هل تُعاقَب روسيا بإعادة إعمار أوكرانيا من أموالها الخاصّة؟! | أخبار اليوم

هل تُعاقَب روسيا بإعادة إعمار أوكرانيا من أموالها الخاصّة؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 05 أبريل 2022

مصدر: الحالة التي تحرّك الدول هي الحروب لا السلام

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

حان الوقت لتلقين القوى العدائية في العالم، والدول المُحبَّة للحروب، وتلك التي تستسهل إشعالها، الدّرس اللازم، عبر جعلها تدفع ثمن السلام، وأثمان مراحل ما بعد وقف إطلاق النار، على مستوى إعادة الإعمار وغيره، من جيوبها.

 

الأقسى

فدولة مثل روسيا، فُرِضَ عليها ما فُرِضَ من عقوبات، بسبب حربها على أوكرانيا. وهي تعبّر عن استخفافها مرّة، وعن انزعاجها مرّات ومرّات، وإن بطُرُق مختلفة، وغير مباشرة، من تلك العقوبات. ولكن أن تُسحَب أرصدتها المُجمَّدَة في الخارج، لتمويل إعادة الإعمار الأوكراني مستقبلاً، ولمساعدة فقراء أوكرانيا، واللاجئين منها الى الخارج... فهذا سيشكّل الدّرس الأقسى لموسكو، وللدّول التي تحبّ نهجها العسكري.

 

مليارات

بعض المعلومات المتداولة، تتحدّث عن أن العقوبات الغربية على روسيا جمّدت نحو 300 مليار دولار من أصل 640 مليار دولار من احتياطياتها من الذّهب، والعملات الأجنبيّة.

وإذا أضفنا الى هذا المبلغ، ما جُمِّدَ أيضاً من أموال المتموّلين الروس في الخارج، الذين يدعمون السلطة الحاكمة في روسيا، ويموّلونها، يرتفع الرّقم أكثر.

 

رسالة

وإذا ذهبنا في اتّجاه يجعل من تلك الأموال "أوكرانيّة الهويّة"، يكون العالم سدّد ضربة كبرى، ليس لموسكو، بل للنّهج الحربي المتوحّش، ولاستسهال إشعال الحروب، والقتل.

وهذه الطريقة يُمكن تعميمها على قوى كثيرة حول العالم، أي كرسالة للصين مثلاً، في ما لو فكّرت بمهاجمة تايوان أو غيرها، في أي يوم من الأيام، وكدرس لإيران أيضاً، التي تخوض حروبها على أراضي الآخرين، تحت شعارات دعم المُستضعفين، ومُحارَبَة الاستكبار.

 

تدمير

أسف مصدر خبير في الشؤون الدولية لأن "ما يحفظ السلام العالمي في العادة، هو توازن الرعب القائم على القنابل النووية، والصواريخ الباليستية، والأسلحة الثّقيلة، والقدرة على شنّ الحروب خارج الحدود، أكثر من أي شيء آخر".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أكثرية الحروب تُخاض بالوكالة، ولها ما لها من أسباب تتعلّق بالتصارُع على الموارد الطبيعية، وعلى الأسواق، والسلطة. ورغم الخبرة القديمة للبلدان مع الحروب، على مستوى ما تخلّفه من قتل، وتهجير، ودمار، إلا أنها (الحروب) مستمرّة، وهي في طريقها الى المزيد من التفنُّن بالتدمير".

 

السلام

وأكد المصدر أن "السلام هو عنصر طارىء على "أجندات" الدول. فالحالة التي تحرّكها هي الصّراعات، والحروب، لا السلام. ومن هذا المُنطَلَق، يساهم توازن الرّعب، ورغم كل شيء، في مَنْع إشعال حروب كثيرة، وإلا لكانت تلك الأخيرة تشتعل مرّات ومرّات خلال عام واحد".

وختم:"الحرب لعبة مكوّنة من غريزة البقاء، وإلحاق الأذى بالآخر، والحفاظ على المصالح. وهي التي تتحكّم بالعالم، وبصراعاته. أما مراحل إعادة الإعمار بعد الدمار، فلا توضَع على طاولة البحث، إلا في أوقات متأخّرة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة