"الخنجر" الذي اخترق قلب العذراء مريم في سماء أوكرانيا... والألم هائل! | أخبار اليوم

"الخنجر" الذي اخترق قلب العذراء مريم في سماء أوكرانيا... والألم هائل!

انطون الفتى | الخميس 24 مارس 2022

الدّعوة الى التوبة لا تكون بـ "نثر" الجثث في الشوارع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تطوي الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الأول، بإنزال الصّواريخ الروسيّة "الخارقة"، التي من بينها "كينجال" (الخنجر)، من سماء أوكرانيا الى أرضها، في مشهد يُمعِن بتدمير سمعة روسيا الأرثوذكسية، التي تتفاخر بـ "جحافل" المتطوّعين لمساعدتها من الشرق الأوسط، وبأفواج الشيشانيين، الذين يشاركونها (روسيا) بسفك دماء الأرثوذكس في أمّ الأرثوذكسية الروسيّة، أي أوكرانيا.

 

البابا

مشهد مُحزِن، يخرقه كلام "الحبر الأعظم" البابا فرنسيس لبطريرك روسيا كيريل، الأسبوع الفائت، حول أن الكنيسة يجب أن لا تستخدم لغة السياسة، بل لغة يسوع. وقال البابا:"نحن رعاة نفوس الشعب المقدّس الذين يؤمنون بالله، وبالثالوث الأقدس، وبوالدة الإله القديسة. ويجب أن نتّحد للبحث عن سُبُل السلام، ووقف النار".

 

الرّذيلة

لا صبغة مسيحيّة لما رشح عن أسباب دعم بطريرك روسيا، لحرب بلاده على أوكرانيا.

فقبل نحو أسبوعَيْن، قال البطريرك كيريل إن الصراع هو امتداد لصدام ثقافي جوهري بين العالم الروسي الأوسع، والقيم الليبرالية الغربية، والذي يتجسّد في التعبير عن "فخر المثليّين". وهو يربط الهجوم الروسي بمحاربة الليبرالية والرّذيلة.

 

خطيئة

وهنا نقول، من أخبر البطريرك كيريل، بأن الكنيسة الكاثوليكية في الغرب والعالم، تحلّل "المثليّة الجنسيّة"؟ ومن أخبره بأن إرشاد الناس الى الفضيلة، والى نبذ كل أشكال الشّذوذ، لا يكتمل إلا بإبادتهم، وبمحوهم من الوجود؟

ومن هو المسؤول عن الفَهْم المغلوط للنّعمة الإلهية، في فكر البطريرك الروسي؟ فعلى سبيل المثال، هو يرفض انفصال قسم كبير من أرثوذكس أوكرانيا عن كنيسة روسيا (في عام 2019)، ويراه خطيئة بحقّ "روسيا المقدّسة"، متغافلاً عن أن هذا الانفصال أتى كردّة فعل طبيعية، بعد سنوات قليلة من سلخ موسكو لشبه جزيرة القرم عن أوكرانيا (في عام 2014).

فلماذا جَعْل "روسيا المقدّسة" (في المفهوم الروسي)، أهمّ من حقّ وعدالة السيّد المسيح؟

 

يلتقي بهم

نعود الى "المثليّة الجنسيّة"، التي قد يعتقد البطريرك الروسي أنه يحاربها بالصواريخ الروسية الخارقة، والحارقة، في أوكرانيا.

وهنا نسأل البطريرك الروسي أيضاً، هل يعلم كم من "مثليّ" يلتقي به في يومياته الروسية، وربما في الكرملين نفسه؟ وإذا كان يعلم، كيف يرشده الى التحرُّر من "المثليّة الجنسيّة" بروح المسيح؟

وهل لدى البطريرك الروسي قدرة على أن يكون مثل السيّد المسيح، أي أن يطرد الشياطين من الأجساد، فيحرّرها من الخطايا؟

 

تعويض

وهل وبّخ البطريرك الروسي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوماً، على تلذّذه بالإعلان عن أحدث "تدميريات" موسكو العسكرية، وذلك حرصاً على خلاص نفسه؟ وهل أخبره يوماً بأن مُستعمِلِي القوى الفتّاكة، وبأن مُتقصِّدِي نشر صُوَر تدريباتهم العسكرية والرياضية القتالية، و"فحولتهم" الذّكوريّة (كما يفعل بوتين، وهي مظاهر شائعة لدى المُتخلّفين، و"غير العقليّين"، بشكل عام)، يعوّضون عن الكثير من الجنس الكامن في نفوسهم وأرواحهم، والمكبوت منه تحديداً، من خلال نشر تلك الصُّوَر، وعرض تلك السلوكيات؟

 

اعتراف

وهل أخبر البطريرك الروسي، بوتين، بأن هذه الفئة من الناس تغسل كوامنها الجنسية، الظاهرة والخفيّة، بدماء البشر، وذلك تماماً كما لو كانت من مهووسي النّظافة الذين يغسلون أدناسهم بالمياه والصّابون، بكثرة وإفراط، ظنّاً منهم بأنهم يطهرون بتلك الطريقة؟

ويتشابه هؤلاء بالاحتفاظ بالأدناس، بدلاً من الإسراع الى التحرّر منها بالمسيح، ويفترقون بوسيلة غسلها فقط (الدماء للفئة الأولى، والمياه للفئة الثانية).

وهل نصح البطريرك الروسي مكوّنات الحُكم في روسيا، ولو لمرّة، بأن يعترفوا بخطاياهم ليتوبوا عن تكرارها، ما داموا يحكمون "روسيا المقدّسة" (بمفهومهم)؟

 

قاسي

قد يكون قاسياً إذا قُلنا إن موافقة الكنيسة الروسية على محاربة "المثليّة الجنسية" بالصواريخ، يُسقطها من كنسيّتها، ويجعلها أقرب الى "العقائديّين الدينيّين" الذين حكموا ويحكمون منطقتنا منذ قرون، بأشكال متعدّدة.

 

توسُّع

فهؤلاء، ورغم تشريعهم الزّنى، والفسق، والدّعارة، وكل أنواع الرّذيلة، دينياً، وبأوجه مختلفة من الزّواجات "الفاجرة"، أو باسترداد الزّوجة بعد طلاق...، إلا أنهم تبنّوا من "الكتاب المقدّس" تحريم "المثليّة الجنسية"، و"العادة السريّة"، وأبقوا على ذلك في عقيدتهم. ولكنّهم فعلوا ذلك لا حبّاً بالطهارة، بل للحفاظ على نِسَب ولادات مرتفعة في ممالكهم و"سلطناتهم"، مكّنتهم وتمكّنهم حتى اليوم، من تأمين العدد الكافي من العمال والفلاحين وعناصر الأمن والجيش... ومن الحفاظ على الحكم والأمن والاقتصاد، ومن القيام بغزوات في الخارج.

ويُشبه هؤلاء من حذّر منهم القديس بولس في رسالته الى أهل غلاطية، وهم أولئك الذين كانوا يُلزِمون الناس بأن يختَتِنوا، للهرب من تبشيرهم بالمسيح، ومن التعرّض للاضطهاد بسبب ذلك. وبالتالي، هم أعلنوا أن هاتَيْن الرّذيلتَيْن ("المثلية الجنسية"، و"العادة السرية") خطيئة، لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية...، وكأداة للتوسّع الاستراتيجي، وليس حبّاً بخلاص نفوس الشعوب.

 

طعنات

يبقى الأساس، هو أن "المثلية الجنسية" خطيئة، و"العادة السريّة" خطيئة أيضاً، وتعليم الكنيسة الكاثوليكية واضح في تأكيد ذلك. ولكن الدّعوة الى التوبة لا تكون بالصواريخ، ولا بـ "نثر" الجثث في الشوارع، ولا بالمحو عن الخرائط، بل بروح المسيح الحيّ، والمُحيِي، الذي يريد للجميع أن يخلصوا، والى معرفة الحقّ والعدل أن يبلغوا.

وبغير ذلك، ستُكمِل الحرب الروسية على أوكرانيا مشوارها الناري، بمزيد من التفنّن التدميري، الذي يخترق قلب العذراء مريم، وقلب يسوع الأقدس يومياً، بأقسى الخناجر، وبطعنات تتكرّر الى ما لا نهاية.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار