الوباء في 2020 والجوع في 2022 فهل افتُتِحَ زمن الجحيم الدولي؟! | أخبار اليوم

الوباء في 2020 والجوع في 2022 فهل افتُتِحَ زمن الجحيم الدولي؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 05 أبريل 2022

مصدر: الدول الأكثر ضُعفاً هي التي ستتأثّر بشحّ القمح والمحاصيل الزراعية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعيداً من نظرية المؤامرة، تقدّم بعض الأحداث الدولية منذ نحو عامَيْن، مشهداً يؤثّر على حياتنا، الى درجة أنه سيغيّرها جذرياً أكثر، في القادم من الأيام، والأسابيع، والأشهر، والأعوام.

 

الوباء

وبمعزل عن الجَدَل حول ما إذا كانت جائحة "كوفيد - 19" رُصِدَت في الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، منذ خريف عام 2019، وليس في الصين وحدها، إلا أن الأزمة الوبائيّة تلك بأبعادها الرسمية الواسعة انطلقت من الصين بحسب أكثر من خبير، فيما كانت بكين أقلّ من عانى منها، على الصّعيدَيْن الوبائي والاقتصادي.

فهل هذه صدفة؟

 

مُقلِقَة

واليوم أيضاً، تؤثّر الحرب الروسيّة على أوكرانيا، على المحاصيل الزراعية، وعلى استيراد وتصدير الكثير من المواد الغذائية، والمواد الأولية، والأسمدة... في شكل يهدّد العالم، لا سيّما البلدان الأكثر فقراً، بمستقبل "جائع".

وإذا ربطنا بعض المعطيات ببعضها البعض، تتكوّن أمامنا صورة مُقلِقَة.

 

قلق

ففي الوقت الذي يؤكّد فيه بعض الخبراء، أن روسيا قادرة على التعامُل مع أي أزمة جوع عالمية "حادّة"، بشكل أسهل من غيرها، نظراً للمساحات الزراعية الشاسِعَة فيها (هي صاحبة المساحة الجغرافية الأكبر عالمياً)، و(نظراً) لأن السلطات الروسية تسعى منذ سنوات لجَعْل صادراتها الزراعية في مراتب أعلى من صادراتها من الأسلحة والمعدات العسكرية، كما بسبب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤسّس منذ سنوات أيضاً، لاستخدام الزراعة كسلاح جيوسياسي مستقبلاً، بحسب أكثر من مصدر مُطَّلِع، يزداد القلق عندما نستمع الى بعض المسؤولين الروس يتحدّثون عن أزمة جوع قد تهدّد العالم بسبب الحرب، بـ "غبطة شديدة"، ويضعون مهلاً مختلفة لها.

كما أن بعضهم يؤكّد أن لا صادرات زراعية روسيّة للدول "غير الصّديقة"، في إشارة الى تجويع "أعداء" روسيا.

 

صدفة؟

فهل هذه صدفة أيضاً، أم ربما حان وقت إخراج بعض الأسلحة الروسية الخفيّة و"الفتّاكة"، من مخازنها، من مستوى تجويع الخصوم مثلاً، خصوصاً إذا فقدت روسيا لذّة إعلان انتصارها في أوكرانيا؟

الصين بالوباء، وروسيا بالجوع أو التجويع. وهكذا، يتنقّل العالم منذ عامَيْن، بين أزمة وجوديّة (كوفيد - 19") تغيّر حياة البشر، وبين أخرى (الجوع)، بدأت بعض ملامحها تلوح في الأُفُق؟

فهل من الصّدفة أن ينطلق عصر الأوبئة من الصين، وعصر الجوع من روسيا؟

 

صعبة

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "العالم مرّ بظروف صعبة خلال حقبات سابقة شهدت حروباً، قُطِعَت خلالها السّلع الأساسية عن الناس، وارتفعت أسعار تلك التي بقيت متوفّرة، كثيراً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "المخاطر كبيرة اليوم، لا سيّما أن العالم لم يخرج من تداعيات أزمة "كوفيد - 19"، بَعْد. ولكن الدول الأكثر ضعفاً، هي التي ستتأثّر بشحّ القمح، والمحاصيل الزراعية، فيما بلدان أميركا الشمالية واللاتينية، وحتى بلدان القارة الأوروبيّة، قادرة على الصّمود لفترات غير قصيرة، بسبب احتياطياتها، ومخزوناتها".

 

الصين

ولفت المصدر الى أن "قدرة الصين على الصمود في العادة، مرتبطة باعتمادها على جزء كبير من الأسواق العالمية. ولكن إذا حدثت مجاعة عالمية، وعُزِلَت البلدان عن بعضها، فلا ثقة على أن بكين قادرة على أن تصمد طويلاً. أما اعتمادها على روسيا لمساعدتها في هذا الإطار، فهو ليس مضموناً، نظراً الى أن الحَجْم الديموغرافي الصيني الكبير، سيأخذ الكثير من المخزونات الاستراتيجية الروسية، وسيشكّل خطراً على الأمن الغذائي للشعب الروسي".

وأضاف:"تُعاني الزراعة في الصين من التصحُّر، وبكين عاجزة عن الحفاظ على توازن زراعي مقبول لديها، إذا دخل العالم في أزمة جوع حقيقية. فضلاً عن أنها (الصين) مرشّحة لظهور موجات متلاحقة ومتكرّرة من "كوفيد - 19" فيها مستقبلاً، نظراً الى أن سرعة حصرها للوباء قبل عامَيْن، حرمت مجتمعها من التعايُش معه، ومن تكوين مّا يُسمّى بـ "مناعة القطيع".

 

ليست سهلة

وأوضح المصدر:"اللّقاحات وحدها غير كافية للتخلّص من الأوبئة، ولا بدّ من تعايُش المجتمعات معها أيضاً، لتكوين مناعة مجتمعيّة مقبولة. وهذا ما لم يحصل في الصين تماماً، خلال عام 2020. ولذلك، لا يزال أمامها بعض المتاعب الإجبارية، رغم أن عدد الوفيات فيها بسبب الجائحة لم يَكُن مُقلِقاً، في أي مرحلة".

وختم:"تجويع دولة لباقي الدول، أو لبعضها، ليس عمليّة سهلة، إذ قد يهدّد بعض الدول الصّديقة لها أيضاً، بشكل يصعُب تصحيحه، خصوصاً إذا اندمج (التجويع) مع أزمات أخرى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار