نجل "أردوغان" في بيروت والمحادثات... "تقسيم" بين "المعتّرين" و"البكاوات"!؟ | أخبار اليوم

نجل "أردوغان" في بيروت والمحادثات... "تقسيم" بين "المعتّرين" و"البكاوات"!؟

انطون الفتى | الإثنين 28 مارس 2022

مصدر: النّقمة تطال كل الأفرقاء والمطلوب هو توحيد كلمة الناس انتخابياً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"يُتحفنا" مؤخّراً، من يُخبروننا بأن الاستقرار المالي الذي تنعّم به لبنان بين التسعينيات وعام 2019، مكّن الطبقات متوسّطة الحال فيه، من العَيْش بمستويات أعلى من اللازم.

بلغة الأرقام، والاقتصاد، قد يكونون مُحقّين. ولكن المشكلة تبدأ عندما نسمع هؤلاء يتحدّثون، وكأنهم "يستكثرون" على الناس بعض الحقوق، أو كأنهم يقسّمون الشعب طبقياً، بطريقة لا أخلاقيّة.

 

كارثة

وتزداد "الكارثة الأخلاقيّة"، عندما نستمع الى هؤلاء يتحدّثون عن أن أولاد تلك الفئة من الناس، تمكّنوا من إكمال تحصيلهم العلمي في الخارج، وأنهم امتلكوا القدرة على السّفر والسياحة الخارجية، وعلى تأسيس شركات أو مؤسّسات صغيرة...، خلال الأعوام السابقة، وكأن ذلك "جريمة".

ويذكّرنا هؤلاء، بمن حدّثنا قُبَيْل اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، عن "الاقتصاد المُقاوِم"، والعودة الى الزراعة "عا البلكون"، وعن ضرورة الاكتفاء بالسياحة الداخلية، وتعليم الشباب في الجامعات اللبنانية حصراً، حرصاً على عَدَم إنفاق الدولار في الخارج.

 

أموال

ولكن إذا نظرنا الى هذا، أو الى ذاك، نجد أنه في عزّ الأزمة الاقتصادية الحالية، يُسافرون للسياحة مع عائلاتهم، بما يتجاوز الأربع مرات خلال عام واحد ربما، وذلك رغم "الدّمار" المعيشي في البلد، وانهيار مختلف القطاعات.

كما أنه إذا نظرنا الى هذا، أو الى ذاك، نجد أن أولادهم يتابعون تحصيلهم العلمي في الخارج، ويُنفقون "كتلة مالية" من العملات الصّعبة، سنوياً، قادرة على إطعام الجائعين في أفريقيا ربما، على مدى 10 أعوام ربما.

 

سخافة

قد يكون تصحيح الاقتصادات مؤلِماً كثيراً، وهو ما لا ننكر ما يتوجّب علينا أن نتحمّله كشعب، في هذا الإطار. ولكن أن يُحدّثنا أحدهم عن الأمور وكأننا مجرّد أرقام، "تبغدَدَت" في الماضي، وبات واجباً عليها أن تدفع الثّمن اليوم، مُتجاهِلاً الأخطاء والخطايا السياسية وغير السياسية لكبار القوم في البلد، التي أوصلتنا الى الانهيار، فهذه قمّة انعدام الأخلاق.

فتقسيم الناس طبقياً، بين من يحقّ له بالسّفر والسياحة في الخارج أو لا، أو بحسب المهن والوظائف التي يحقّ لمزاوليها أن يسافروا، أو أن يمتلكوا سيارة جديدة، أو أن يتعلّموا في الخارج، أو لا، تُعيدنا الى أيام أنظمة الحُكم غير الحضارية.

كما أن تجاهُل مسألة أن "إبن المعتّر" قد يمتلك قدرات ذهنية أكثر من أبناء "البكاوات"، تجعله مستحقّاً الحصول على علوم في أكبر جامعات العالم، هو سخافة "سمِجَة".

 

أردوغان

مجموع من تحدّثنا عنهم سابقاً، يذكّروننا بتصريحات نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، (بلال أردوغان)، الذي انتقد رغبة الشباب الأتراك بالهجرة إلى الخارج، بسبب الأزمة الاقتصادية في تركيا، وارتفاع معدّلات البطالة والتضخّم، معتبراً أن من يكسب 3 آلاف دولار شهرياً في الولايات المتحدة الأميركية، لا يعيش أفضل من الذي يكسب 5 آلاف ليرة في تركيا، فيما هو (بلال) أمضى 15 عاماً من حياته في الخارج، متنقّلاً بين الولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا.

وبسبب كلامه هذا، تلقّى نجل الرئيس التركي مجموعة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما أن أكثرية ساحقة من الشباب التركي، يرغبون بمغادرة تركيا، للدّراسة أو لتأمين فرص عمل أفضل.

 

نجوم

لفت مصدر سياسي الى أن "النصّابين في البلد يختلفون بنقاط بسيطة. فبعضهم "نصّابين بـ 3 نجوم"، وبعضهم الآخر "نصّابين بـ 5 نجوم".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بـ "تسلُّط بعض مكوّنات القضاء في لبنان، على بعض الناس، دون سواهم. فأموال بعض الأطراف، وعائلاتهم، محجوزة عملياً من دون أي عذر من قِبَل المدّعي العام المالي، وحتى من دون تحقيقات، أو محاكمات. ولا شيء مطلوباً إلا كمّ الأفواه كما يبدو".

 

الشارع

ودعا المصدر الناس "للنّزول الى الشارع، بعدما أُذِلُّوا أمام الأفران، والمستشفيات، والصيدليات، وفي دفع أقساط المدارس لأولادهم. فالسلطة تخلّفت عن تسديد "اليوروبوندز" قبل عامَيْن، وهو ما فتح أبواب اعتبار لبنان مُفلِساً. كما أصرّت على الاستمرار بسياسة الدّعم، فمضَت في استنزاف ما كان تبقّى من مليارات في البلد، بالدولار، على سلع هُرِّبَت الى الخارج. وها هي اليوم مُصرَّة على استنزاف آخر "فلس".

 

انتقام؟

ورأى المصدر أن "الجوّ الانتخابي غير مُناسِب للأطراف السياسية التي شارفت مدّة حكمها على النهاية. ولذلك، هي تبتدع العراقيل المقبولة وغير المقبولة، على مستويات عدّة، لا سيّما بعدما فقدت مصداقيّتها".

وختم:"لا بدّ من انتقام الشعب منهم كلّهم. فالنّقمة الشعبية تطال كل الأفرقاء الذين حكموا البلد، ولكن المطلوب هو توحيد كلمة الناس، انتخابياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار