سياسيّون يأكلون و"يتآكَلون" و"الميليشياويات" الأمنية والحياتية تتكاثر! | أخبار اليوم

سياسيّون يأكلون و"يتآكَلون" و"الميليشياويات" الأمنية والحياتية تتكاثر!

انطون الفتى | الخميس 14 أبريل 2022

مصدر: المستثمرون لن يثقوا بلبنان من جديد إلا بظروف جديدة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

حبّذا لو كانت الاجتماعات المُنتِجَة في هذا البلد، وتلك المُكافِحَة للأزمات المُتزايِدَة، أكثر من مشاهد الإفطارات التي تسستضيف، وتُوجَّه الرسائل السياسية من خلالها، والتي تكاثرت في الآونة الأخيرة.

وفيما يأكل السياسيّون، و"يتآكلون" على مستوى السّمعة، والصّيت، و"آخر همّون"، تتكثّف الفوارق الاجتماعية بين اللبنانيين، انطلاقاً من مشاهد داخلية مُتناقِضَة.

 

"غاشي"

فبعض النّقابات في البلد، ومنذ عام 2020، ترفع الصّوت، وتنجح في "تسحيب" ما تسحبه من جيوب اللبنانيين، بعد تهديدات بقَطْع الخدمات أو البضائع والسّلع... عن الناس، فيما بعضها الآخر "غاشي عا الآخر"، الى درجة "النأي بالنّفس" عن مُطالَبَة الدولة بأي شيء، وهو ما يترك العاملين في بعض المِهَن، في ظروف ما قبل 17 تشرين الأول 2019.

 

"ديكور"

نُدرِك جيّداً أن تلك النّقابات ليست عاجزة، بل هي لا تريد أن تطالب بشيء، ولا أن ترفع شأن العاملين فيها، لأسباب عدّة، ومنها أنها حوّلت نفسها الى "ديكور بَلَاط"، منذ سنوات وعقود، مع ما لذلك من منافع لبعض كبار القَوْم، حصراً.

 

عدالة

وأمام هذا الواقع، يُكمِل لبنان مشواره اليومي، بواقع متعدّد الوجوه الميليشياوية، الأمنية والحياتية، وبنقابات هي أقرب الى "عصابات"، تمتلك في يدها مفاتيح زيادة الأزمات المعيشية والحياتية للّبنانيّين، و (نقابات) بأخرى "بلا طعمي"، يجب حلّها، إذ تُعاني القطاعات التي تمثّلها، مع العاملين فيها، بينما هي "لا بتهشّ ولا بتنشّ". والمحصِّلَة، تتعدّد الأسباب والنتيجة واحدة، وهي فوارق معيشيّة تزداد في البلد، مع التوغُّل في انعدام العدالة الاجتماعية.

 

فقدان توازن

أشار مصدر مُطَّلِع الى "حقل من فقدان التوازن العام على كلّ الصُّعُد في البلد، وفي كل شيء. فما نجده في السياسة، يُترجَم هو نفسه على مستوى الاقتصاد، والمال، والنقابات، والقطاعات كلّها".

ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "عَدَم انتظار أي شيء قريب، في بلد تمرّ فيه الأيام، وسط هدر كبير في الوقت، والعمل".

 

التعافي

وشدّد المصدر على أن "تعافي لبنان وازدهاره، وإصلاح أوضاعه الاقتصادية، وأوضاع نقاباته ومختلف قطاعاته، وإرساء العدالة الاجتماعية فيه، لا تتعلّق باقتصاد كبير، بل بالنّوايا الصادقة إذا توفّرت. مع العلم أن هذا المسار صار بحاجة الى وقت طويل، يؤسّس لجَعْل الشعب اللبناني ينسى ما حلّ به، وما ضاع من أمواله وحياته، ولجَعْل دول الخارج أيضاً تنسى ما كان عليه لبنان سابقاً، والى ماذا تحوّل منذ عام 2019، وحتى اليوم".

وتابع:"لا تنحصر المعاناة بالأوضاع الداخلية الشاذّة، ولا بالتفاوُت الموجود بين مختلف القطاعات والنقابات، بل بصعوبة تأمين استثمارات عربية وأجنبية مستقبلاً، تساهم في استعادة عافية الاقتصاد اللبناني".

 

استثمارات

وأوضح المصدر:"المستثمرون الذين بنوا وأسّسوا في لبنان، خلال السنوات والعقود السابقة، فقدوا قيمة ما بنوه وأسّسوه، من مجمّعات، ومؤسّسات، وفنادق، واستثمارات... ومجموع هؤلاء كلّهم، لن يُكرّر الأخطاء القديمة، ولن يثق بلبنان من جديد، إلا بظروف جديدة".

وختم:"الصّورة غير مشجّعة، طالما أن الفريق الذي أطاح بالاستثمارات، هو نفسه الذي يحتلّ المشهد السياسي والانتخابي في البلد، حتى الساعة. وهذا يصعّب الحلّ كثيراً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار