اعتباراً من 2025... تلاعُب أكبر بالطّقس وبالأمطار وبالغيوم والسماء بخطر!؟ | أخبار اليوم

اعتباراً من 2025... تلاعُب أكبر بالطّقس وبالأمطار وبالغيوم والسماء بخطر!؟

انطون الفتى | الجمعة 08 أبريل 2022

مصدر: العالم مثل "كاتو" يصغُر وسط زيادة في عدد السكان والأطماع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تتشعّب وتتبدّل الأزمات، راسِمَةً مصيرنا من الآن والى ما بعد عقود، بوقائع ومُنطَلَقات وتوازنات جديدة.

فبعدما شكّل السلاح النووي عاملاً أساسيّاً في توازن الرّعب العالمي، وفي رسم الخطوط الحمراء بين الدّول الكبرى، لا سيّما بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي، ووريثته روسيا الاتحادية، يؤكّد خبراء أن الخوف من التغيُّر المناخي، ومن الظروف الطبيعية، سيبدأ بأخذ شكله الفعلي، بدءاً من عام 2025، تقريباً.

 

امتلاك

دول كبرى تشعر بثقل مخاطر ونتائج تغيّر المناخ عليها، وهي تنتقل منذ مدّة طويلة من الاكتفاء بعلوم التوقّعات الجويّة، واستطلاع الطقس، ودرجات الحرارة، ومعدّلات هطول الأمطار، وأوقات العواصف قبل حدوثها...، الى استراتيجيات وتكنولوجيات امتلاك الطقس، والتأثير فيه، وعليه، لأسباب اقتصادية، وعسكرية، وجيوسياسية.

 

الجوّ

في هذا الإطار، يؤكّد خبراء أن الصين تتربّع على عرش المُتلاعبين بالطقس عالمياً، منذ سنوات، عبر تقنيات عدّة، منها إطلاق الصواريخ في الجوّ للتأثير على حركة السُّحُب فيه (لا مجال لشرح الآلية الكاملة لذلك هنا)، بهدف إبعاد خطر هطول الأمطار، وضمان نجاح الاحتفالات ذات الطابع الدولي التي تُقام فيها، والتي تتمتّع بأبعاد اقتصادية أو جيوسياسية دولية، والتي يكون الحضور فيها ذات طابع رئاسي أو نُخبوي عالمي.

 

عَطَش

كما يُمكن للصين أن تستمطر السُّحُب، من خلال نثر مواد كيميائية فيها، تحفّزها على إسقاط الأمطار (لا مجال لشرح الآلية الكاملة لذلك، هنا أيضاً)، وذلك لـ "إنتاج" الأمطار والثلوج بشكل اصطناعي خوفاً من الجفاف، ومن زيادة نِسَب التصحُّر المُهدِّد للزراعة فيها، خصوصاً أن بعض التقارير تُفيد بانخفاض معدلات سقوط الأمطار بنِسَب تفوق الـ 78 في المئة، في معظم مناطق شمال ووسط الصين، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يهدّد ملايين الصينيّين بالعَطَش، ويؤثّر على مزارع الحيوانات، والأراضي الزراعية، هناك.

 

روسيا

وفي سياق متّصل، يؤكّد مُطَّلِعون أن روسيا تستخدم تكنولوجيات التلاعُب بالطّقس لمَنْع تساقُط الأمطار خلال احتفالاتها الوطنية، التي تشهد عروضاً عسكرية، وإلقاء خطابات مهمّة خلالها. كما تستمطر (روسيا) الغيوم لإخماد بعض الحرائق أحياناً.

 

صراعات

وفيما يؤكّد خبراء أن الولايات المتحدة الأميركية تخاف من تعميم تلك التكنولوجيات كسلاح في الصّراعات الدولية، لا سيّما بعدما استعملتها خلال حرب فييتنام، وأن أوروبا لم تهتمّ بهذا المجال كثيراً، في الماضي، إلا أنهم يحذّرون أيضاً من أن التلاعُب في الطقس، يُمكنه أن يؤثّر على البيئة والمناخ بشكل سلبي، بما قد يصل الى التسبُّب بصراعات مع بلدان أخرى.

 

تجفيف

فعلى سبيل المثال، تراقب الهند، ما تفعله الصين بالطّقس، وذلك بسبب الصّراعات الحدودية والمائية القديمة بينهما.

كما أن نيودلهي تتّهم بكين باستهداف الغيوم القادمة إليها، وبأنها تؤثّر في تجفيفها، وفي إفراغها من حمولتها القادرة على أن تُسقِط أمطاراً، منذ ما قبل وصولها إليها (الهند)، وهو ما يتسبّب بزيادة حدّة الجفاف في الأراضي الهندية، ويخفّض إنتاجها الزراعي.

 

حروب

كما تزداد تحذيرات الخبراء من خطورة تعميم تلك التكنولوجيات مستقبلاً، بحجّة تحسين نسبة المحاصيل الزراعية، والحاجة الى المياه،... بما قد يجعلها سلاحاً في الحروب، وفي التجويع، وفي زيادة الجفاف في بلدان "الأعداء"، أو لإشعال حروب والتأثير في حركة الجيوش، عبر استمطار الغيوم بكميات كبيرة تُزعِج العمليات العسكرية للخصوم...

 

لا ضمانات

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "البحث عن استمطار الغيوم، وامتلاك الطقس، سببه الخوف من التغيّر المناخي الذي ارتفعت نِسَب المشاكل التي يتسبّب بها حول العالم، خلال السنوات القليلة الماضية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تلك التكنولوجيات غير مُؤذِيَة، إذا تحدّثنا عن زيادة نِسَب المتساقطات، وتحسين الاقتصادات من خلال زيادة نِسَب المحاصيل الزراعية، والمياه. ولكن في الوقت نفسه، لا أحد يُمكنه أن يضمن بالكامل، أي شكل واضح ومُستدام لاستعمالها".

 

"كاتو"

وشدّد المصدر على أن "لا الاستخدامات المدنيّة، ولا تلك العسكرية، لهذا النّوع من التكنولوجيات، تحدّد مصير العالم مستقبلاً. فهذا الأخير يضيق على من فيه، أكثر فأكثر، وهنا المشكلة الأساسية".

وختم:"بات العالم مثل "كاتو" يصغر، ويتقلّص، ويُستَنْفَد، إذ تزداد نِسَب المُتناولين منه، وسط زيادة في عدد السكان، وفي الأطماع. وهذا ما يتحكّم بالمستقبل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة