تحالفات لتجويع "الأعداء"... "النووي الإيراني" بات لعبة بلاستيكية؟! | أخبار اليوم

تحالفات لتجويع "الأعداء"... "النووي الإيراني" بات لعبة بلاستيكية؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 10 مايو 2022

مصدر: إيران تحبّ أن تصوّر نفسها دائماً على أساس أنها "ضحيّة عالمية"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ليس سرّاً أن لبنان والمنطقة ما عادا تحت رحمة الاتّفاق النووي مع إيران، واحتمالاته، وآفاقه، فقط، بل ان العالم كلّه تحوّل الى أسير لنتائج الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

شروط

عَدَم رفع "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب، هو أمر شديد الأهميّة بالنّسبة الى من تُهلكهم السياسات الإيرانية، وذلك جنباً الى جنب مراقبة عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران، مستقبلاً، بدقّة شديدة، بالإضافة الى مستقبل حرب اليمن، وعمل الميليشيات الإيرانية في المنطقة والعالم. وهذه قد تكون من أبرز النّقاط التي تتسبّب بمشاكل للولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها وشركائها، في الشرق الأوسط.

ولكن كل ما سبق ذكره بات، وبحسب بعض المراقبين، في نقطة خلفيّة، بالمقارنة مع ضرورة اشتراط حُسن استخدام إيران لثرواتها الطبيعية، والزراعية، والحيوانية... مستقبلاً، كمدخل لتوقيع اتّفاق نووي معها، وللإفراج عن أموالها وأرصدتها المجمّدة.

 

تحالفات

هذا فضلاً عن تركيز بعض الخبراء على وجوب اشتراط عدم انضواء طهران ضمن تحالفات دولية، الى جانب روسيا والصين وغيرهما مثلاً، تتعلّق بالتجويع، واحتكار الثروات الزراعية والحيوانية... وذلك كشرط لتوقيع اتّفاق نووي معها، أو لا، مع توفير الضّمانات اللازمة على الالتزام بذلك، خصوصاً أن لدى الإيرانيّين خبرة واسعة في خرق الاتّفاقيات، ومنذ ما قبل جفاف حبر التوقيع عليها.

 

استثنائية

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "العالم بات مفتوحاً على شتّى الاحتمالات، وهو ما يؤثّر وسيؤثّر على الشرق الأوسط أكثر فأكثر، مع مرور الوقت".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأوضاع استثنائية جدّاً، إذ إن المشاكل الدولية الحالية تُعيدنا الى حقبة شبيهة بمرحلة الحرب العالمية الثانية، من حيث شحّ المواد الأولية، والغذاء العالمي، وذلك حتى لا نتحدّث عن الحرب العالمية الأولى، التي شهدت حدوث مجاعات".

 

معاناة

ورأى المصدر أن "تلك الأوضاع تدفع كل دولة الى القيام بحسابات خاصّة بها، حتى تنجح في تكوين احتياطيات تكفيها، لمدّة زمنيّة فعّالة. ولكن ذلك ليس موجوداً في بعض الدول، ومنها لبنان، حيث منهجيّة العمل السياسي والاقتصادي المُنفصِلَة عن تدارُك الأزمات، وحيث العمل على طريقة كل يوم بيومه، وكل دقيقة بدقيقتها، مع عَدَم الاهتمام باحتمالات حصول كوارث، منذ ما قبل حدوثها".

وأضاف:"هذا سيُضاعف من معاناة بعض الشّعوب، بشكل نراه بوضوح شديد في بلد مثل لبنان، تأتي الأزمة العالمية الحالية لتزيد أوضاع شعبه سوءاً، لكونه يُعاني من أزمات مُستفحلة، منذ عام 2019 أصلاً".

 

"ضحيّة عالمية"

وعن ضرورة إدخال الأزمات العالمية المستجدّة بعد حرب روسيا على أوكرانيا، كشرط يقود الى التوقيع الأميركي والغربي، أو عَدَم التوقيع، على اتّفاق نووي مع إيران، أجاب المصدر:"في المرحلة التي سبقت التوقيع على اتّفاق عام 2015، نُوقِشَت الكثير من النّقاط مع إيران، واتُّفِقَ على أمور معها، من خارج المسائل النووية حصراً، ضمن التزامات لم تطبّقها طهران".

وتابع:"هناك محاولة لإعادة الحديث عنها حالياً، مع العلم أن آخر المُعطيات تُفيد بصعوبة توقيع اتّفاق نووي. فإيران تحبّ أن تصوّر نفسها دائماً، على أساس أنها "ضحيّة عالمية"، وإذا وافقت على ما يُطلَب منها، تكون قد اعترفت بأنها جلّاد المنطقة، لا ضحيّتها، وبأنها تحرّك المشاكل الإقليمية والدولية، وتغذّي الإرهاب".

وختم:"أبرز التوقّعات الراهنة، هي أن طهران ستزيد من تعنّتها، في الوقت الذي سيزيد فيه المجتمع الدولي من تعنّته تجاهها، أكثر أيضاً. والنتيجة، هي أن لا اتّفاق مُحتملاً، في وقت قريب على الأقلّ".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار