"انتخابات الفرصة الضائعة"... لوائح التغيير تأكل من الصحن ذاته

المعركة ليست اصواتا فقط بل ايضا حواصل

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

تأتي انتخابات ايار 2022 على وقع انهيار اقتصادي شامل، ومن رحم ثورة شعبية رفضت السلطة واركانها الذي اوصل اداؤها الى معاناة لم ترحم احدا، ولكن في نظرة شاملة على الاستعدادات للاستحقاق، لا سيما تلك التي تقوم بها القوى التغييرية او المعارضة، يمكن القول انها "انتخابات الفرصة الضائعة"، على حد تعبير مصدر سياسي واسع الاطلاع، الذي قال عبر وكالة "أخبار اليوم"، السبب الاول يعود الى ان المعارضة في تكوينها ليست موحدة وعناوينها مختلفة، وبالتالي لا يمكن ان تجتمع على متن لوائح موحدة.
واضاف: كان من المتوقع ان تتوزع المعارضة بالحد الاقصى على لائحتين حيث العنوان الأول السيادي الليبرالي والثاني يضم مجموعات اليسار القديم او الجديد، لكن خلافا لذلك نجدها مشتتة بشكل كبير حيث الاعتبارات الشخصية هي السائدة، لا سيما في الدوائر حيث هناك قدرة على احداث خرق واضح، كدوائر جبل لبنان الاولى والثانية، الشمال الثالثة، بيروت الاولى والثانية... حيث بدا توحيد الصفوف صعبا لا بل مستيحلا، مع العلم ان هذه اللوائح المتعددة تأكل من ذات الصحن.
واذ لفت المصدر الى ان القانون يؤدي الى هذا النوع من تركيب اللوائح، قال: المعركة ليست معركة اصوات فقط على غرار القانون الاكثري بل ايضا حواصل انتخابية في كل دائرة، وبالتالي تعدد اللوائح يخفض عدد الاصوات المطلوب لتأمين الحاصل ما يجعل لوائح السلطة هي المستفيدة.
وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان الانتخابات تغربل الاحجام، بغض النظر عن الاصوات، وبالتالي قوى المعارضة كما السلطة ستحدد قدرتها التمثيلية.
وفي اطار متصل متعلق بتأجيل الاستحقاق، جزم المصدر ان حزب الله لديه مصلحة في اجراء الانتخابات في موعدها، اذ انه في ظل المتغيرات الحاصلة على مستوى الاقليم يريد ان يؤمن شرعية له للسنوات الاربعة المقبلة بغض النظر عما ستنعكس عليه تلك المتغيرات او على الداخل اللبناني. وايضا الرئيس نبيه بري- نظرا لتقدمه في السنّ ليس من مصلحته التأجيل، ولكن التأجيل قد يكون مطلوبا على المستوى المسيحي حيث التشرذم كبير وعلى المستوى السني الذي لم يعد لديه زعيما.