البابا في لبنان... زيارة شديدة الصّعوبة تنتهي بجلده وصلبه ودفنه!!! | أخبار اليوم

البابا في لبنان... زيارة شديدة الصّعوبة تنتهي بجلده وصلبه ودفنه!!!

انطون الفتى | الخميس 07 أبريل 2022

شعانين حزيران البابوية مقدّمة لأسبوع آلام بعد الانتخابات النيابية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"الحبر الأعظم" البابا فرنسيس، في لبنان. وبمعزل عن تاريخ الزيارة، فهي أشبه بشعانين لنا، قبل بَدْء أسبوع آلامنا الحادّة، بعد الانتخابات النيابية.

 

شديدة الصّعوبة

فالباباوات لا يزورون البلدان للحديث عن مصالح، ولا تتمّ الزيارات البابوية للبلد نفسه، ضمن مدّة زمنيّة مُتقارِبَة، في العادة.

وبالتالي، أن يقرّر البابا فرنسيس زيارة لبنان بعد أقلّ من عشر سنوات كاملة، على زيارة البابا الفخري بينيدكتوس السادس عشر، في أيلول 2012، فهذا يؤكّد أنّنا بحالة شديدة الصّعوبة.

 

النّازحون

وبمعزل عن الترحيب، ومحاولات الاستثمار السياسي من قِبَل البعض، فإن أحداً لن يحتمل الزيارة البابوية، أو "يطيقها"، وذلك لأن لا أحد سيتلذّذ بما يُطرِب آذانه خلالها، ولا أحد من اللبنانيّين سيتمكّن من ترجمة كلام "الحبر الأعظم" بما يناسب مصالحه الخاصّة. وما سيقوله البابا في لبنان، لن يعجب عُمق أعماق الجميع.

فعلى سبيل المثال، ماذا سيقول فريق الحُكم اللبناني للبابا، عن النازحين السوريين؟ وماذا سيفعل هذا الفريق، عندما يلمس عَدَم حماسة بابوية، للخطاب القائل إن النازحين يهدّدون معيشة اللبنانيين الصّعبة، وتوازنات الدّيموغرافيا اللبنانية؟

 

كراهية

فالبابا يلتقي في لبنان، أولئك الذين يرفضون اللاجئين بشيء من الكراهية والتعصُّب، تحت ستار الدّفاع عن البلد، وعن الوجود المسيحي فيه. وهم يستعملون ملف النّزوح كورقة من أوراق رفع أسهمهم السياسية على الساحة المسيحية، منذ سنوات، فيما هو (البابا) ينتقد تلك السياسات، ويرفضها حتى داخل "القارّة العجوز" المُهدَّدَة ديموغرافياً بالفعل، والتي ترفض مكوّناتها السلطوية الكبرى الاعتراف بالجذور المسيحية لأوروبا.

كما أنه (البابا) يعتبر أن استضافتهم والعناية بهم، هو "واجب مقدَّس"، وذلك جنباً الى جنب تشديده على ضرورة أن يحترم اللاجئون قوانين وثقافة الدّول المُضيفَة لهم.

 

حروب

وماذا سيقول فريق الحُكم اللبناني، عن حليفه المُسلَّح، وصاحب الحروب المُتوالَدَة الى ما لا نهاية، للبابا فرنسيس؟ وأي نموذج للعَيْش المشترك، سيُثبته هذا الفريق للبابا، عندما سيسمع "الحبر الأعظم" يُجيبه بأن الحروب دَنِسَة، وذلك بما ينسجم مع إدانة البابا للحرب في أوكرانيا قبل أيام، بالقول إنها "حرب دنِسَة"؟

وهل سيحتفظ الفريق اللبناني هذا، بلذّة استضافته "الحبر الأعظم"، عندما يستمع إليه يتحدّث عن ضرورة إخماد الصّراعات والحروب، ولغة الكراهية، في لبنان والمنطقة؟

 

حقوق

وهل سيحتفظ المُهلِّلون لزيارة البابا، بتهليلهم، عندما يحدّثونه عن أن المسيحيّين بخطر، وعن أنهم يحفظون حقوقهم، بتحالُفات وصداقات "ما هبّ ودبّ"، داخلياً وإقليمياً، ليسمعوا منه (البابا) انتقادات "للمصالح القوميّة التي عفا عليها الزّمن"؟

فالبابا اعتبر أن "بعض الأقوياء الذين سجنوا أنفسهم في ادّعاءات مصالح قومية عفا عليها الزمن، أثاروا الصراعات وسبّبوها مرة أخرى"، وذلك في معرض تعليقه قبل أيام، على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، من دون أن يسمّيه.

 

سوريا

"المصالح القوميّة التي عفا عليها الزّمن"، إذا قيلَت بابوياً في لبنان، ستجعل الكثير من المسيحيّين أنفسهم، يندمون على مصافحتهم البابا، وحتى بعض المكرّسين منهم أنفسهم، الذين سيجتهدون في إخباره عن "مآثر" النّظام السوري، ودوره في حماية المسيحيّين، مُتناسين أن العالم صغير، وأن البابا فرنسيس ندّد باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، خلال السنوات الماضية، أكثر من مرّة.

 

غبطة؟

وماذا عندما يؤكّد فريق الحُكم اللبناني، للبابا فرنسيس، أن لبنان بلد الحوار والتواصُل والتلاقي، ليسمع من "الحبر الأعظم" بالمقابل، عن وثيقة "الأخوّة الإنسانية" التي وقّعها (البابا) مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب، في الإمارات، في عام 2019؟

وبتعبير آخر، ماذا لو أشار البابا الى أن لبنان ما عاد يمتلك أي ميزة خاصّة، في إطار دوره كرسالة، التي أشار إليها البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني من لبنان، في عام 1997؟ وهل سيشعر فريق الحُكم اللبناني بالغبطة في تلك الحالة؟ بالطبع، لا.

 

هل سيفرحون؟

أما بالنّسبة الى بعض المسيحيين، من علمانيّين، وإكليروس، بمختلف مستوياتهم، فحدِّث ولا حرج.

فماذا عندما يسمع هؤلاء البابا فرنسيس، يحدّثهم عن أن الرب يسوع غير راضٍ عمّا يفعلونه، وعن أنه يريد أن يشمّ رائحة القطيع فيهم، أي أن ينزلوا الى الأرض أكثر، والى الفقراء فيها، لا أن يبقوا في أمكنة استراحة الرُّعاة، حيث السياسات الكبرى، والعناوين العظمى؟

هل سيفرحون بذلك؟ بالطبع، لا.

 

بالطبع... لا

وماذا عندما يسمعون البابا فرنسيس يعبّر أمامهم عن وجوب التوقُّف عن جَعْل المؤسّسات التابعة لرهبانيات، أو لأبرشيات، مثل المراكز التجارية، التي لا همّ لديها سوى احتساب التكاليف التشغيلية، و..، و...، و... بما يُميت الإنسانية فيها منذ زمن طويل، ويُعطي صورة مُشوَّهَة عن السيّد المسيح؟

هل سيفرحون بما سيسمعونه؟ بالطبع، لا.

 

القيامة

"شرق / غرب"، هي المعادلة التي تحكم زيارة البابا فرنسيس لبنان، حيث اللّغة، والسلوكيات، والأساليب... المختلفة جذرياً بين الطرفَيْن، في كل شيء.

شعانين حزيران البابوية في لبنان، مقدّمة لأسبوع آلام، نعلم أن البابا فرنسيس يأتي ليقوّينا، قبل أن ندخله رسمياً وبقوّة، بعد الانتخابات النيابية. ونطلب من الرب الإله القيامة لنا، وللبابا، الذي ستجلده الألسُن داخل الغرف اللبنانية المُظلِمَة، والذي ستصلبه الوعود الغاشّة، وتدفنه في قبور الكذب اللّبناني المُزمِن، والرّهيب.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة