"السّحسوح" مشكلة 1... لوائح انتخابيّة "مُفخَّخَة" والفضائح بعد فوات الأوان؟! | أخبار اليوم

"السّحسوح" مشكلة 1... لوائح انتخابيّة "مُفخَّخَة" والفضائح بعد فوات الأوان؟!

انطون الفتى | الجمعة 29 أبريل 2022

نادر: المنظومة ستُعيد إنتاج نفسها ولا شيء سيتغيّر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مرشّحون ينسحبون من لوائح، قبل وقت قليل من إجراء الانتخابات النيابية، ويقرّرون إعلان "التوبة" والعودة عن "ضلالهم" السياسي، بكلام كثير وضمن مشهد هو أقرب الى "ما قبل السّحسوح"، وما بعده. فماذا يعني ذلك؟

 

"محدلة"

مناطق لا تزال شبه "مُقفَلَة" على مستوى المُمارسة السياسية، والتسويق للصّوت الآخر، قبل وقت قليل من إجراء الانتخابات النيابية، وسط معلومات عن أن الاقتراع فيها سيكون على طريقة "المحدلة"، و"يا غيرة الدّين". فماذا يعني ذلك؟

 

ماذا يعني؟

مخاوف كثيرة بدأ التداوُل بها في بعض الأروقة، عن لوائح "مُفخَّخَة" بمرشّحين، يُضمِرون الآن ما لا يُظهرونه، وهم لن يتأخّروا عن نقل "البارودة السياسية" من كتف الى آخر، تباعاً وتدريجياً، منذ ما بعد 15 أيار القادم. فماذا يعني ذلك؟

 

غير ديموقراطية

معاني ما سبق عرضه كثيرة، والتي منها مثلاً أن "نيابية" 2022 تجري بشروط غير ديموقراطية، وغير نزيهة، وهي انتخابات غير شرعية، مهما حاول البعض التعامي عن ذلك.

فأين هو المجتمع الدولي؟ وماذا يُمكنه أن يفعل تجاه كل تلك الخروق، التي يهلّل لها بعض من في الداخل، وكأنه امتلك العالم؟

 

لا يتحرّكون

أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن "لا شيء في تلك الانتخابات من معايير النزاهة والديموقراطية. والانسحابات التي تحصل من بعض اللوائح، تتمّ تحت الضّغط والتهديد بالأرزاق، أو بالأولاد، أو بالأرواح".

وشكّك في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بمسألة أن "يكون المجتمع الدولي مُهتَمّاً بمراقبة ما يجري على هذا الصّعيد. فلو كان لبنان موضع اهتمام كامل، لكان المجتمع الدولي أعلن صراحة، ومنذ أربع سنوات، أن انتخابات عام 2018 النيابية لم تَكُن حرّة، ولا نزيهة أيضاً. فالعالم كلّه يرى الرّشاوى والخروق الانتخابية، ولا أحد يتحرّك".

 

من هم؟

ولفت نادر الى أن "المساعدات الدولية للبنان كانت مشروطة من الأساس بإجراء الانتخابات، وبتطبيق الإصلاحات، وبخطط اقتصادية، لأن لا ثقة دولية بهذه المنظومة. ولكن تلك الأخيرة ستُعيد إنتاج نفسها، ولذلك فإن لا شيء سيتغيّر".

وأضاف:"تستبسل المنظومة الحاكمة للحصول على 3 مليار دولار من "صندوق النّقد الدولي"، بشروط لا يمكنها أن تنفذها. فأحد الشروط الأساسية لهذا البرنامج، هو تقليص حَجْم القطاع العام. فمن هم أولئك الذين سيُخرجونهم من هذا القطاع؟ هل هم رجال بعض كبار السياسيّين الذين يجلسون في بيوتهم، ويحصلون على رواتبهم؟ أم "القوادم" الذين يقومون بواجباتهم وبعملهم، على أكمل وجه؟".

 

المُقاطَعَة

وشدّد نادر على أن "لا حلول ممكنة طالما أن هذه المجموعة باقية في الحكم، بل على العكس، سنغرق أكثر فأكثر، ولا نعرف الى أين سنصل".

وردّاً على سؤال حول بعض اللوائح "المُفخّخة" بمرشّحين ذات التزام سياسي مُغايِر لما يُظهرونه حالياً، أجاب:"انتفاضة 17 تشرين الأول مخروقة من كل الجهات. والدليل الأكبر على ذلك هو تعدُّد اللوائح، وتشتيت الأصوات. وهو ما يعني أن التغيير سيكون معدوماً، أو محدوداً جدّاً، وفي بعض الدوائر حصراً".

وتابع:"بعض اللوائح مخروقة من حزبيّين، وبوضوح تامّ، فكيف قُبِلوا فيها؟ هذا يطرح مجموعة من الاستفسارات، حول الكارثة التي عصفت بالمشهد الانتخابي. ولكن رغم ذلك، ستُعيد الانتفاضة إنتاج نفسها، وستستعيد دورها مستقبلاً".

وختم مُحذّراً من أن "المشاركة في الاقتراع سيُعيد إنتاج السلطة ذاتها. ومن هذا المُنطَلَق، مقاطعة الانتخابات قد تكون الوسيلة الأمثَل لعَدَم مُساهمَة الناس بذلك. وفي تلك الحالة، ستشكّل نسبة الامتناع عن التصويت دليلاً على رفض إعادة إنتاج الواقع الكارثي نفسه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا