ليس الدّولار... كيسٌ من القمح أو من البطاطا قد يتسبّب بدمار شامل؟! | أخبار اليوم

ليس الدّولار... كيسٌ من القمح أو من البطاطا قد يتسبّب بدمار شامل؟!

انطون الفتى | الجمعة 08 أبريل 2022

مصدر: لا أحد يعرف ما يُمكن لمن هو مُتّجِه الى خراب كبير أن يفعله

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكون ما يعيشه العالم اليوم، مخاض "صفقة القرن". فالعقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، تفصل موسكو (وهي القوّة الأساسية للشرق) عن الغرب بشكل جذري، وتغيّر في الأولويات، والمشاريع، وفي سُبُل تلبية حاجات البلدان والشعوب... وتؤكّد ما كان يتحدّث عنه بعض المراقبين قبل سنوات، وهو أن تعبير "صفقة القرن" لا ينحصر بمشروع السلام العربي - الإسرائيلي الذي أطلقته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بل هو إطار جديد للعالم، يطال اتّفاقيات دولية جديدة حول مصادر الطاقة، وتقاسُم الموارد الطبيعية، والمياه، والمعادن، والثروات... بين الدّول الكبرى، وأذرعها الإقليمية المنتشرة حول العالم.

 

"صفقة القرن"

أما استعمال تسمية "صفقة القرن"، في الصّراع العربي - الإسرائيلي، فكان بسبب أن النّجاح بمشروع السلام في الشرق الأوسط، الذي هو منطقة غنيّة بموارد كثيرة، ونقطة تلاقي دولية مهمّة، سيسهّل البَدْء بتطبيق "صفقة القرن"، عالمياً.

 

الدولار

يؤكّد خبراء أن الصّراع الدولي لن ينحصر مستقبلاً بمشاريع استبدال الطاقة الروسية بالطاقات النّظيفة، في الغرب، ولا بـ "تشبيك" مصالح الطاقة، لتأمين حاجات أوروبا منها، من دول عدّة في منطقتنا وغيرها.

كما أن الصّراع الدولي لن ينحصر مستقبلاً بمكانة الدولار الأميركي العالمية، ولا بالنّظام المصرفي العالمي، بل انه سيطال القدرة على ضمان السيطرة على الموارد الطبيعية كافّة، وعلى المحاصيل الزراعية، وعلى كل ما تُعطيه الأرض.

 

الأميركي - الصيني

ويرى البعض أنه إذا كان التصارُع الروسي مع الولايات المتّحدة قائماً على مكانة الدولار الأميركي، وعلى النّظام المالي العالمي، فإن السّعي الى السيطرة على الموارد الطبيعية، والمياه، وإمكانيّة توسّع لعبة تبادُل التضييق على الاستثمارات الزراعية خارج الحدود، ستفجّر الصّراع الأميركي - الصيني، بمعناه الأوسَع من التجارة، ومن المرتبة الاقتصادية العالمية.

 

"صديقة"

فالصين تُعاني من زيادة نسبة الجفاف على أراضيها، ومن حاجاتها المتزايدة للمياه، لاقتصادها عموماً، وهو ما يهدّد ثقلها الديموغرافي بالجوع، فيما تشير بعض التوقّعات الى أن الطلب العالمي على المياه سيزداد بنسبة 58 في المئة، تقريباً، بحلول عام 2055.

كما أن الحرب الروسية على أوكرانيا، وتصنيف روسيا للدول بين "صديقة" و"غير صديقة"، لصادراتها الزراعية والغذائية، مستقبلاً، يزيد مخاوف الدول الكبرى من اندلاع أزمات غذائية، تؤدي الى نقص حادّ في السلع الغذائية، بما يهدّد أمن الدول الكبرى، وهو ما سيؤثّر مستقبلاً أكثر، على السياسات التي تتحكّم بالاستثمارات الزراعية التي هي خارج الحدود، أيضاً.

 

صراعات

فالولايات المتحدة والصين، بالإضافة الى بعض الدول الأوروبية (مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا)، وحتى بعض الدول العربية الخليجية، وتركيا، تشتري منذ سنوات، أو تستأجر أراضٍ زراعية، ومزارع ضخمة، في دول أفريقية فقيرة، أو في بعض بلدان أميركا اللاتينية،... حيث التربة الخصبة، والمناخ المُناسِب، ووفرة المياه، واليد العامِلَة الرّخيصة، وذلك لإنتاج الغذاء بكميات كبيرة، وتأمينه لسكانها.

ومع إمكانيّة زيادة التسابُق على الاستثمارات الزراعية خارج الحدود، أو تبادُل سياسات "قطع الطُّرُق" بين الدّول، في هذا الإطار، تزداد التوقّعات حول نشوب صراعات كبرى مستقبلاً، لا سيّما بين واشنطن وبكين، خصوصاً أن تلك الأخيرة تتمتّع بكتلة ديموغرافيّة هائلة، تجعلها بحاجة ماسّة ودائمة، للمزيد من الطعام، والمياه.

 

النّفط

رأى مصدر مُطَّلِع أن "الصراع العالمي الأساسي يتركّز على مصادر الطاقة، حتى الساعة، انطلاقاً من أن النفط لا يزال يتمتّع بالقيمة الاستراتيجية الأكبر تقريباً، الى الآن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصين، ومن خلال الأدوار التي تلعبها، تُظهِر أنها لا ترغب بالتسبُّب بالمشاكل، لا لها، ولا حول العالم. وأبرز مثال على ذلك، هو أنه رغم حلفها مع روسيا، إلا أنها لم تُظهِر تموضُعاً كاملاً الى جانب موسكو في حربها على أوكرانيا، وهي تترك لنفسها بعض التمايُز الواضح، رغم مصالحها الكبرى مع الروس. وهذا ما يمنع تطوّر تبايُناتها مع واشنطن، الى صراعات حادّة مستقبلاً، إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه حالياً".

 

خراب

وأشار المصدر الى أن "كل التوقّعات كانت تقول إن الغرب سيقبل بأن يجد مخرجاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من ورطته في أوكرانيا، بخسائر أقلّ، منذ آذار الفائت. ولكن هذا ما لم يحصل، إذ إن لا أحد يلاقيه في مُنتَصَف الطريق، كما بات هو (بوتين) مثل من لا يتجاوب مع أي شيء".

وختم:"يبدو أن الكلّ يتركه، وسط خسائر روسيّة كبيرة تزداد. حتى إن الصين نفسها لا تتواصل مع الأميركيين، لوقف النّزيف الروسي في أوكرانيا. وانطلاقاً من ذلك، لا أحد يعرف ما يُمكن لمن هو مُتّجِه الى خراب كبير، أي بوتين، أن يفعله، قبل حلول خرابه الكبير، لا سيّما أن خسائر الجيش الروسي في أوكرانيا باتت كبيرة جدّاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار