اسئلة مشروعة عن سبب افراغ البلد لاسكان شعب آخر وهل لبنان صار جمهورية النازحين؟ | أخبار اليوم

اسئلة مشروعة عن سبب افراغ البلد لاسكان شعب آخر وهل لبنان صار جمهورية النازحين؟

| الثلاثاء 26 أبريل 2022

فاجعة قارب الموت.. لماذا تجهيل السبب والتصويب على الجيش؟

الخيار يجب ان يكون الشرعية متمثلة بالجيش لا العصابات والميليشيات

داود رمال- "أخبار اليوم"

امام فاجعة الموت الذي طفى على بحر لبنان قبالة شاطئ طرابلس، يصبح الكلام ايا كان هدفه لزوم ما لا يلزم، الا ان ما يلزم التوقف عنده العصابة او العصابات التي تدير "رحلات قوارب الموت" وتدفع باليائسين من عموم الشعب اللبناني الى حد بيع كل ما يملك لـ"شراء وثيقة وفاته". انها حقا فاجعة واجرام ما بعده اجرام.

اصل القضية هي في النزوح السوري، يوم انبرى من يدافع عن وجوب فتح الحدود "انسانيا" امام موجات النازحين التي فاقت في مرات عدة مليوني نازح، لتستقر على مليون ونصف مليون نازح مؤخرا، ويومها ايضا خرج من يحذر من الفتح العشوائي لحدود لبنان امام هؤلاء، اولا لان لبنان ليس بلد نزوح ولا لجوء، وثانيا لان المساحة الجغرافية والموارد المتاحة لا يمكنها استيعاب هذا العدد الهائل من النازحين، في حين يُحجم المجتمع الدولي عن مساعدة الدولة اللبنانية التي تكبّدت خزينتها خسائر منذ بداية النزوح عام 2011 والى يومنا الحاضر ما يفوق الـ45 مليار دولار.

لماذا ايضا النزوح هو السبب؟

لان شعبا آخر اقام في لبنان استخدم كل موارده الطبيعية وغير الطبيعية، ودمّر الاقتصاد والبيئة والطاقة والانهار(..) من دون ان يدفع قرشا واحدا، وانتشر على مساحة الوطن بحيث لا تخلو مدينة او بلدة او قرية او حي من وجود عائلات سورية تعيش في نعيم المساعدات الدولية التي لا يستفيد منها لبنان بشيء، في حين ان الشعب اللبناني الذي اعتاد على حياة كريمة ومستوى معيشي فوق المقبول صار في وضع سيء جدا غير قادر معه على تأمين ابسط مقومات العيش الكريم، فاختار ان يمخر عباب البحار ويصطف امام السفارات بحثا عن وطن آخر.

في فاجعة قارب طرابلس، دائما يجهّل الفاعل الحقيقي، وهو بالمباشر العصابات التي تدير رحلات قوارب الموت والذي يجب ان يتم توقيف كل افرادها وانزال اشد العقاب بهم لانهم اساس الجريمة، وهو عمليا المنظومة السياسية التي تتعامل مع الشعب اللبناني على انه ارقام تستخدمها في يوم الانتخابات و"تصلح للاستخدام مرة كل اربع سنوات"، هذه المنظومة التي "دعست" على شعبها وتتعاطى معه على انه عبدا عندها لا يمكنه الانتفاض في وجهها ولا يمكنه التخلي عنها.

 

توظيف الفاجعة

والاخطر في لعبة المنظومة، قدرتها على توظيف اي فاجعة او حدث لصالحها، تماما كما حصل في غرق القارب قبالة شاطئ طرابلس، اذ وظّفت كل الحملة الاعلامية بمضمونها الاتهامي ضد الجيش اللبناني، هذا الجيش الذي لو اتخذت قيادته قرارا بسحب كل العسكريين الى الثكنات، لما بقي اي من جماعة المنظومة واقفا على رجليه، وكل ما قامت به بحرية الجيش انها نفذت القانون والمهام الموكلة اليها بحماية المياه الاقليمية اللبنانية ومنع الهجرة غير الشرعية والعمل على وقف عملية الاتجار بالناس من خلال قوارب الموت.

اما في الوقائع، تبيّن "انه ليس المرة الاولى التي تقوم بها ذات عصابة الاتجار بحياة الناس من تنظيم رحلات لقوارب الموت، ودائما كانت القوارب عندما تقطع مسافات في عمق البحر تطلق نداءات استغاثة وتتحرك بحرية الجيش لانقاذ من على متن القارب، وفي هذه المرة وبعد كشف القارب بالتقنيات المتاحة لدى بحرية الجيش سارعت الى منعه من الاستمرار بالابحار والعمل على اعادته سالما مع ركابه، اذ ان المركب صناعة قديمة (1974) واعيدت صيانته وغير مسجل، اي بلا رقم، ويتسع لستة اشخاص وبالكاد لعشرة اشخاص ولكن تم تحميله بأكثر من ستين شخصا مع حاجياتهم الاساسية، وعندما طلبت بحرية الجيش من قبطان المركب (السوري الجنسية) الالتزام بالتعليمات والعودة، بدأ ينفذ مناورات خطيرة وصولا الى صدم مركب الجيش لمرتين الامر الذي دفع ببحرية الجيش الى الابتعاد قليلا حيث ما لبث المركب ان بدأ بالغرق، ولولا وجود الجيش لكانت الكارثة اكبر اذا استطاع انقاذ 45 شخصا".

حفلات الجنون

وفي ما خص حفلات الجنون عبر وسائل اعلامية التي سمحت باطلاق العبارات النابية بحق المؤسسة العسكرية، كان الاجدى بمطلقي هذا الحملات والعبارات، ان يصوبوا على سبب من اوصلهم الى الموت، وان يحاسبوا انفسهم لانهم اقدموا على المخاطرة بعائلاتهم في مركب موت معروف سلفا ما هي النهاية التي ستكون عليه، وان يقتصوا ممن قبض الاموال منهم مقابل ترحيل عائلاتهم الى الابدية، خصوصا بعدما تبين ان بعض الذين كانوا على مركب الموت نجوا في السابق من الموت المحتم في قوارب حاولوا الهجرة عبرها. والاهم ان تعمّد محاولة كسر هيبة الجيش من خلال حملات التطاول، فانها اول ما تصيب مطلقيها، لان البديل هو الفوضى وشريعة الميليشيات التي لا تقيم اعتبارا للكرامات ولا للقانون وتحول ناس المناطق التي تسيطر عليها الى رهائن تبتزهم في كل اسباب حياتهم.

هل انتبه احد؟!

بين الشرعية المتمثلة بالجيش وبين الفوضى المتمثلة بالميليشيات والعصابات المسلحة، يجب ان يكون الخيار الشرعية، وبين ترك البلد والهرب الى بلاد اخرى في مراكب موت وبين البقاء والصمود وتغيير الواقع، يجب اختيار البقاء، وبين افراغ البلد من شبابه وبين الابقاء على نازحين كشعب آخر يحل مكان اللبنانيين، علينا التمسك بالوطن والتحرك بكل الوسائل لاعادة النازحين الى بلدهم بعدما انهكوا لبنان بكل اسباب وجوده.

سؤال اخير: هل انتبه احد الى ان الهاربين في مركب الموت كلهم لبنانيون والقبطان من الجنسية السورية؟، هم ماتوا وهو بقي على قيد الحياة، وهل لبنان صار جمهورية النازحين واللاجئين؟، علينا الا ندع احد يقودنا الى جهات مجهولة من اجل ان يسلب وطننا عدوا كان ام شقيق.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة