مُصارَعَة وتدريبات "قتالية" لنواب ووزراء ورئيس 2022... "النّصيحة ببلاش"! | أخبار اليوم

مُصارَعَة وتدريبات "قتالية" لنواب ووزراء ورئيس 2022... "النّصيحة ببلاش"!

انطون الفتى | الثلاثاء 26 أبريل 2022

 

مصدر: الناس ما عادوا قادرين على تحمُّل رؤية السياسيين يتمتّعون بحياتهم

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صحيح أن الضّرب، والصُّراخ، والبحث عن المشاكل، هي أدلّة على مدى التخلُّف والرجعيّة، سواء لدى الأفراد أو الجماعات أو الشعوب، إلا أن النّظرة الى تلك القواعد قد تُعدَّل في لبنان، بنسبة معيّنة.

 

هدف

ربما يكون مُفيداً لو يبدأ المرشّحون للانتخابات النيابية، وأولئك الذين قد يُبحَث في توزيرهم، بدءاً من أيار القادم، باتّباع تدريبات معيّنة في عالم المصارعة، أو الألعاب القتالية، نظراً الى أنهم قد يُصبحون هدفاً للناس، في المطاعم، وأماكن اللّهو والسّهر، وربما في المتاجر... خصوصاً أن لا شكّ في أن الآتي الى البلد معيشياً وحياتياً، هو أشدّ سوءاً من ذاك الذي مضى.

لا استقالة

فحياة شريحة واسعة من اللبنانيين تغيّرت نحو الأسوأ، بسبب سياسات لا دخل لهم فيها، وهم يرفضونها. ورغم ذلك، نجد من يقول إن الدولة موجودة، وإنه لا يجوز مُهاجَمَة الوزير "الفلاني" هنا، أو المسؤول "الفلاني" هناك.

ورغم أن المُهاجَمَة هي طريقة غير صحيحة، إلا أن حساباً معيّناً لا بدّ من دفعه. ومن غير الأخلاقي لَوْم الناس المتألّمَة، وأولئك الذين يموتون، إذا عبّروا عن وجعهم بعنف مُفرط، فيما "عدّة الشّغل" السياسي في بلادنا هي أن المسؤول "يبرك" على كرسيّه، ويرفض الاستقالة، حتى ولو كان عاجزاً عن فعل شيء.

 

مقهور

كما أنه من غير الأخلاقي لَوْم الناس على ردّات فعلها العنيفة، فيما هي تموت، وترى أمام أعيُنها الاحتفالات السياسية ومآدبها، حيث الثياب والفساتين والأكسسوارات الفاخِرَة، وحيث الأطعمة الكثيرة الموضوعة أمام من لا يحتاجونها، والتي تُطعِم بثمنها الكثير من الجائعين، وتمكّنهم من الحصول على الأدوية والاستشفاء، على مدى سنوات وسنوات ربما.

فبعض الناس ماتوا من البرد، خلال فصل الشتاء الفائت، ومن المُعيب الاستهانة بآلام أهلهم أو أولادهم. فضلاً عن أن أعداداً هائلة من اللبنانيين تموت بسبب قلّة الاستشفاء، وفقدان الأدوية، والتلاعُب بالقطاع الصحي، وبالأمن الغذائي، ولا يجوز لمسؤول أن "يكزدر" في المطاعم في تلك الحالة أصلاً، "عا عينك يا مواطن مقهور".

 

أوهام

وكما أن اللبناني يحتمل مفاعيل الأزمة معيشياً وحياتياً، بسبب سياساتكم العرجاء، فأنتم أيضاً، لا بدّ لكم من أن تتألّموا، ومن أن تنسحبوا من أمام أعيُن الناس.

ولمن يريدون منكم الاستمتاع بحياتهم، والقيام ببعض الترفيه، فما عليهم إلا أن يسافروا الى تركيا ربما، أو الى أي بلد آخر، للسياحة والاسترخاء بأموالهم الكثيرة، بعيداً من أعيُن الشعب اللبناني، ومن ثم فليعودوا الى لبنان، وإلا قد تتحوّل المطاعم والأماكن اللبنانية العامة... الى حلَبَة قتال ومُصارَعَة، من دون حُكّام، وبلا جوائز، خصوصاً بعد الانتخابات النيابية، أي عندما تبدأ أوهام الوعود الانتخابية بالظّهور، تدريجياً.

 

يتمتّعون بحياتهم

شدّد مصدر خبير في الشؤون اللبنانية على أن "مظاهر التعرّض العنيف للنواب والوزراء قد تزداد بعد الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومة الجديدة، تبعاً للأداء في مجلس النواب، وعلى طاولة مجلس الوزراء، ولانعكاسه على الحياة اليومية للناس".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "من حيث المبدأ، لا يحقّ لأحد مُهاجَمَة أحد. ومشاهد مُهاجمة وزير الطاقة (وليد فيّاض) هي مُوجِعَة للعَيْن والقلب، بالفعل. ولكن الناس ما عادوا قادرين على تحمُّل رؤية السياسيين يتمتّعون بحياتهم، وبأفضل أنواع الطبابة وأساليب العَيْش، فيما هم يموتون. كما أن الناس ما عادوا يُطيقون الاستماع الى من يخبرهم بأنه ليس قادراً على فعل شيء، أو بأنه يعمل على كذا وكذا، فيما ينظرون من حولهم ليجدوا "اللاشيء".

 

جونسون

ورأى المصدر أن "أي وزير، أو نائب، أو مسؤول، يحقّ له بأن يفعل ما يريده، ولكن ليس في بلد أموات. وبالتالي، أي مسؤول لا يريد تعديل طريقة عَيْشه، ويرفض حرمان نفسه من الاستمتاع بحياته أمام أعيُن الناس، ما عليه إلا أن يقدّم استقالته. فهذا لا يجوز، لا من الناحية الأخلاقية، ولا من موقع المسؤولية".

وختم:"إذا كان رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون يواجه تبعات خرقه قواعد الحَجْر الصحي خلال تفشّي جائحة "كوفيد - 19"، حتى الساعة، أفلا يجدر بالمسؤولين اللبنانيين أن يعتادوا على ضرورة مواجهة نتائج سياساتهم وخياراتهم التي أفقرت الناس، وغيّرت حياتهم نحو الأسوأ، ومهما كانت ردّات فعل الشعب اللبناني قاسية؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار