من دمشق الى طهران... بحثاً عن "لقمة العَيْش" في بلاد الجوع! | أخبار اليوم

من دمشق الى طهران... بحثاً عن "لقمة العَيْش" في بلاد الجوع!

انطون الفتى | الإثنين 09 مايو 2022

درباس: الإفراج عن الأموال الإيرانية لن يجعل طهران تنفقها في الخارج

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لا يحتاج الرئيس السوري بشار الأسد الى أن يزور إيران، لا من أجل التنسيق العسكري، ولا من أجل مناقشة أي ملف جوهري، طالما أن إيران "تحتلّ" سوريا، جنباً الى جنب روسيا، بموافقة الأسد. وهو ما يعني أن زيارة الأسد طهران أمس، هي أقرب الى الاستعراض على هامش استكمال عمليات "الشحاده"، وسط زيادة في عدد الجائعين السوريين، وفقدان المزيد من الأمن الغذائي، والمزيد من الأدوية في سوريا مؤخّراً، لا سيّما بعدما قطع الروس الكثير من "مزاريبهم" الخارجيّة، بعد حربهم على أوكرانيا.

 

"شبه مجاعة"

هكذا يوصّف بعض الخبراء مشهد الأسد في العاصمة الإيرانية أمس، وذلك مع الأخذ في الاعتبار الصّعوبات المعيشيّة في الكثير من المحافظات الإيرانية.

ولكن بعض المُطّلعين يؤكّدون أن "شبه مجاعة" رسميّة بات يُعاني منها السوريّون منذ نيسان الفائت، في عدد من المناطق السوريّة، الى درجة أن بعضهم يقصد الأراضي اللبنانية رغم غلاء الأسعار في لبنان أيضاً، بعد توقُّف الدّعم عن الكثير من السّلع، لشراء حاجاته.

 

إقفال الحدود

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "بعض التقارير الأمميّة تتحدّث عن 9 مليون طفل سوري بات يُعاني من الجوع. وهذا مؤشّر خطير، خصوصاً أن سوريا ليست قادرة حالياً على استثمار مواردها، ولا هي محطّ اهتمام دولي لإعادة إعمارها، فيما لا تأتيها العملات الصّعبة من الخارج، ولا دورة اقتصادية ناشطة فيها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "سوريا كانت تفتخر في الماضي بمسألة أنه حتى لو أقفلت حدودها من كل الجهات، إلا أنها تبقى قادرة على العَيْش من هطول الأمطار فقط، نظراً الى المراعي الموجودة لديها، والمزارع، والبساتين، التي تجعلها ناجحة في عوالم الاكتفاء الذّاتي. وفي كل مرّة تُقفِل فيها حدودها مع لبنان، تكون قادرة على أن تتسبّب بمشاكل في كميات القمح، وفي بعض المنتجات الزراعية، بالنّسبة الى اللبنانيين".

 

لا ثقة

وأكد درباس أن "هذا الواقع كان على أيام الحكم الواحد فيها، والجغرافيا الواحدة، والشعب السوري الواحد والمُتجانِس. وأما اليوم، فقد قسّمت الحروب سوريا، وصارت جغرافيّتها منهوبة، إذ إن جزءاً منها تحت السيطرة التركية، وبعضها الآخر تحت الهيمنة الأميركية، ناهيك عن داخل سوري نهبته الصراعات والتجاذبات والمناكفات بين روسيا وإيران".

وأضاف:"ما عاد يُمكن الحديث عن سياسة اقتصادية في سوريا، لا سيما بعد الدمار، وانهيار العملة، وانهيار الثقة بالاقتصاد السوري. فسوريا ليست أفضل حالاً من لبنان اقتصادياً، في الوقت الحالي، وذلك رغم أن لا مجال للمقارنة بين الموارد الاقتصادية السورية واللبنانية".

 

الفقر

وذكّر درباس بأن "الإيرانيين أيضاً ليسوا في أفضل أيامهم، وهم يعوّلون على التسوية مع الأميركيين من أجل الإفراج عن أموالهم، فيما باتت المُماطَلَة في شأن الاتّفاق النووي، تأتي من الجانب الأميركي".

وتابع:"الإفراج عن الأموال الإيرانية لن يجعل طهران تنفقها في الخارج، ما عدا القليل منها ربما، ولكن ليس لإعادة إعمار سوريا. فالداخل الإيراني بحاجة الى مال كثير، لا سيما أنه يستنزف الكثير على الطاقة النووية التي يعمل عليها، فيما شرائح شعبية إيرانية كثيرة تعيش حالة من الفقر".

 

راديكالي

وعن الثّمن السياسي الذي يرفض الأسد تسديده، مقابل استقطاب الاستثمارات والأموال الخليجيّة مجدّداً، أجاب درباس:"ينتهج الرئيس السوري نهجاً مختلفاً عن ذاك الذي كان يعتمده والده (الرئيس الراحل حافظ الأسد). فالأخير شخصية براغماتية الى أقصى الحدود، كان يُحسِن اللّعب بتوازن العلاقات مع كل الأطراف، بما يعطيه مكانة دائمة في المعادلة. أما بشار الأسد، فهو شخصية راديكاليّة، منذ فترة تحضيره للرئاسة. وكان يرى جيّداً مركز الراديكالية في إيران، فذهب إليها ولن يعود منها، بعدما وضع كلّ بضاعته في سلّتها".

وختم:"لم يَعُد بشار الأسد مُطلَق اليد في الداخل السوري، وهذا ما يمنعه من إعطاء أي توجيه لإيران، التي بات لديها دولتها في سوريا، وهي تستكمل محاولاتها لنشر التشيُّع، وهي العادة التي لا تتوقّف طهران عن ممارستها، وذلك رغم صعوبتها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة