يوم الامتحان الكبير واكتشاف السرّ الأكبر... "ما في شعب بلبنان"؟! | أخبار اليوم

يوم الامتحان الكبير واكتشاف السرّ الأكبر... "ما في شعب بلبنان"؟!

انطون الفتى | الأربعاء 20 أبريل 2022

مصدر: مستقبل الشباب لا يرتبط بالتحصيل العلمي فقط بل بالقدرة على الإنتاج في البلد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تسوّق مختلف الأطراف السياسية لنفسها انتخابياً، بما يؤمّن مصلحتها، وبمظهر "الحمل الوديع"، وحلّال مشاكل لبنان وربما العالم، مع الكثير من "الفجور"، و"الفنجرة"، خصوصاً بالنّسبة الى تلك التي أتت بالحصار المالي والاقتصادي الى لبنان، وخرّبت حياة الناس.

 

"العشرينيّون"

لو كنّا في بلد تقتات سياسته من الاهتمام بالرأي العام، لكنّا سألنا عن أنه كيف تسمح الأطراف التي اجتذبت الحصار الى لبنان، لنفسها، بخوض الانتخابات، بهذه الوقاحة الظاهرة. ولكن بما أن ليس هذا هو حالنا، نوجّه أنظارنا الى "العشرينيّين"، أي الى فئة الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً، تحديداً، الذين يُشاركون في المهرجانات الانتخابية للأحزاب والتيارات السياسية، التي دمّرت الاقتصاد اللبناني بسياساتها العوجاء، بعدما أخذت البلد في اتّجاهات سياسية مُعوجَّة، خصوصاً بين عامَي 2017 و2019.

 

هجرة

فتلك الفئة من الشبّان والشابات، دُمِّرَ مستقبلها، وتحوّلت الى مشاريع هجرة مُستدامة، أكثر من الماضي، ونجدها رغم ذلك تُبدي كل استعداد لإسقاط هذا الإسم، أو ذاك، في صناديق الاقتراع، رغم أن تلك الأسماء غيّرت مجرى حياتها سلبيّاً، والى الأبد، وذلك بعدما فشلت في الإقلاع بما كان لا يزال متوفّراً في البلد قبل سنوات، وفي زيادته، لأنها لهثت خلف صداقاتها الخارجية المُناسِبَة لمصالحها الشخصية، لا وراء ما يؤمّن مصلحة لبنان وشعبه.

 

فساد

تلك الأسماء، إذا حصلت على صوت واحد، من غير مُحازبيها، فإن هذا يعني أن "ما في شعب بلبنان". وهذا أبرز ما يُتوقَّع أن نلمسه في 15 أيار القادم، الذي هو يوم الامتحان الأكبر، لشعب يُحكَم ممّا هو فيه، ومن الفساد الكامِن فيه.

 

أحقاد

شدّد مصدر سياسي على أن "لا معايير محدّدة تحكم المُمارسة السياسية والانتخابية في لبنان، بل تعمية مدعومة بالكثير من الأحقاد التي تحرّك الناس، وحتى فئة الشباب منهم، وتدفعهم الى إعادة الفساد نفسه الى السلطة، مهما مرّت السنوات".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الشباب اللبناني، ورغم ارتفاع نِسَب التعلُّم، إلا أنه لا يزال يفتقر الى القدرة على التمييز. فهؤلاء إما "يبصمون" سياسياً، بحسب الموروث السياسي الذي اعتادوا عليه، أو تأخذهم الحماسة والعاطفة لمُعاداة هذا الموروث، من دون وعي تامّ، فيتّخذون الخيارات غير الصحيحة في الحالتَيْن، ويُمارسون حقّهم في الانتخاب بطريقة غير مُثمِرَة للبلد. حتى إن بعضهم يُعادي هذه الجهة السياسية والحزبية، أو تلك، فقط لأنه يرغب بأن يتّخذ الخيار المُعاكِس لها، ومن دون أن يحسب إيجابيات أو سلبيات ذلك على البلد، بدقّة".

 

مأساة

وأشار المصدر الى أن "تقديم مختلف الأحزاب والتيارات السياسية المِنَح الدراسية، يُساهم في قرار الشباب الانتخابي. وهذا ليس سليماً، لأن مستقبل الشاب أو الشابة لا يرتبط بالتحصيل العلمي فقط، بل بالقدرة على العمل والإنتاج في بلدهما. وبهذه الطريقة، يُشتَّت انتباه فئة الشباب عمّن يُمكنه أن يوفّر لهم الاستمرارية في بلدهم، بعيداً من الحصار، والحروب، والأزمات المعيشية".

وختم:"قد نفهم أن رغم كوننا في عام 2022، ربما نجد من هو عاجز عن التمييز بين الاحتلال المُقنَّع، والاحتلال الفعلي، لا سيّما أن لا مفهوم لبنانياً واحداً للعناوين السيادية. ولكن أن نجد شاباً أو شابّة، يصدّقان حتى الساعة أن الحزب أو التيار "الفلاني"، ورغم امتلاكه الأكثريات الكثيرة في الدولة على مدى سنوات، فشل في العمل لأن الآخرين لم يسمحوا له، فهذه المأساة بعينها، التي تفسّر بوضوح لماذا لا يخجل الفاسدون في هذا البلد، وعلى من يعوّلون للعودة الى كراسي السلطة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار