"مجرم إبن مجرم" من يقترع... أشلاء يحضّرون جنازتها باحتفال إسمه انتخابات | أخبار اليوم

"مجرم إبن مجرم" من يقترع... أشلاء يحضّرون جنازتها باحتفال إسمه انتخابات

انطون الفتى | الجمعة 01 أبريل 2022

درباس: هناك من تعمَّد سياسة تغذية فكرة أن الانتخابات لعبة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"مجرم إبن مجرم"، من يقترع في الانتخابات النيابية القادمة، التي هي توقيع من اللبنانيين على حُكم إعدامهم، بأيديهم.

 

فقير

أوقِفوا الضّحك على الناس، واستتروا. فالبلدان الأكبر مساحة منّا، وتلك التي تتمتّع بثروات طبيعية، وبمقدّرات مُضاعَفَة عمّا هو موجود في بلدنا، تتحضّر لما هو أسوأ، بسبب الأزمة العالمية متعدّدة الأوجُه، النّاجِمَة عن الحرب الروسية على أوكرانيا. فكيف سيكون حال لبنان، الفقير بحكّامه، وبأحزابه، وبسياسيّيه، وباقتصاديّيه، وبرجال ماله وأعماله كلّهم، منذ ما قبل انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، بكثير؟

 

مُقلِق

أمر آخر أيضاً، وهو أن الاطّلاع على بعض اللوائح الجاهزة حتى الساعة، وتلك التي تُحضَّر الى الآن، يُظهِر لنا "تفريخات" عن الانتفاضة الشعبيّة، نعجز عن فَهْم "مين مع مين"، و"مين ضدّ مين"، فيها. وهذا أمر مُقلِق جدّاً، إذ لا يُمكننا التصويت، ولا تسليم مصيرنا ومصير البلد، الى من لا نعرف "كوعون من بوعون".

 

مسار سريع

يحتاج بلدنا الى مسار سياسي - عسكري سريع، بمساعدة دولية، وليس لانتخابات نيابية، في بلد لم يَذُق، ولن يتذوّق يوماً، طعم تطبيق نتائجها، إذا كانت تميل لصالح حرّيتنا وسيادتنا. وهذه الحقيقة نقولها لكلّ من يحبّ لبنان في الخارج، إذا وُجِد.

وانطلاقاً ممّا سبق، لسنا بحاجة الى انتخابات نيابية تأتي بمن سيشرّعون الفقر، والجوع، والانهيار، وبمن سيدورون حول أنفسهم لأربع سنوات قادمة. وبالتالي، طالما أن ما هو مكتوب لنا وعلينا، مالياً ومعيشياً وحياتياً... هو أقصى ما سنحصل عليه، ولا شيء سواه، فليفعلوا ما يريدونه، من دون تصويتنا.

 

فوضى

لفت الوزير السابق رشيد درباس الى أن "التعويل على أن الانتفاضة الشعبية تعبّر عن نفسها بلوائح، وبرامج، خلال الانتخابات النيابية القادمة، ليس صحيحاً لسبب بسيط، وهو أن تلك الانتفاضة ما عادت موجودة أصلاً. وحتى إن ظلّها ضعُفَ وتلاشى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل من مشى في تظاهُرَة، أو أطلق هتافاً في الماضي، بات ينظر الى نفسه على أنه من صُنّاع الثورة، أو من أحد قادتها. وهو ما أدخل الانتفاضة الشعبية في نفق "جنون العظمة" و"التضخّم الذّاتي" لكثيرين، ينظرون الى أنفسهم على أنهم يمثّلون الثورة في الانتخابات. ونظراً الى أن تلك الفئة ليست قليلة العدد، نرى هذه الفوضى والعشوائية في الترشيحات "المدنيّة" للانتخابات".

 

لعبة

ورأى درباس أنه "إذا كان البعض يظنّ أن الانتخابات لعبة ديموقراطية، فهناك من تعمَّد سياسة تغذية فكرة أنها لعبة، قائلاً فليلعب الأطفال لعبتهم، فيما المحور الرئيسي في يدنا، ونحن نتحكّم به".

وأضاف:"انطلاقاً ممّا سبق، تركت تلك الشريحة الأطفال يلعبون، ويشتمون بعضهم على الشاشات، لتنصرف هي الى ترتيب لوائحها، بهدف المزيد من إحكام السيطرة. وها هي اليوم، تعمّق انتقالها الى ملعب السيطرة الدستورية، والتشريعية، والقانونية".

 

جنازة

واعتبر درباس أن "لا خروج من الأزمة الحالية التي نعاني منها، بسبب التغيير الكبير الذي دخل الى طبيعة نظامنا. فاسترداد لبنان يحتاج أوّلاً الى حيوية اقتصادية، يُركَّب عليها النّظام السياسي. فالنّظام السياسي الحالي هو الذي خنق الحيوية الاقتصادية في البلد، وأوصلنا الى ما نحن فيه الآن، ليُحكِم سيطرته على أشلاء".

وختم:"عندما نتحدّث عن أشلاء، لا نبالغ في ذلك. فعلى سبيل المثال، نجد أن في اليمن، والعراق، وسوريا، وغيرها من دول المنطقة، حوّلوا الناس الى أشلاء يحكمونها. ونحن في لبنان أيضاً، تحوّلنا الى أشلاء، يحضّرون جنازتنا باحتفال إسمه انتخابات، مع الأسف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار