هل ترغب واشنطن بخسارة طهران الانتخابات النيابية في لبنان... بالفعل؟! | أخبار اليوم

هل ترغب واشنطن بخسارة طهران الانتخابات النيابية في لبنان... بالفعل؟!

انطون الفتى | الخميس 05 مايو 2022

درباس: مشهد سياسي معقّد جداً تتغيّر أو تتشابك التحالفات فيه مع المصالح

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل ترغب الولايات المتحدة الأميركية بخسارة فريق محور "المُمانَعَة"، وإيران، الانتخابات النيابية في لبنان، بالفعل؟ وماذا عن نتائج الموقف الأميركي، الذي عبّر عنه المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، وهو أن الولايات المتحدة تستعدّ حالياً، وبشكل متساوٍ، لسيناريو العودة المُتزامنة للامتثال لاتفاق نووي مع إيران، أو لآخر لا يكون فيه اتفاق؟

 

حرب الناقلات

فلا عاقل يُمكنه أن يخدع نفسه باستعداد أميركي لشنّ ضربة على إيران، وذلك حتى لو فشلت واشنطن وطهران في إبرام أي اتّفاق، وحتى لو تسارعت وتيرة تخصيب اليورانيوم في إيران، بما يلامس الحصول على سلاح نووي.

والنتيجة، هي أنه باتّفاق أو من دونه، فإن أبرز المتوقَّع هو أن تزداد قوّة طهران الإقليمية، وسط معطيات على رفع غير مُعلَن للكثير من العقوبات الأميركية عن إيران، لا سيّما في المجال النّفطي. وأبرز ما يُلاحَظ منذ أشهر، هو توقُّف حرب الناقلات الغامضة والمُتبادَلَة بين إسرائيل وإيران في البحار، بـ "هندَسَة" من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك رغم رفض تل أبيب الشّديد لإبرام أي اتّفاق في فيينا، من دون ضمانات أمنيّة واضحة.

 

لبنان

مجموع ما سبق ذكره سينعكس على الساحة اللبنانية، في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية. وقد تزداد إيران قوّة في لبنان، بـ "مُبارَكَة" أميركية، خصوصاً أنه بعد 15 الجاري، سنبدأ بتلمُّس نتائج ومفاعيل التبايُنات الأميركية - الخليجية التي تزايدت بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي ستتوضّح في ساحتنا أكثر فأكثر، في المستقبل. وهذا ما ستستفيد منه طهران، لزيادة نفوذها في لبنان، ولن تكون واشنطن مُنزعجة من ذلك تماماً، بحسب بعض المراقبين.

 

صراع طويل

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى "رغبة أميركية بتسوية مع الإيرانيين، حتى لا تمتلك إيران قنبلة نووية، مع جهوزية أميركية لدفع الثّمن الإقليمي المؤذي لحلفاء واشنطن، من جراء تلك التسوية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الانتخابات النيابية في ظلّ قانون الانتخاب الحالي، والحلف السياسي القائم بين "حزب الله" والأطراف الحليفة له، يمكّنان إيران من إدارة الأمور في لبنان من دون "منغّصات" لها، فيما تلك الأخيرة موجودة لدى خصومها".

وأضاف:"الولايات المتحدة تشجّع على إجراء الانتخابات، ولكن نتائجها لن تغيّر موازين القوى في لبنان، بل قد تنتج معادلات جديدة، تشكّل وجهاً جديداً من أوجُه الصراع الطويل".

 

تبايُنات

ورأى درباس أن "التباينات الأميركية - الخليجية بسبب حرب أوكرانيا واضحة جدّاً. فالعرب لم يتجاوبوا مع واشنطن في هذا الملف، لأن تلك الأخيرة لعبت لعبة مكشوفة معهم، وهي ترك الذّراع الإيرانية تصل الى حدّ العمق السعودي والإماراتي. وهو ما فُسِّرَ بأن الأميركيين يريدون للعرب أن يشتروا أمنهم دائماً، ولو على حساب الموارد الاقتصادية للأجيال القادمة".

وتابع:"بدأت حرب أوكرانيا، وما عاد وارداً أن يبادر العرب تجاه واشنطن إلا بالتحفُّظ على الأقلّ، خصوصاً أنهم نسجوا علاقات لا بأس بها مع الروس، ولن يخرّبوها لمصلحة الأميركيين، لا سيّما أن الولايات المتحدة تبيعهم سلاحها، وتجرّده من فاعليته".

 

غموض

وعن تأثُّر لبنان بهذا الواقع، بعد الانتخابات النيابية، أجاب درباس:"التباينات الأميركية - الخليجية الحالية تبقى مرحلية، وهي تلامس عضّ الأصابع. ولكن لا يمكن أن نصل الى درجة تغيير التحالفات، والى مرحلة حلف أميركي - إيراني. فهذا لن يحدث لأسباب عدّة، من بينها أن المشروع الإيراني هو مشروع شره جدّاً، ولا يتوقّف عند أي حدّ، وقد ينال من المصالح الأميركية في أي وقت. فضلاً عن العامل الإسرائيلي المُؤثّر في أي تقارُب أميركي - إيراني".

وختم:"الدول العربية، وخشية من التقارُب الأميركي - الإيراني، ذهبت بعيداً في علاقاتها مع إسرائيل، وربما مع روسيا أيضاً، الى درجة الاستعداد لشراء السلاح الروسي، خصوصاً أن الروس يلعبون أدواراً مُتعدّدة الأوجُه. فهُم (الروس) حلفاء إيران من حيث الجوهر، ولكن بالشكل الواضح، يمنعون الردّ على الغارات الإسرائيلية التي تستهدف إيران في سوريا. كما أن التلويح العربي قليلاً باستبدال الضمانات الأمنية الأميركية، بالروسية أو الصينية، قد يغيّر في السياسة الأميركية، ولو قليلاً أيضاً. والمحصّلة هي مشهد سياسي معقّد جداً، تتغيّر أو تتشابك التحالفات فيه، مع المصالح، فيما يلفّ الغموض كل المواقف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار