"من أجل زيكو" على شاهد: فيلم مقتبس واغنية مسروقة؟ | أخبار اليوم

"من أجل زيكو" على شاهد: فيلم مقتبس واغنية مسروقة؟

| الخميس 05 مايو 2022

الشريط من بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز

مع حلول عيد الفطر، بدأ عرض فيلم "من أجل زيكو" على منصة شاهد، وهو من بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز ومحمود حافظ، وتأليف مصطفى حمدي وإخراج بيتر ميمي. الفيلم سبقت عرضه في الصالات مطلع العام، دعاية واسعة عن طريق أغنية "الغزالة رايقة" التي حققت نجاحًا واسعًا وسريعًا للغاية وظهرت العديد من الاتهامات بأنها مسروقة من أغنية روسية شائعة، وقد خرج الملحن نافيًا الأمر وقال إن الامر لا يعدو كونه تشابهًا، لكن مشكلة “السرقة” لم تنته هنا فحبكة الفيلم مطابقة تقريبًا لحبكة فيلم Little Miss Sunshine وهذا الامر لا جدال فيه.

تدور الأحداث في "من أجل زيكو" حول الطفل زكريا، ابن العائلة الفقيرة، الذي يعمل والده سائق سيارة لنقل الموتى، والأم تطهي الطعام لبيعه لسيدات الطبقة الوسطى والعليا، وتعيش العائلة بمنزل مكدس مليء بالدراما مع الجد المزواج المصاب بألزهايمر والعم مدمن المخدرات، ويأتي الأمل عندما يصلهم خطاب بأن زيكو تم اختياره من أذكى ثلاثة أولاد في مصر، وعليه التوجه إلى مسابقة في واحة سيوة، والفوز بها سيدعم مستقبله الأكاديمي ويعطيه بالتأكيد فرصًا أفضل في الحياة مما يوفرها له أبواه.

تبدأ العائلة رحلة بالسيارة من القاهرة إلى سيوة مليئة بالمصاعب، بداية من عدم قدرتهم على توفير المال اللازم، ليصنع الفيلم في النهاية عملًا ينتمي لأفلام الطريق وهو نوع سينمائي تدور أغلب أحداثه على الطريق، وفيه تتغير حياة الأبطال ومصائرهم في رحلة استكشافية داخلية وخارجية لحياتهم خلال عبورهم من مكان لآخر.

تبدو هذه الأحداث متطابقة بشكل واضح مع فيلم "ليتل مس سانشاين" إنتاج ٢٠٠٦ وإخراج فاليري فيرس وجوناثان دايتون، وهو يتناول قصة الصغيرة أوليف التي تحيا مع والديها وهما على وشك الإفلاس، ومع جد عجوز عاشق للنساء ومدمن، وخال يتعافى من محاولة انتحار، وتحصل الفتاة على فرصتها الذهبية عندما تدخل تصفيات مسابقة مواهب في كاليفورنيا، ويصبح على العائلة التي تعاني ماديًا السفر مجتمعين في رحلة طويلة تقطع الولايات المتحدة لتوصيل الطفلة في الموعد المناسب. أثار هذا التشابه غضب فئة كبيرة من جمهور السينما لأن "ليتل مس سانشاين" يعرض على قنوات التلفزيون بشكل مستمر منذ سنوات، وله قاعدة محبين واسعة، فمن غير المنطقي أن يقدم المخرج على اقتباسه دون الوضع في الاعتبار أن الجمهور سيلاحظ هذه التطابق الغريب!

وقد راهن ميمي مرة أخرى في "من أجل زيكو" على كريم محمود عبد العزيز بطل فيلم "موسى"، الذي قدمه هذه المرة في دور مختلف تمامًا، فهنا هو الأب المضغوط المحب لعائلته الذي يحاول الحفاظ عليها، ولكن المخرج يضفي لمسة من خفة الظل على كل موقف يتعرض له حتى أكثرها مأساوية، في كاريزما تقارب تلك الخاصة بوالده الراحل محمود عبد العزيز، وفي تطور فني ممتاز يجعل هذا الدور الأفضل في مسيرة كريم. وقد منحت منة شلبي الفرصة الكاملة لإظهار مواهبها التمثيلية في دور الأم غير المتعلمة التي تعيش تحت وطأة قلق دائم من غدر الأيام أو الزوج، وتأتي المسابقة بمثابة حلم تحتاج لأن تعيشه حتى لو كان كاذبًا، تأرجح أداء الممثلة بين الكوميديا والتراجيديا التي أتت ثقيلة وغير مناسبة لروح الفيلم الخفيفة بعض الأحيان، ولكن أداءها بشكل عام جيد. وفي "من أجل زيكو" يمكن القول ان أقل دور تم الاعتناء به هو دور زكريا الذي قدمه دوره الطفل يوسف صلاح، فرغم كونه محركًا للأحداث، ومن المفترض أنه العين التي ترقب أزمات عائلته وتغيراتهم خلال الرحلة، لكنه شخصية مسطحة للغاية، لم يفرد لها حتى جزء كاف من الحوار، والأغنية التي يغنيها في النهاية ليست حتى بصوته، بل الطفل محمد أسامة، ليظهر الدور باهتًا ويسهل نسيانه مع أن اسم زيكو على أفيش الفيلم.

وفي النهاية ليس “من أجل زيكو" اول فيلم عربي يتم اقتباسه بشكل غير شرعي من شريط اميركي ولن يكون الاخير على الارجح، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً في حالات كهذه هو: هل فعلاً ما زال المنتجون والمخرجون العرب يعتقدون ان جمهور العالم العربي لا يعيش في القرن الحادي والعشرين اي في زمن الانترنت والفضائيات، بل في ثمانينات القرن الماضي وهو غير قادر بالتالي على اكتشاف ان عملاً فنياً يعرض عليه مقتبس عن عمل آخر؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار