نُعفيكُم من السّدود والكهرباء... انظروا فقط الى "سنترالات أوجيرو" التي "تُنازِع"!!! | أخبار اليوم

نُعفيكُم من السّدود والكهرباء... انظروا فقط الى "سنترالات أوجيرو" التي "تُنازِع"!!!

انطون الفتى | الإثنين 04 أبريل 2022

مصدر: الجوع والحاجات الشعبيّة المُتزايِدَة هي التي سترسم مستقبل لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

آهٍ، كم ان الأحزاب اللبنانية كافّة "مُجتهِدَة" في شحن الجماهير، انتخابياً، لا سيّما على صعيد أن إذا أردتُم الكهرباء، والمياه، وفرص العمل، والإنترنت، والدواء، والمستشفيات، والحرية، والسيادة، والاستقلال، والكرامة الوطنية، والعِزَّة، والصّمود، والتصدّي، ومُحاربة الاستكبار،... "صوِّتُوا لنا"، وبكثافة.

وآهٍ، كم يُمكن مُطالَبَة تلك الأحزاب كلّها، ومكوّنات المصالح (مصلحة كذا وكذا...) والهيئات التابعة لها، بـ "تفجير براعاتهم"، ومواهبهم، منذ ما قبل الانتخابات النيابية، بهدف وقف النّزيف متعدّد الأوجُه في البلد.

 

منذ اليوم

فبما أن أحزاب بلدنا قادرة على توفير الكهرباء، والسّدود، والإنترنت، والمال، والأعمال، والأدوية، والمستشفيات، والمحروقات... بعد الانتخابات، نسأل لماذا لا تبدأ بتأمينها منذ اليوم، خصوصاً تلك التي هي داخل السلطة حالياً؟

وحتى تلك التي هي خارج السلطة، فإن لا شيء يمنعها من بَدْء العمل اعتباراً من اليوم، لا سيّما أننا في بلد "الزّعامات الأبدية"، وعَدَم ترك السلطة، حتى لمن يُصبح خارجها.

فمن يريد "زعامة أبديّة"، ما عليه إلا الحفاظ عليها بالأعمال و"الإنجازات" المستمرّة، حتى من خارج السلطة.

 

صالِحَة؟

البلد قادم الى مزيد من الانهيارات. ومن يُمكنه أن يحلّ مكان الدولة في أيام الحروب، الداخلية والخارجية، بالسلاح وبغيره، هو قادر حتماً على أن يحلّ مكانها في أيام السّلم، وفي تلبية الحاجات "المدنيّة" لشعبها، أيضاً.

فأين العمل الحياتي، واسع النّطاق، والمُموَّل من قِبَل أحزابنا، في المناطق كافّة؟ وما هي مشاريعها لمواجهة أزمنة الفقر القادمة، بقوّة؟ ولماذا لا يبدأ العمل عليها منذ الآن، وبمعزل عن نتائج الانتخابات، إذا كانت أحزابنا "صالِحَة" بالفعل؟

 

مقطوع

وبدلاً من إصرار البعض على أن يعدنا ببناء السّدود، وبتأمين كهرباء لم ينجح بتوفيرها منذ ما قبل سنوات،... لا بدّ له من النّظر الى "سنترالات أوجيرو" التي "تُنازِع"، في مناطق عدّة، وحتى في تلك التي ينتظر هذا البعض أن تمنحه أصواتها بقوّة، في الانتخابات النيابية؟

تخلّوا عن بعض أموالكم، وادعموا أعمال الصيانة، أو توفير بعض الحاجات الأساسيّة لتلك "السنترالات"، دعماً لدولة تحكمونها، إذ من المُعيب أن تُكمِلوا ما تبقّى من ولاية برلمان 2018، وما تبقّى من مدّة حُكم، بإنترنت مقطوع، يكمّل صورة الدواء المقطوع، ومحروقات "القلوب المقطوعة"، والمستشفيات المقطوعة...

 

الإصلاحات

شدّد مصدر مُطَّلِع على "الحاجة الى التزام الأحزاب اللبنانية كافّة بالإصلاحات، وبتطبيقها، مع البَدْء بذلك منذ الآن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما أوصلنا الى هنا، هو الخلافات على الإصلاحات، وعلى بعضها تحديداً، والتي من بينها ما يتطلّب فصل لبنان عن دول محور "المُمَانَعَة" في المنطقة. فهذه نقاط جوهرية، ولا يُمكن لأي بلد أن يُصلِح أوضاعه المالية والاقتصادية، إذا بقيَ مفتوحاً على التهريب، أو إذا بقيَت حدوده غير مضبوطة. فالإصلاحات والنّهوض الاقتصادي، سلّة مُتكامِلَة، ولا يُمكن اختيار ما فيها على طريقة أن هذا مُمكن، وهذا غير مُمكن. كما لا يُمكن لسلطة أن تتساهل في ذلك، إذا كانت ناجحة".

 

خوف

وأكد المصدر أنه "يتوجّب على باقي الأحزاب أو الأطراف غير المتورّطة في ربط لبنان بالساحات الإقليمية، أن تقوم بما عليها هي أيضاً، على المستوى الوطني العام، إذا كانت تريد الحفاظ على هويّة لبنان، وكيانه، بصدق، وكما تُنادي بذلك".

وأضاف:"يتوجّب على كل الأحزاب، أن تُثبت بالملموس، إذا كانت ضدّ تقسيم لبنان، أو لا. فعلى سبيل المثال، إذا سألنا الناس اليوم عن رأيهم بطاولة حوار، تُعقَد غداً أو بعد غد مثلاً، لإقرار اللامركزية، سنجد السُّباب والشتائم، ونسبة ساحقة تُجيب بأننا نموت جوعاً، واننا نحتاج الى الطعام، والدواء، والمحروقات، فيما أنتم تحدّثوننا عن تفاهات".

وختم:"أما إذا أتاهم من يحدّثهم عن تقسيم لبنان، وعن أنكم أنتم في المنطقة هذه، ستأكلون وتشبعون، ولن يأكل غيركم عنكم، في المنطقة الأخرى، فعندها سنجد دعماً شعبياً واسعاً لتقسيم لبنان. وبالتالي، لا شيء إسمه لامركزية أو حوارات وطنية بعد اليوم، لأن الجوع والحاجات الشعبيّة المُتزايِدَة، هي التي سترسم مستقبل لبنان. وهنا الخوف الأكبر".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار