اسرائيل "تشفط كاريش"... هل يتحرك لبنان قبل فوات الاوان؟!

سكاف لـ"اخبار اليوم": يجب المحافظة على اوراق الضغط

عمر الراسي - "أخبار اليوم"
في وقت يتخبط فيه لبنان بازماته واستحقاقاته الداخلية، التي تؤجل الملفات الداهمة الى ما بعد 15 ايار وربما ابعد من هذا التاريخ – اذ ان انتظام الحياة الدستورية والمؤسساتية لا يتم الا من خلال التوافقات والتفاهمات غير الواضحة المعالم- نجد ان اسرائيل تمضي قدما في استخراج النفط من حقل كاريش- وذلك بعدما اعلنت شركة "إنرجيان" اليونانية أن سفينة إنتاج نفط ستصل الى هذا الحقل بعد نحو شهر.
وكان رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين، قد كشف منذ ايام أنّ "سفينة القطر في طريقها الى سينغافورة لقطر سفينة الانتاج FPSO Energean Power، لبدء شفط النفط والغاز بعد ايام قليلة من حقل كاريش، الذي اعلنه لبنان رسميا انه حقل متنازع عليه وذلك بموجب رسالته الى الامم المتحدة، التي ارسلت بناء على توجيهات الحكومة اللبنانية بتاريخ ٢٠٢٢/١/٢٨، وهذا الموقف يمثل موقف الدولة اللبنانية رسميا في الامم المتحدة".
امام هذا الواقع المستجد، يلفت الخبير في شؤون النفط والغاز الدكتور شربل سكاف، الى انه من مصلحة لبنان الانتهاء من موضوع ترسيم الحدود البحرية كي يستكمل التنقيب عن النفط خاصةً في البلوكات الجنوبية حيث الاحتمال الاعلى لوجود الغاز فيها. ويضيف: في نفس الوقت، لا يمكن للبنان ان يذهب نحو التفاوض دون "ادوات ضغط بين يديه"، واهم ورقة ضغط يملكها هي تعديل المرسوم 6433 كي يصبح حقل كاريش ضمن المنطقة المتنازع عليها، محذرا من ان عدم تعديل المرسوم يعني ان حقل كاريش خارج منطقة النزاع، ويمكن لاسرائيل ان تتصرف فيه.
ويدعو هنا الى اعادة تفعيل الرسالة التي ارسلها لبنان بتاريخ ٢٨-١-٢٠٢٢ الى الامم المتحدة التي تجعل المنطقة بين الخط ٢٣ والخط ٢٩ منطقة متنازع عليها وذلك عن الموقع الرسمي لقسم شؤون المحيطات وقانون البحار في الأمم المتحدة، التي تم التنصل منها على المستوى الرسمي، ولكن ما زالت قائمة على المستوى القانوني.
وردا على سؤال، يشدد سكاف على المصلحة الاستراتيجية الوطنية في استكمال التفاوض من اجل الوصول الى نتيجة في موضوع الترسيم، تمهيدا لاستكمال التنقيب في البلوكات الجنوبية، معتبرا انه لا يمكن ترك الامور مفتوحة الى ما لا نهاية، قائلا: في كل تفاوض هناك مدّ وجذر، واساليب ضغط من اجل تحسين شروط التفاوض.
واذ يلفت الى ان لبنان "ليس هاوي مشاكل، وموقفه الرسمي هو التفاوض، يشير سكاف الى ان اسرائيل غير مستعجلة على التفاوض كونها بدأت التنقيب والشفط في كل حقولها ومن ضمنها حقل كاريش.
وهنا يبدي سكاف خشيته من ان الاستمرار في المماطلة يجعل لبنان يخسر الورقة الوحيدة التي يمارس بموجبها الضغط على الجانب الاسرائيلي، قائلا: على لبنان ان يفاوض من اجل الوصول الى نتيجة دون ان يخسر اوراق الضغط الموجودة بين يديه.
وفي هذا السياق يدعو سكاف المعنيين الى اصدار موقف رسمي لبناني حازم بشأن الباخرة "إنرجيان" اليونانية وسفينة القطر التي انطلقت من سنغافورة، وتوجيه رسالة الى الجانب الاميركي الذي كان قد كلف الوسطاء لمتابعة الملف كان آخرهم آموس هوكشتاين، يرفض فيها بدء التنقيب في كاريش انطلاقا من ان ترسيم الحدود لم يبت بعد.
ويختم سكاف لافتا الى انه في حال لم يكن هناك استكمال سريع للتفاوض فان لبنان عليه تعديل المرسوم الرقم 6433 وابلاغ الامر الى الامم المتحدة.
وأخيرا يبقى السؤال: هل يتحرك لبنان قبل فوات الاوان؟...


إقرأ ايضا:هل ينجح لبنان باستغلال النفط والغاز بعد الحرب الروسية – الاوكرانية؟