة لـ "العالم الحرّ" داخل جناحه الشرقي، الذي هو أوكرانيا، في المستقبل.

فالحقد، والكراهية، والرّغبة بالانتقام، باتت المحرّكات الأساسية لسياسات بوتين، ولخططه المستقبلية، بحسب أكثر من مُطَّلِع، خصوصاً أن حرب أوكرانيا خرجت عن دائرة ما يشتهيه.

 

أوروبا

وانطلاقاً ممّا سبق، ينصح خبراء بضرورة الحَذَر ممّا ينتظره بوتين، على صعيد حدوث اضطرابات داخل المجتمعات الأوروبية بعد أشهر، بفعل غلاء الأسعار، لا سيّما أن الرئيس الروسي قد يتقصّد التأثير على أوروبا حتى بشبح الجوع نفسه، من خلال إطالة المدّة الزمنية للحرب في أوكرانيا.

فروسيا كانت مصدراً لتزويد أوروبا بالأسمدة، وليس فقط بمصادر الطاقة. وسينعكس طول مدّة الحرب، واستهداف القوات الروسية للبنى التحتية المدنية، لا العسكرية فقط في أوكرانيا، (سينعكس) على أوروبا أيضاً، وليس على كييف وحدها.

 

أزمة

وما يدعم تلك التحذيرات، هو تقصُّد الآلة العسكرية الروسية إلحاق الضّرر بالقطاع الزراعي في أوكرانيا، بشكل قد يجعل القدرة على استئناف الأعمال الزراعية مستحيلة هناك، الى ما بعد مدّة زمنية لا تزال مجهولة حتى الساعة. وهو ما سيؤثّر ليس فقط على ارتفاع الأسعار، بل على انخفاض توفُّر، أو حتى انقطاع الكثير من المنتجات الزراعية، والصناعات الغذائية، من الأسواق الأوروبية والعالمية.

وبإقفال الغرب أسواقه أمام روسيا، بمعيّة استكمال "إحراق" أوكرانيا، ستكون أوروبا والعالم على موعد مع أقسى أزمة، حتى ولو أن معظم سكان الأرض لا يشعرون بها حتى الساعة.

 

استنزاف

أكد مصدر مُطَّلِع أن "أوكرانيا لن تتمكّن من زراعة معظم المواسم "الربيعية"، خلال فصل الربيع الحالي. ولذلك، ستكون أوروبا والعالم، على موعد مع نقص كبير في عدد من المزروعات، والمنتجات. وخطر الجوع، مع ارتفاع الأسعار، سيتجاوزان أوروبا، على المدى المتوسّط، والأبْعَد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الروس يتصرّفون الآن على أساس أنهم يُمسكون برقبة أوروبا، الى ما بعد مدّة زمنية طويلة، حتى ولو أقفلت الأسواق الأوروبية في وجوههم. فالتخلّي عن مصادر الطاقة الروسية، لن يكون مُتاحاً لأوروبا بشكل فعّال، قبل مرور ثلاث سنوات من الآن. فضلاً عن أن الحرب قد تستغرق مزيداً من الوقت، وهو ما يهدّد باستنزاف قدرة أوكرانيا على إسعاف أوروبا، على صعيد الكثير من الأمور، في وقت قريب".

 

احتجاجات

وأوضح المصدر أن "استقالة أناتولي شوبيس من منصب المبعوث الخاص للكرملين، تعني أن الغرب يصفّي حضوره في روسيا. فشوبيس هو الوحيد الباقي من حقبة الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، وهو حليف للأميركيين، وواضع الكثير من خطط الخصخصة في روسيا، خلال التسعينيات".

وحذّر من أن "روسيا تعوّل على أنه عندما تبدأ الاضطرابات في أوروبا، سيستوعب الأوروبيّون سلبيات ابتعادهم عن روسيا. فارتفاع الأسعار سيُشعِل المظاهرات في شوارع الدول الأوروبية، احتجاجاً على الحكومات، وللمطالبة برفع العقوبات عن روسيا. وتحضّر موسكو لدعم تلك الاحتجاجات، وهي تحرّك الأطراف الأوروبية الصّديقة لها، بما يهدّد استقرار الدول والمجتمعات الأوروبية مستقبلاً".

وختم:"الصينيّون يُساندون روسيا في ما تحضّر له، نظراً الى أن بكين تُدرك جيّداً أن دورها سيكون التالي، بعد موسكو، على مستوى العقوبات، والنّبذ الدّولي. فمشكلة الصين لا تنحصر بخطرها على تايوان، بل بدعمها الخفيّ للكثير من ركائز الإرهاب العالمي، وهو ما يجعلها شريكاً غير موثوق به".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار