معادلة احترام التوازنات والتنوع والتوافق لم تعد تصلح لاننا وصلنا الى حائط مسدود
رغم ان اياما معدودة تفصل عن موعد الانتخابات النيابية الا ان حادثة "زورق الموت" شكلت محورا اساسيا من حلقة "كلام موزون" عبر وكالة "أخبار اليوم" مع النائب سامي فتفت المرشح عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية (طرابلس- الضنية) على لائحة "لبنان لنا".
وقد وصف فتفت غرق زورق الهجرة قبالة شاطئ طرابلس بـ"الفاجعة"، معتبرا ان المسؤولية الاساسية هي نتيجة للحرمان الذي تعاني منه المنطقة، وقائلا: محاربة هذا النوع من الحوادث التي تتكرر لا يتم الا من خلال تطوير المنطقة اقتصاديا واجتماعيا، للحؤل دون هرب الناس، متمنيا على قائد الجيش او كل مسؤول آخر القول "هناك خطأ حصل ويجب ان تحصل المحاسبة"، هذا ما يهدّئ النفوس، كما لا يجوز للمأساة ان تأخذ منحى سياسيا، مكررا "المخطئ يحاسب والا المزيد من التصعيد"، داعيا في الوقت عينه الى استكمال البحث عن المفقودين.
وردا على سؤال، اعتبر فتفت ان هذا الموضوع لا علاقة له بالسياسية او بالانتخابات، بل يجب البحث عن سبل التخفيف من وجع الناس، والحل يبدأ بالجدية في البحث عن المفقودين.
وبالعودة الى الانتخابات حيث تتنافس 11 لائحة في دائرة الشمال الثانية، قال فتفت اننا امام استحقاق سياسي ننتظره كل اربع سنوات، ومن خلاله نقرر مصير حياتنا في صناديق الاقتراع، اقله للسنوات الاربعة المقبلة. واضاف: انتمي الى "فريق" او "رؤية" سياسية، موزعة على ثلاث لوائح، كنا نتمنى ان نكون ضمن لائحة واحدة لمواجه الخصم الاساسي اي فريق 8 آذار او الممانعة او حزب الله وحلفائه، معتبرا ان هذا التنافس ضمن الفريق الواحد سيؤدي الى تشتت الاصوات، لذا نقوم ما في وسعنا لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الاصوات الى لائحتنا التي تجمع من يشبهنا في مقاربة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي سياق متصل ذكر فتفت ان الرئيس سعد الحريري علق عمله السياسي بعدما وصل الى مفترق طرق: اما التسوية - مع العلم ان كل التسويات التي عقدها سابقا لم تنجح - او ارتفاع وتيرة العمل السياسي ما سيؤدي الى الصدام في الشارع، والحريري لا يريد التسوية ولا صدام قد يكون دمويا.
وقال: حكما بعد الانتخابات سنكون امام فريق خاسر وآخر رابح، ففي حال ربح الفريق الذي تجمعه رؤية واحدة عليه ان يشكل حكومة دون مشاركة الاطراف الممانعة، في حال خسر هذا الفريق، يذهب الى المجلس للمعارضة والتشريع دون المشاركة باي حكومة، فعندها نكون امام نظام سليم: حكومة تحكم ومعارضة تعارض والحكم للناس. واعتبر ان الانظمة التوافقية جعلت الجميع مشاركا في السلطة وادت الى شعار "كلن يعني كلن"، مشيرا الى ان معادلة احترام التوازنات والتنوع والتوافق، لم تعد تصلح لاننا وصلنا الى حائط مسدود، وبالتالي لا بد من العودة الى الحياة السياسية السليمة.
وفي رسالة الشباب، قال فتفت: نعلم ان هناك قرفا في صفوف الشباب من الوضع، ويسعى معظمهم الى الهجرة، ولكن الاستحقاق هو رسالة يمكن توجيهها من خلال صناديق الاقتراع، والشباب يمكنه التغيير حتى ضمن تياراتهم السياسية، اقله من خلال تقديم نموذج العمل وديناميكيته، مؤكدا ان ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، بل هناك طبقة من الشباب لديها الوعي والكفاءة وتستطيع التأثير في الحياة السياسية، مشددا على ان الصوت الشبابي يجب ان يكون مرتفعا وله تأثير داخل مجلس النواب.
وعما اذا كان هناك اي اتصال مع الحريري؟ قال فتفت: سأجيب بعد الانتخابات، ولكن الحريري علق عمله السياسي والامر كان واضحا، بمعنى انه لم يدع الى المقاطعة وتفهم حيثية كل عضو من كتلة تيار المستقبل لا سيما في منطقته. واستطرد الى القول: مشكلة الحريري انه آدمي وشفاف، تعاطى مع ناس تخل بالاتفاقات، ووصل الى القرف. ونتمنى ان تكون له عودة الى لبنان مع حزمة مشاريع تؤدي الى النهوض بالبلد على غرار عودة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان وراء اعمار البلد، خصوصا وانه يتمتع بعلاقات دولية واسعة.
وختم موجها رسالة الى كل اللبنانيين وتحديدا ابناء الضنية: وراء الستار الناخب وضميره والصندوق، وعليكم التصويت لمن يشبهكم ويمثلكم داخل مجلس النواب وخارجه.