دول إسلامية "تُضحّي" بمُسلمين وتضعهم في فَمْ التنّين!؟... | أخبار اليوم

دول إسلامية "تُضحّي" بمُسلمين وتضعهم في فَمْ التنّين!؟...

انطون الفتى | الخميس 14 أبريل 2022

طبارة: أمر تحكمه الواقعية السياسية قبل العاطفة أو الحقوق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ما من حاجة لإعلان امرأة إيغورية، موجودة مع طفلتها في السعودية، وفي ظلّ ظروف هي أقرب الى الاحتجاز بحسب بعض المُطّلعين، أمس، أنّها تخشى ترحيلهما الى الصين في وقت قريب، للتذكير بنموّ وتصاعُد العلاقات الصينية مع دول إسلامية كثيرة، بما لا يُسفِر عن أي تقدُّم ملموس في ظروف حياة أقليّة الإيغور المُسلِمَة هناك (في الصين)، حيث تعيش (تلك الأقليّة) بما يُشبه الظّروف البوليسية، انطلاقاً من خشية بكين من تحوُّلها الى مجموعة متطرّفة، تُنهكها، لا سيّما إذا استُعمِلَت ومُوِّلَت من قِبَل جهات إسلامية أجنبية.

ولكن بحجّة الخوف هذا، يذهب الصّالح من تلك الأقليّة "بظهر" الطالح، في كثير من الأحيان، ويُعامَل بما ينتهك حقوقه كإنسان.

 

حقوق الإنسان

يؤكّد مراقبون أن دولاً مثل تركيا، والدول العربية الخليجية، وغير الخليجية كمصر وغيرها، وحتى إيران "الثورة الإسلامية" التي تقول إنها تدافع عن "المُستضعفين" حول العالم، لا يناسبها ربط تطوّر علاقاتها بالصين، بملف أقليّة الإيغور، ولا بوضعه على الطاولة، طالما أن حقوق الإنسان في تلك البلدان الإسلامية غير مُحترَمَة أصلاً، وتُطرَح الكثير من علامات الاستفهام حولها.

فمن جريمة قتل الصّحافي السعودي جمال خاشقجي، مروراً بأحوال المواطنين، والأقليات غير الإسلامية، سواء في دول الخليج العربي، أو إيران، وتركيا، ومصر، ودول المغرب العربي... وصولاً الى الكثير من التعصُّب والكراهية والعداء، الذي تحويه برامج التعليم في تلك الدول، كلّها عناصر تصعّب على الدّول الإسلامية أن تشترط على الصين، أو أن تطالبها بشيء، أو أن تربط علاقاتها بها، بأي شيء من عوالم حقوق الإنسان، حتى ولو كان الأمر متعلّقاً بأقليات إسلامية فيها (الصين).

وانطلاقاً ممّا سبق، تتحسّن العلاقات الاقتصادية والنفطية والعسكرية والتكنولوجية... العربية والخليجية والإسلامية عموماً مع بكين، بما يُضحّي بالأقليّة الإيغورية.

 

أكثر أهميّة

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "الصين قوّة اقتصادية صاعِدَة، ومُهمّة، وستصبح أكثر أهمية مستقبلاً، وهي تحوي نحو مليار ونصف نسمة، لا يشكّل الإيغور سوى أقليّة صغيرة منها. وبالتالي، فإن الدول الإسلامية التي تنمّي علاقاتها ببكين، لا تريد التضحية بالسوق الصينية الهائلة، في سبيل أقليّة صغيرة، حتى ولو كانت مُسلِمَة".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا الأمر تحكمه الواقعية السياسية، وتأمين مصلحة الدول قبل العاطفة، أو الحقوق. فالصين دولة ذات وزن اقتصادي كبير، وصاحبة مبادرة "الحزام والطريق"، وقوّة مُتصاعِدَة. ويبقى التعاطي مع دولة بهذا الحَجْم، وتتمتّع بقدرات مُماثِلَة، أكثر أهميّة من أي شيء آخر، في نظر الدّول".

 

مصالح

ولفت طبارة الى أن "الدول لا تعترف بانتهاكاتها الخاصّة في مجال حقوق الإنسان، في العادة، بل تعتبر أنها تحترم المعايير كافّة في هذا الإطار، أكثر من غيرها. وهذا ينسحب على كل دول العالم".

وأضاف:"على سبيل المثال، تمّ مؤخّراً تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك فيما تقول موسكو إنها من ركائز احترام حقوق الإنسان. وحتى إن الولايات المتحدة الأميركية نفسها، التي ترفع لواء حقوق الإنسان حول العالم، لا تعترف بأنها تسبّبت بمقتل الكثير من المدنيين في فييتنام، والعراق مثلاً. كما أن الأميركيين يصمتون عمّا ترتكبه إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، رغم أنه يتعارض مع حقوق الإنسان".

وختم:"لا تعترف الدول بانتهاكاتها، ولا بارتكابات الدول الحليفة والصديقة لها، بل بما يفعله خصومها حصراً. وهذا سبب رئيسي لعَدَم الرّكون الى ما تقوله الدّول عن نفسها، في مجال حقوق الإنسان. فضلاً عن أن سياسة "صيف وشتاء تحت سقف واحد" مُعتمَدَة من قِبَل كل دول العالم، وذلك مع وضعها الاعتبارات الاقتصادية والمصالح، فوق أي اعتبار آخر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار