"لبنان الروسي"... هل حان موعد الإعلان عن تأسيس "الولايات اللبنانية المتّحدة"؟! | أخبار اليوم

"لبنان الروسي"... هل حان موعد الإعلان عن تأسيس "الولايات اللبنانية المتّحدة"؟!

انطون الفتى | الأربعاء 11 مايو 2022

مصدر: الخرائط اللبنانية تتبدّل نظراً للتغيّر الدائم في التحالفات بشأن لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن "تبييض الطناجر" الذي يمارسه بعض السياسيين مع الروس، منذ شباط الفائت، بما يُلامس انقطاع "سِيْف الجلي" ربما من الأسواق اللبنانية، تطرح مشاركة بعض اللبنانيين في احتفالات "يوم النّصر"، سواء في لبنان، أو في موسكو نفسها، خريطة لبنانية جديدة، تُظهِر "لبنان الروسي"، الى جانب "لبنان الإيراني"، و"لبنان التركي"، و"لبنان الأميركي"...

 

"رُهاب"

فالحرب الروسية على أوكرانيا، ظهّرت أن "الولايات اللبنانية المتّحدة"، بألوانها المختلفة، ولغاتها السياسية المتعدّدة، تحوي ما تحويه من حصص لموسكو، نتلمّسها بوضوح شديد، وهي تظهر منذ نحو شهرَيْن بمسيرات سيّارة، وبمظاهرات في عدد من المناطق، وبكلام كثير يهاجم الولايات المتحدة الأميركية والغرب، حتى داخل صفّ سياسي يُقال إنه مُتحالِف مع أطراف "سيادية"، في الانتخابات النيابية. وهذا كلّه، بإسم الدّعوة الى التخلُّص من "الرُّهاب" الذي ينشره الغرب "الضالّ"، ضدّ روسيا "الحبيبة".

 

استحالة

هذا ليس غريباً تماماً في بلد "مقسَّم حالو بحالو"، مناطقياً، وطائفياً، ومذهبياً، وسياسياً، وحتى في الولاء والصّداقة أو التحالف، مع هذه الجهة الخارجية، أو تلك.

وإذا كان تظهير "الحصّة" الروسيّة على الأرض اللبنانية مؤخّراً، فعّله مُضاعَفَة بعض "تمسيح الجوخ" اللبناني مع موسكو، على خلفيّة آلة الحرب الروسيّة في أوكرانيا، إلا أن خريطة "الولايات اللبنانية المتّحدة" تطرح مزيداً من التحدّيات بحسب بعض الأفرقاء، أو بعض الفرص بالنّسبة الى غيرهم، وذلك انطلاقاً من أمر أساسي لا حاجة لإثباته، وهو استحالة دمج الزّيوت اللبنانية، مع المياه اللبنانية، في مستوعب لبناني واحد. ومن هنا يجب أن يبدأ العمل، بعد الانتخابات النيابية.

 

حلّ

ذكّر مصدر واسع الاطلاع بأن "لبنان رُسِم ليكون على تلك الحالة، منذ وقت طويل. ومع الأسف، هذا الواقع لا يتغيّر مهما تغيّرت الاستحقاقات، والأحداث".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا ليس سبباً بحدّ ذاته، لنضع الخرائط اللبنانية على الطاولة، وذلك لأن تلك الاخيرة تتبدّل بكثرة أيضاً، نظراً للتغيّر الدائم في التوجّهات والتحالفات السياسية الداخلية والخارجية، بشأن لبنان. مع العلم أنه تزداد الحاجة الى حلّ نهائي للواقع اللبناني المنفصل عن الواقع، والمُصاب بحالة من الفصام، يكون (الحلّ) بعيداً من عالم الأحلام".

 

ليس مسموحاً

وأشار المصدر الى أن "الحياة اليومية تبيّن لنا أحياناً تحالفات طائفية، لطائفة مع أخرى، ضدّ أخرى، أو (تحالفات) حزبيّة لحزب مع آخر، ضدّ آخر. بالإضافة الى انقسامات أحياناً كثيرة داخل الطائفة الواحدة، وهو ما يقسّم التحالفات داخلها، سواء مع الداخل أو الخارج".

وأضاف:"أبرز ما يُمكنه أن ينتشل اللبنانيين حالياً، هو أن يسيروا على قاعدة أن "رزقهم على الله"، وليس على الزّعيم الذي يُدير مناطقهم، أو بعض مؤسّسات بلدهم، لا سيّما أنه لا يوجد من يبني الاقتصاد في البلد، ولا من يأتي ببحبوحة".

وختم:"البحبوحة، والاقتصاد المتين، سيدمّران الزّعامات، وسيقودان الى بناء دولة في لبنان، وهو ما ليس مسموحاً، خصوصاً من الناحية الحزبية. فما أعطى سويسرا مكانتها، ليس التوافق السياسي الإقليمي والدولي على حيادها، بل تحويلها الى ملاذ آمن للأموال، تستفيد منه كل الدول والشعوب. والحالة تلك نفسها، إذا حلّت على لبنان وفيه، فإننا لن نعود نستمع فيه الى من يتحدّث عن تقسيم، لا في الداخل، ولا في الخارج. ولكن هذا ليس مسموحاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار