"انقطعوا النّسوان بلبنان"... لا سيّدة "أولى" ولا "ثانية" ولا "ثالثة"... ولا "تاسعة"!؟ | أخبار اليوم

"انقطعوا النّسوان بلبنان"... لا سيّدة "أولى" ولا "ثانية" ولا "ثالثة"... ولا "تاسعة"!؟

انطون الفتى | الإثنين 09 مايو 2022

مصدر: الرجال لا يقومون بواجباتهم وما عاد العتب على النساء مُمكِناً بنسبة كبيرة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن الاستعراضات الغربية بوجه الروس، وعن توجيه الرسائل المتعدّدة الى موسكو، إلا أنه لا يُمكن المرور ببساطة من أمام "الديبلوماسية النسائية" الغربية في أوكرانيا، التي تحمل في بعض مضامينها "ميني" ديبلوماسية رجالية، بالنّيابة عن "الزوج الرئيس"، أو المسؤول السياسي، كما هو الحال في زيارة السيدة الأميركية الأولى، جيل بايدن، أوروبا الشرقية.

 

عرض أزياء

فبعيداً من عرض الأزياء، ومن استعراض "السكربينات"، و"البوتوكسات"، وأظافر الساحرات، والصّراخ بأن "مكاني هو على طاولة القرار"، و"أنا نصّ البلد"، أو "نصّ العالم"، أو "ثلاث ترباعو"... حطّت جيل بايدن في أوكرانيا، بذكرى عيد الأم، ضمن زيارة لم يُعلَن عنها مُسبقاً، دعماً للأمهات والنّساء في وجه تداعيات الهجوم الروسي الوحشي، لا سيّما أن كثيرات منهنّ فقدن أولادهنّ، وأزواجهنّ، وأخوتهنّ... منذ شباط الفائت.

 

صفّارات الإنذار

في أوكرانيا، التقت جيل بايدن السيدة الأوكرانية الأولى، أولينا، وذلك بعد أسبوع من زيارة نسائية مهمّة أيضاً، وهي تلك التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، على رأس وفد من الكونغرس، الى كييف، حيث التقت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

فضلاً عن زيارة قامت بها رئيسة البرلمان الألماني بيربل باس أمس، الى كييف، حيث التقت الرئيس الأوكراني، ورئيس الحكومة الأوكرانية دينيس شميغال.

هذا مهمّ جدّاً، في بلد تدوّي فيه صفّارات الإنذار خلال أقلّ من نصف ساعة في كثير من الأحيان، وحيث لا منطقة فيه آمنة من الصواريخ الروسية، حتى في أقصى أقاصي الغرب الأوكراني.

 

خلال الحرب

وبزيارتها الأوكرانية، أصبحت جيل بايدن واحدة من زوجات رؤساء الولايات المتحدة، اللواتي زرن مناطق صراعات عسكرية، من بينهنّ إليانور روزفلت التي زارت الجيوش الأميركية في الخارج، خلال الحرب العالمية الثانية، بينما زارت بات نيكسون فييتنام الجنوبية في عام 1969، فيما زارت هيلاري كلينتون البوسنة في عام 1996، خلال الحرب أيضاً.

أما في لبنان، ورغم أن انفجار مرفأ بيروت حرق قلوب الأمهات عموماً، بسبب تحويل من حوّلهم الى أشلاء، ورغم موت النّساء والأطفال (والرجال أيضاً) في المستشفيات، ومن جرّاء نقص الأدوية والعلاجات... إلا أننا لم نشهد امرأة قادرة تتحرّك، في هذا البلد.

 

مفهوم جديد؟

كما أنه، وبمعزل عن استذكار "الكوتا النّسائية" من حين لآخر، وبعض العناوين التي لا تقدّم أو تؤخّر، فإننا لا نشهد لفتة نسائية حقيقية في بلادنا، تجاه أي قطاع من القطاعات المُنازِعَة. فكلّ ما يهمّ بعض النساء "القادرات" في عالم السياسية، هو تنظيم المهرجانات ربما، و"ترويقات الزّعتر" واللّبنة، و"غداوات اليخنة"، أو الحديث عن البطولات النّسائية في عوالم الرياضة، و"الجعير"، و"اللّبيط"، وربما "التفحيل" النّسائي. فهذا يكفي لدى بعضهنّ، لجعل المرأة "نصّ الدّني"، وعلى طاولة القرار.

فأين هو المفهوم النّسائي الجديد، في عالم السّعي الى بلد جديد؟

 

"ديكور"

لفت مصدر خبير في الشؤون السياسية الى أنه "يوجد من كلّ الأشكال والأنواع في عالم السياسة اللبنانية. ولكن إذا كان الرجال في لبنان لا يقومون بواجباتهم، فما عاد العتب على النساء مُمكِناً، بنسبة كبيرة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العنصر النسائي الشعبي والجامعي كان مُتحرِّكاً بعد انفجار مرفأ بيروت. فتجنّدت النّساء والفتيات لمساعدة المصابين، ولتوزيع الطعام، وللمساهمة في عمليات التنظيف، وإعادة الإعمار. ولكن لا شخصيات نسائية سياسية فعلية، بما هو أوسع من "الديكور".

وأضاف:"الدليل على أن لا قيمة نسائية سياسية مُضافَة في البلد، هو أن حضورهنّ على اللّوائح الانتخابية، ليس أبْعَد من "إجر كرسي" بنسبة 99 في المئة، وبقَبول منهنّ سلفاً. فمع الأسف، معظم المرشّحات للانتخابات، يعلمن أن حظوظهنّ ضعيفة. ورغم ذلك، نجدهنّ يُكملن بطريقة عملهنّ السياسي نفسها، وبإطلالاتهنّ التلفزيونية الفاشِلَة بمعظمها، على طريقة "بنت واستحلت"، ومن دون السّعي الى إحداث أي تغيير جدّي. أما الحزبيّات منهنّ، فيعتمدن على الأصوات الحزبيّة، من دون أن يخلقن أي حيثيّة خاصّة بهنّ، تشكّل فارقاً حقيقياً لهنّ، بمعزل عن أحزابهنّ".

 

انفصال عن الواقع

وأكد المصدر أنه "لا يُمكن التذرّع بأن الأزواج والرجال يمنعن النّساء اللبنانيات من العمل السياسي الفعّال، وذلك لأن معظمهنّ يعملن في عالم السياسة انطلاقاً من حقّهنّ بـ "كوتا"، وليس انطلاقاً من حقّهنّ بالمساواة عموماً".

وأسف لأن "العنصر النسائي لم يستفِد من منصّة انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، لإيجاد قوّة نسائية حقيقية، لا بل ان الاتهامات بضرب الثورة تُوجَّه الى وجوه نسائية في الانتفاضة، أكثر من رجالها، خصوصاً أن بعض العناوين المرفوعة نسائياً، تفتقر الى ما يحتاجه لبنان، وفيها الكثير من الانفصال عن الواقع".

وختم:"تُطالب إحدى مرشّحات الثورة مثلاً، باعتراف دولي بحقوق المثليين في لبنان. قد يحقّ لها ولهم بذلك، ولكن أبرز ما يحتاجه اللبنانيون عموماً، هو اعتراف دولي بحقّ لبنان في الوجود الحرّ، وفي الحفاظ على هويّته، بما يُعيد الحياة الى شعبه، وليس الى أي شيء آخر من العناوين الشعبوية، والبعيدة من الواقع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة