لا نريد القمح ولا السكر ولا الزيت... ما تنقصنا هي الحرية والحرية و... الحرية! | أخبار اليوم

لا نريد القمح ولا السكر ولا الزيت... ما تنقصنا هي الحرية والحرية و... الحرية!

انطون الفتى | الخميس 31 مارس 2022

 

مصدر: هل ان الدولار الأميركي هو عدوّ بوتين بالفعل؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

الشعوب... هي القادرة على أن ترزح تحت الاحتلالات، والديكتاتوريات، أو على أن ترفضها، وتُطيح بها، والأدلّة على ذلك كثيرة، وقد لا يكون آخرها ما تقوم به المقاومة الأوكرانية، التي لولا الدّعم الشعبي لها، ولولا المشاركة الشعبية فيها، لكان الجيش الروسي اجتاح كييف، خلال الأيام الأولى من بَدْء الغزو الروسي لأوكرانيا.

استعداد

وفي سياق متّصل، يبدو مُثيراً للاهتمام، ما يظهر على بعض وسائل الإعلام الأجنبية، على مستوى استعداد شرائح لا يُستهان بها من الناس، للتقنين في استخدام الغاز، والنّفط، ولتحمّل ارتفاع الأسعار، وللتخلّي عن الكثير من الأمور، والاستعداد لانتظار جهوزية مشاريع الطاقة النّظيفة المُمكِنَة في بلدانهم، بالكامل، وذلك رغبةً منهم بإنجاح العقوبات المفروضة على "الديكتاتور الروسي" (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، ولمساهمة كلّ فرد على حسب طاقته، بمُحارَبَة الديكتاتوريات العالمية، وأنظمتها، مهما كانت الأثمان مُؤلِمَة.

 

الحرية

سلع وبضائع كثيرة، تُستورَد من روسيا، ويشكّل انقطاعها مشكلة، أو يؤسّس لاضطّرابات حقيقية، مستقبلاً. ولكن من يريد الحرية، عليه أن يستحقّها، وأن يدفع أغلى الأثمان في سبيل الحصول عليها.

فما يأتي من الباب السّهل، يضيع بسهولة، والحريّة المُخضَّبَة بالدّماء، وبالجوع، والعَوَز، والتقنين... هي الحقيقية، وهي التي تحافظ عليها الشعوب، وتُجبر بلدانها على الذّهاب بها بعيداً، وبعيداً جدّاً.

 

مَثَل صغير

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "تقنين بعض الشرائح الاجتماعية الغربية في استخدام الغاز وغيره، يُمكنه أن يقود الى نجاح العقوبات على روسيا، والى التسريع في إنهاء الديكتاتوريات، بالفعل. ولكن يُمكن قلب المعادلة، لتُصبح معكوسة، وهي التسريع في إنهاء الديموقراطيات الزائفة، في الوقت نفسه، أيضاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحرب العالمية الثانية شكّلت تصارُعاً بين الديموقراطيات والديكتاتوريات، أي بين الزعيم الألماني أدولف هتلر، والزّعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، من جهة، وبين دول "أوروبا الحرّة" التي كانت فرنسا وبريطانيا أعمدتها في ذلك الوقت، من جهة أخرى، وذلك قبل أن تتوسّع الأمور، وتتشابك أكثر، وتدخل الولايات المتحدة الأميركية، والإتحاد السوفياتي، واليابان على خطّ الانخراط فيها. وهي مَثَل صغير، عمّا يحصل حالياً".

 

الدولار... عدوّه؟

وحذّر المصدر من أن "كل ما يجري من مباحثات واجتماعات حالياً، يُشبه تلك التي كانت تُعقَد قُبَيْل اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي كان زعماء "أوروبا الحرّة" ينالون خلالها الكثير من إهانات هتلر، وتهديداته، من دون رادع، فيما كانوا ينصرفون هم الى بلدانهم، وكأن لا شيء مُقلِقاً يتحضّر في العالم".

وأضاف:"الإهانة الروسيّة لدول أوروبا، وللولايات المتّحدة الأميركية، ولـ "العالم الحرّ" اليوم، ظهرت بحديث بوتين عن تسعير الغاز الروسي بالروبل، قائلاً إن هذا الأمر يشمل الدول "غير الصّديقة" لموسكو. وبغضّ النّظر عن إمكانيّة أو عَدَم إمكانيّة تطبيق ذلك، إلا أن ما وصل إليه الرئيس الروسي في أوكرانيا، تتحمّل مسؤوليّته كل الدول والأطراف التي تساهلت في موضوع زيادة تسلُّح روسيا النووي، خلال السنوات الماضية".

وختم:"السؤال الأكبر في هذا الإطار، يبقى، هل ان الدولار الأميركي هو عدوّ بوتين بالفعل؟ الجواب ليس حاسماً، مهما بدا أن العكس هو الصحيح، لا سيّما أن الألعاب الدولية تدور داخل الغرف المُغلَقَة، والمُظلِمَة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة