في لبنان... نوم سياسي وشعبي يترافق مع حركة إقليمية غير اعتيادية! | أخبار اليوم

في لبنان... نوم سياسي وشعبي يترافق مع حركة إقليمية غير اعتيادية!

انطون الفتى | الإثنين 28 مارس 2022

مصدر: غياب لبنان عن أي تخطيط مُنتِج وعن أي تنسيق فعّال مع الدول الصّديقة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


لا جدل حول أنه لا يُمكن لمن يقف على ضفّة روسيا، داعماً لها في هجماتها الوحشيّة على الأوكرانيّين، (لا يُمكنه) أن يُطالِب المجتمع الدولي بوقف الهجمات "الحوثية" الإرهابية.

إرهابية
ولا يُمكن لمن يريد إزعاج الأميركيين بـ "تقارُبه" النفطي مع الصين وروسيا، ولمن يريد حماية أمنيّة أميركية بشروطه هو حصراً، (لا يُمكنه) أن يُطالب المجتمع الدولي بصدّ الهجمات "الحوثية" الإرهابية، وذلك رغم أنها إرهابية بالفعل.

لا يُمكن
ولا يُمكن لمن يُتاجِر مع إيران "حتى الثّمالة"، ويفتح أراضيه لمستثمريها، ولتجّارها، ولمن يسعى الى زيادة حجم التبادل التجاري معها، أن ينتقد الهجمات "الحوثية" الإرهابية، وأن يطالب الأميركيين بأن يحموه منها.
كما لا يُمكن لمن يفتح أبواب عقر داره للرئيس السوري بشار الأسد، مُعوِّلاً على "صدقه"، أن يتحدّث عن هجمات "حوثية" إرهابية، ولا أن يُطالب العالم بوقف تلك الجماعة الإرهابية عند حدود معيّنة.

حجر واحد
في أي حال، تضرب إيران من خلال الهجمات "الحوثية" الأخيرة، مجموعة عصافير بحجر واحد.
فمن خلال تلك الهجمات، "يغازل" الإيرانيون الغرب، الذي تزعجه السعودية والإمارات عبر الاحتفاظ برؤيتهما النفطية المشتركة مع روسيا. وتُحرِج طهران واشنطن، من خلال تلك الهجمات أيضاً، لأنها تُمعن في إظهار عَدَم اهتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأمن الخليج العربي، بحسب مُشتهى السعودية والإمارات.

مهما فعلتُم
كما أن طهران، ومن خلال تلك الهجمات الإرهابية للحوثيين، تُحرج موسكو وبكين، عبر إظهار أن مهما اقتربتُما وتقاربتُما مع "جيراني" العرب، إلا أني أبقى أنا الممرّ الإجباري، والحليف الأوحد لكما في المنطقة، وذلك مهما "ضعفتُما" أمام الدولارات والاستثمارات الخليجية.
أما العصفور الأكبر الذي تصيبه إيران، وبالحجر الأكبر، من خلال الهجمات "الحوثية"، فهو القول لـ "الأخوة" العرب في الخليج، إن روسيا والصين لي أنا وحدي "يا حبّوبين" مهما فعلتُم، وإنه لا يمكن لأيّ كان حول العالم أن يُعطيكم ضمانة بوقفي عند حدودي، لا في منطقة الخليج، ولا في أي مكان آخر، مهما "تشاطرتُم"، أو (مهما) عملتُم على نقل ما يُمكنكم أن تنقلوه من خزائنكم، من الغرب الى الشرق، في أي يوم من الأيام.

اجتماعات
وفي انتظار مرحلة ما بعد إبرام اتّفاق مع إيران في فيينا، تتكثّف الاجتماعات العربية - العربية، والتنسيق العربي - الإسرائيلي، في ظلّ مشهد دولي ضبابي، تُمطره نيران الحرب الروسية على أوكرانيا بمزيد من القلق، لا سيّما أن الانعكاسات المعيشية للحرب في أوروبا الشرقية، تهدّد الاستقرار الاجتماعي لكثير من الدول العربية، ضمن مشهد يُخيف العرب من إمكانية استنهاض "الربيع العربي"، الذي أطاح بما أطاح به من أنظمة، قبل سنوات.

لبنان
أما لبنان، فيغرق بمزيد من النّوم السياسي والشعبي، وبملاحقات قضائية، وبالتحضير لانتخابات نيابية، لدى مختلف الأطراف التي ستخوضها تحالفاتها الإقليمية، غير المستقرّة تماماً، الى ما بعد مدّة من الزّمن.
وهذا كلّه على وقع إرباك مُستتر حتى الساعة، لدى كل الأطراف السياسية اللبنانية، سواء تلك الحليفة للدول العربية، أو لإيران، سيُترجَم بطريقة "مُضحِكة" على الأرجح، في مراحل لاحقة، بسبب سرعة التقلّبات الإقليمية والدولية، وكثرتها.

غياب
أشار مصدر سياسي الى أنه "يمكننا التخفيف من آثار انعكاسات الإرباك العربي، والتقلّبات الإيرانية الحالية، على الساحة اللبنانية، ولكن من دون القدرة على تحييد لبنان عمّا يحصل في المنطقة بشكل كامل، لا قبل ولا بعد الانتخابات".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا مجال لانتظار الكثير من الإيجابيات للبنان مستقبلاً، انطلاقاً من أن من هم في السلطة، لا حسابات لديهم إلا البقاء فيها. ويُترجَم ذلك بغياب لبنان عن أي تخطيط مُنتِج للمستقبل، وعن أي تنسيق فعّال مع الدول الصّديقة لنا".

بداية
ووضع المصدر "الحركة العربية الأخيرة في المنطقة، في إطار تحضيري لترتيبات مرحلة ما بعد إنجاز الاتفاق النووي مع إيران في فيينا، وانعكاساته على العالم العربي، والشرق الأوسط".
وأضاف:"هذا الاتّفاق ليس قضية بسيطة، وهو سيرسم الخريطة السياسية الجديدة في المنطقة. وما يحصل من اجتماعات عربية - عربية، وتنسيق عربي - إسرائيلي، حالياً، يشكّل البداية لتلك الخريطة".
وختم:"الحضور الأميركي قد يخفّ في منطقتنا، ولكن لا هوامش ناجحة لدى العرب لا لترك واشنطن، ولا للاتّجاه نحو روسيا والصين. وهذا ما ستدور حوله المرحلة الإقليمية الجديدة، أيضاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار