ولاية أميركية في الشرق الأوسط... مملكة لليهود والروس؟! | أخبار اليوم

ولاية أميركية في الشرق الأوسط... مملكة لليهود والروس؟!

انطون الفتى | الجمعة 06 مايو 2022

مصدر: العلاقات الروسية - الإسرائيلية أبْعَد من سوريا وإيران

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

باعتذار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استحضار وزير خارجيته سيرغي لافروف الزّعيم النازي أدولف هتلر، والإشارة الى "يهوديّته"، أو من دون اعتذار، يبقى أن الحرب الروسية على أوكرانيا تغيّر في العلاقات الإسرائيلية - الروسية التي شهدت تعمُّقاً أكبر منذ أيلول عام 2015، أي منذ تاريخ نزول الجيش الروسي الى حدود إسرائيل، في سوريا.

مصالح
فاليهود حول العالم، يؤكّدون دائماً أنهم عانوا ويُعانون من خطر الإبادة، والزّوال من الوجود، وهو ما يجعلهم بحسب بعض المراقبين، أقرب الى أن يرتاحوا لأنظمة حُكم "الديموقراطيات الغربية"، أكثر من أنظمة الحُكم الشرقية، وتحديداً في روسيا والصين، حيث اللاديموقراطية، واللاحرية، وحيث إمكانيّة "إبادة" العدوّ، وسحقه، في كلّ مرّة تتضارب فيها المصالح.

تحفُّظ
في هذا الإطار، يرى خبراء أن اليمين الغربي المتديّن، والأميركي منه تحديداً، ذات الأبعاد "التوراتية"، هو أبرز ما يجعل العُمق الطبيعي النهائي لإسرائيل في الغرب، وليس في روسيا والصين، إذ لا يوجد مثل هذا النّوع من "اليمين" تماماً، لا في روسيا، ولا في الصين، وذلك مهما تعمّقت العلاقات الإسرائيلية - الروسية - الصينية.
فيما يؤكّد خبراء أن أقصى ما يُمكنه أن يجعل بعض اليهود يرتاحون لموسكو وبكين، هو استفحال الحريات في الغرب، بما لا يُناسب الالتزام اليهودي "التوراتي"، الذي يُمكنه أن يستفيد من التحفُّظ الشرقي، الروسي والصيني، حتى ولو كانت جذوره ديكتاتورية.

هجرة
أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "المُتغيّر الأساسي في العلاقات الإسرائيلية - الروسية بدأ منذ تفكك الإتحاد السوفياتي، الذي فتح أبواب هجرة اليهود الروس الى إسرائيل".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض المعلومات تُشير الى أن نحو ثلث النّاخبين الإسرائيليين هم من أصول روسية. وهو ما يعني أن اليهود الروس غيّروا ويغيّرون في الديموغرافيا الإسرائيلية، وفي الخريطة السياسية لإسرائيل".

عمق السياسة
ولفت المصدر الى أن "انهيار اليسار الإسرائيلي، سببه أن معظم المهاجرين اليهود الروس الى إسرائيل، انضمّوا الى حزب "ليكود"، والى التنظيمات المتشدّدة فيها. وهذا ما يُظهر أكثر فأكثر خلفيات العلاقة الوطيدة التي كانت قائمة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، وبوتين".
وأضاف:"الناخب اليهودي من أصول روسية يتمتّع بتأثير كبير في الانتخابات، داخل إسرائيل. وحتى إن البعض يقول إن بوتين، وبسبب اليهود الذين انضمّوا الى حزب "ليكود"، والتنظيمات الإسرائيلية المتشدّدة، صار قادراً على أن يؤثّر في عُمق السياسة الإسرائيلية أكثر".

ولاية أميركية
وشدد المصدر على أن "العلاقات الروسية مع إسرائيل هي أبْعَد من سوريا وإيران والشرق الأوسط. فضلاً عن أن عدداً لا بأس به من "الأوليغارش" الروس هم من اليهود، وبعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية. وهؤلاء يؤثّرون في السياسة الروسية، أي ان لتل أبيب أيضاً تأثيرها، في دوائر القرار الروسي".
وتابع:"سوريا هي نقطة اختلاف والتقاء واضحة بين موسكو وتل أبيب. فالإسرائيليون والروس يلتقون على ضرورة عَدَم رؤية إيران تسيطر فيها، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن موسكو لا ترغب بخسارة طهران في دمشق بنسبة 100 في المئة، وذلك من ضمن لعبة التوازنات الروسية مع الغرب، في المنطقة".
وختم:"العلاقات الروسية - الإسرائيلية هي مكوّن من مكوّنات التوازنات الدولية، نظراً لارتباطها بالبُعد اليهودي، وبحساسيّة اليهود على محاولات الإبادة التي تعرّضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما يجعل إسرائيل عاجزة دائماً عن دعم أي جرائم حرب يرتكبها الروس في أوكرانيا. كما أن علاقات موسكو بتل أبيب محكومة بالتحالُف الاستراتيجي الأميركي - الإسرائيلي، خصوصاً أن إسرائيل تبقى بمثابة ولاية أميركية في الشرق الأوسط".

إقرأ ايضا: لهذه الاسباب كل الانفاق مسروق... ويجب تحريض الناس ضد مصادرة اموالها

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار