هل "نُقِلَت" سياسة الشرق الأوسط الى صندوق المصرف المركزي الإسرائيلي؟ | أخبار اليوم

هل "نُقِلَت" سياسة الشرق الأوسط الى صندوق المصرف المركزي الإسرائيلي؟

انطون الفتى | الخميس 21 أبريل 2022

مصدر: إضعاف روسيا اقتصادياً يقوّي الصين عالمياً وسيقوّيها أكثر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمفاعيل سياسية واستراتيجية دولية، تفوق المالية والاقتصادية المحليّة، أو الثنائية بين إسرائيل والصين، أُعلِنَ عن أن المصرف المركزي الإسرائيلي قام بأكبر تغيير على احتياطه النقدي منذ أكثر من عقد، وذلك بإضافة اليوان الصيني الى مخزونه.

 

تغيير كبير

فبدءاً من العام الجاري، سيتوسّع مزيج العملات للمصرف المركزي الإسرائيلي من الدولار الأميركي واليورو والجنيه الاسترليني، ليشمل الدولار الكندي، والدولار الأسترالي، بالإضافة إلى الين الياباني، واليوان الصيني. وهو تغيير في "الفلسفة الاستثمارية الكاملة"، لإسرائيل.

وانطلاقاً ممّا تقدّم، ستتوزّع نِسَب العملات في احتياطي المصرف المركزي الإسرائيلي على أساس:

5 في المئة للجنيه الاسترليني، والين الياباني

3.5 في المئة لكلّ من الدولارَيْن الكندي والأسترالي

تحديد نسبة اليوان الصيني عند 2 في المئة للعام الجاري.

ولاستيعاب التغييرات الجديدة، ستنخفض حصة اليورو الى 20 في المئة، فيما سيشكّل الدولار نسبة 61 في المئة، مقارنة بـ 66.5 في المئة، في وقت سابق.

 

"مُبارَكَة" أميركية؟

يؤكّد خبراء أن قيمة هذا الإعلان السياسية والاستراتيجية، تفوق الاقتصادية، في عزّ الفوضى التي يتخبّط بها العالم، والاقتصاد الدولي، حالياً.

فإسرائيل تعمّق علاقاتها بأكبر قوّة اقتصادية شرقية، وهي الصين، وسط التقلّبات في علاقاتها مع روسيا، بسبب التبايُنات الكثيرة بين تل أبيب وموسكو في الملف الأوكراني. وهو ما يُمكن أن لا يكون بعيداً تماماً من "المُبارَكَة" الأميركية، بحسب بعض المراقبين، بما يضمن حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والغذائي والأمني لإسرائيل مستقبلاً، في الشرق الأوسط، في ما لو وصلت الى مرحلة الاختيار الإجباري لضرورة العودة الكاملة الى الحضن الأميركي، وتخفيف علاقات التنسيق والشراكة مع روسيا، التي زادت خلال السنوات الأخيرة.

 

مصلحة

فتعميق العلاقات والشراكات "المضبوطة" بين تل أبيب وبكين، ومهما كان نوعها، سيُترجَم بهوامش أقلّ في قدرة إيران على إزعاج إسرائيل أمنياً، وفي قدرة روسيا على مُعاقَبَة تل أبيب غذائياً، أو في الملف السوري مستقبلاً، في ما لو صُنِّفَت إسرائيل من الدّول "غير الصّديقة" لموسكو، في يوم من الأيام. وهذا يحقّق مصلحة استراتيجيّة أميركية، في النّهاية.

 

ضرورية

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "إضافة اليوان الصيني الى مخزون المصرف المركزي الإسرائيلي، يعني أن الصين صارت شريكاً ضرورياً لإسرائيل".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لدى الصين أكبر أربعة زبائن في الشرق الأوسط، وهم إسرائيل، والسعودية، والإمارات، وتركيا. أما إيران، وهي قوّة إقليمية كبيرة في الشرق الأوسط، فقد ربطتها بكين بها، وجعلتها تابعة لها أيضاً، من خلال وثيقة التفاهم الاستراتيجي على مدى 25 عاماً. فضلاً عن تعميق الصين علاقاتها الاقتصادية بمصر، التي هي دولة عربية كبيرة، من خلال مشاريع عدّة".

 

مهما طال الزّمن

وأشار المصدر الى أن "إضعاف روسيا اقتصادياً يقوّي الصين عالمياً، وسيقوّيها مستقبلاً أكثر، لا سيّما بعدما أظهر الجيش الروسي أنه أضعف ممّا يُصوَّر في العادة، على الأرض الأوكرانية. وبالتالي، بات يُمكن اعتبار أن الصين هي القوّة السياسية والاقتصادية والعسكرية الثانية في العالم، وهي ستُصبح القوّة الاقتصادية الأولى عالمياً، عاجلاً أم آجلاً".

وأضاف:"التقدّم الاقتصادي الصيني سيتطوّر الى السياسة والعسكر، مهما طال الزّمن. فالتطوُّر العسكري هو حاجة لزيادة التقدُّم الاقتصادي، ولزيادة مصادر المال والأعمال والثروات والاستثمارات".

 

حرب جرثوميّة

ونبّه المصدر من أن "عرقلة النموّ الصيني قد ينبع من داخل الصين نفسها. فنظامها هو استبدادي توتاليتاري في النّهاية، وهذا ما يُمكنه أن يشكّل نقطة ضعف في زعامتها العالمية، التي تطمح إليها".

وختم:"تُوضَع علامات استفهام عدّة حول أسباب تفشّي "كوفيد - 19" في الصين حالياً، بعدما باتت الجائحة في درجة متأخّرة من الأحداث والاهتمامات العالمية. فهل ان ما يجري وبائياً فيها حالياً، هو أمر مقصود، لزيادة الضّغط على الاقتصادات الغربية، بالتزامن مع تأثير نتائج مُعاقَبَة روسيا على الغرب نفسه أيضاً؟ أم هل ان تفشّي الفيروس هناك (في الصين) من جديد، هو نوع من حرب جرثوميّة خارجية على بكين، تحت إسم "كوفيد - 19"، لإضعافها اقتصادياً؟ ومن هي الجهة التي تقف وراء تلك الحرب؟ هل هو الغرب، أو الولايات المتحدة الأميركية؟ أم جهة أخرى؟ تلك الأسئلة تحتاج الى وقت لمعرفة الأجوبة عليها، نظراً الى طبيعة النّظام الصيني المتكتّم، الذي يُخفي الوقائع، ويعتّم على ما لا يناسبه أن يكشفه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة