المصداقية ليست سلعة في السوبرماركت... انتخابات مُستهلَكَة والشعب سيهلك! | أخبار اليوم

المصداقية ليست سلعة في السوبرماركت... انتخابات مُستهلَكَة والشعب سيهلك!

انطون الفتى | الخميس 31 مارس 2022

مصدر: لا طرف قادراً على أن يجعل الناس يصدّقونه في شيء

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مؤسِفٌ أن العناوين والشعارات التي ترفعها كل القوى السياسية والحزبية، وحتى "المدنيّة" منها، لحثّ الجماهير على ممارسة حقّهم الديموقراطي، وعلى التصويت في الانتخابات النيابية، باتت مُستهلَكَة عملياً. ويُمكن تعميم هذا الواقع على كلّ القوى في البلد، مع الأسف.

 

"صوِّتوا لنا"

فمن يحدّثوننا عن الكرامة الوطنية "المُمَانِعَة"، خرجوا من حقول الثّقة الشعبية منذ زمن طويل، سبق انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، بكثير.

أما أولئك الذين يقولون "صوّتوا لنا"، لتستعيدوا أموالكم التي ضاعَت في المصارف، ولوضع حدّ للفساد، وللمحسوبيات، والمحاصصات... فهُم أيضاً خرجوا من حقول الثّقة الشعبية، وما عادوا قادرين على لَمْلَمَة الجماهير، بالثّقة.

 

كيف يُمكن؟

والأمر الخطير أيضاً، هو أن التصويت لفلان أو فلان، تسهيلاً لإنهاء الاحتلال الإيراني، ولاستعادة سيادة لبنان، وحريّته، واستقلاله، لم يَعُد عنواناً جاذباً بدوره، ولا هو قادر على "تجميع" الشعبيّة، أو "استجماع أنفاسها"، بعدما استُهلِك كثيراً، وبالكثير من الكلام، من قِبَل قوى هي عاجزة عملياً عن التعاون مع بعضها البعض، من أجل إخراج هرّ من مكان علق فيه، وذلك نظراً لتفسّخاتها السياسية العميقة. بينما التحرُّر والتحرير من الاحتلالات، لا يحصل "بالمفرّق"، بل من خلال كتلة وطنيّة وازِنَة، وتكاتُف الجهود لتحقيق ذلك.

وبالتالي، كيف يُمكن لتلك القوى أن تُحرّر لبنان من السلاح غير الشرعي، ومن الاحتلال الإيراني، إذا كانت برامجها الداخليّة مُتضارِبَة، أو إذا كانت هي بدورها مُتضارِبَة في طريقة العمل على تحقيق هذا الهدف؟

 

مُمِلَّة

وفي انتظار موعد الانتخابات النيابية "المصيرية"، كما يُخبروننا، نجد أن البلد بات مُستهلَكاً جدّاً، من قِبَل قوى مُستهلَكَة في الداخل، كما في الخارج، وهي تتحدّث بلغة مُستهلَكَة، ومُمِلَّة، حتى على صعيد ما يتعلّق منها بالسيادة، والحريّة، والاستقلال.

 

رغم المعاناة

أشار مصدر سياسي الى أن "لا طرف قادراً على أن يجعل الناس يصدّقونه في شيء، مع الأسف. فالمصداقية هي أمر تراكُمي، وليست سلعة يُدفَع ثمنها في السوبرماركت".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المُكوِّن الشعبي اللبناني فَقَدَ رغبته بالتصويت، رغم أن الأزمة اللبنانية مصيرية هذه المرّة، أكثر من كل المرّات السابقة، ورغم أن الشعب يُعاني معيشياً وحياتياً، ومالياً واقتصادياً، بطريقة غير مسبوقة في تاريخ لبنان".

 

فقر

ورأى المصدر أن "الملاحقات القضائية، والاتّفاق على مستقبل المؤسّسات والشخصيات المالية في البلد، قادرة على تأخير الانتخابات، خصوصاً أن لا حماسة أميركية للدّفاع عن أحد، ولا عن أي شيء، كما كانت عليه الأحوال في السابق".

وأضاف:"في الأساس، لا يدافع الأميركيّون عن أحد، ولا حتى عن حلفائهم، في أي مكان. وما يمرّ به لبنان حالياً، وأوضاعه المالية والسياسية، هو من ضمن بُنية لبنانية تفكّكت بالكامل، وما عاد بالإمكان الحديث عن أن البلد بخطر، فقط".

وختم:"الانتخابات حاصِلَة في موعدها، من حيث المبدأ، ولكنّها قد تتأجّل رغم أن الأحزاب والشخصيات السياسية المتحمّسَة لها، تُنفق أموالها على الحملات، والتحضيرات. وفي أي حال، لا شيء سيتغيّر، سواء جرَت في موعدها أو لا، خصوصاً أن الفقر سيزداد في البلد، ببرنامج مع "صندوق النقد الدولي"، أو من دونه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار