لبنان... واحد من كواكب الفضاء الإيراني ومحطّة الرّصد أميركية؟! | أخبار اليوم

لبنان... واحد من كواكب الفضاء الإيراني ومحطّة الرّصد أميركية؟!

انطون الفتى | الخميس 12 مايو 2022

 

مصدر: تفاهمات محلية بين السعودية وإيران في أكثر من ساحة لربط النّزاع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

رغم الانتقادات التي تصدر من حين لآخر، عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إيران وسلوكياتها، إلا أن بعض المراقبين يرون أن الإدارة الأميركية ثابتة في سياستها القائمة على حلّ مشاكل المنطقة بالتوافُق مع الإيرانيين، وبجعل السعودية تجلس مع طهران على طاولة واحدة، بدءاً من حرب اليمن، وصولاً الى باقي الساحات العربية التي ينشط فيها الإيرانيون سياسياً، وعسكرياً، وذلك مهما كان الرّفض السعودي لذلك كبيراً، أو متوسّطاً.

 

أثمان

والرغبة الأميركية بإجلاس السعوديين مع الإيرانيين على طاولة واحدة، قد تزداد بحسب بعض المطّلعين مستقبلاً، لا كتعبير عن ثقة أميركية بالإيرانيّين، بل كهامش إضافي من هوامش المسافة المتزايدة في التباعُد بين السياستَيْن الأميركية والخليجية، خصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا التي تشكّل صراع حياة أو موت بالنّسبة الى الأميركيين والغربيّين.

فالعرب لم يقفوا الى جانب الولايات المتحدة الأميركية فيها، منذ ما قبل اندلاعها، أي منذ بَدْء النّقاشات الغربية الجديّة حول البدائل من الطاقة الروسية، في صيف عام 2021. وهو ما سيكون له الكثير من النتائج والتكاليف على منطقتنا، مستقبلاً.

 

للتحاور

لبنان، هو واحد من الساحات العاجزة عن الخروج من تلك الصّورة. فبمعزل عن نتائج الانتخابات النيابية والرئاسية فيه، فإن إيران تجلس دائماً على طاولته، مُنتظِرَة السعودية وغيرها، وذلك للتحاور على الملفَّيْن اللبناني والسوري معاً.

وانطلاقاً ممّا سبق، قد نجد لبنان في مرحلة ما بعد "النيابية"، الى جانب سوريا والعراق واليمن، على طاولة حوار إيراني - سعودي، بالفعل. وهو حوار للتحاور، والتحاور... والتحاور، كما يبدو حتى الساعة على الأقلّ.

 

مصالح

شدّد مصدر مُطَّلِع على الشؤون العربية على أن "كل الدول تبحث دائماً عن تحقيق مصالحها الذاتية. فعلى سبيل المثال، سياسة الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من الشرق الأوسط، بُنِيَت على ما يحقّق المصالح الأميركية، وثُبِّتَت بالانسحاب من أفغانستان، وبالإبقاء على قوّة رمزية في العراق. وبمعزل عن التواجُد الأميركي في سوريا، فإن هذا يعني أن واشنطن لا تريد مزيداً من الانخراط العسكري لها فيه (الشرق الأوسط)".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا الوضع، وبموازاة اختلال موازين القوى لصالح الإيرانيين، أغضب الدول الحليفة والصديقة للولايات المتحدة، كالسعودية وغيرها. وتُرجم هذا الغضب بتسريبات كثيرة عن تشنّجات في العلاقة بين كبار المسؤولين في البلدَيْن، وسط تسليم إدارة بايدن بنفوذ طهران الإقليمي، وباتّفاق نووي لا يُعيد التوازُن التامّ الى المنطقة العربية".

 

في لبنان؟

ولفت المصدر الى أن "تلك الحالة دفعت واشنطن الى التعويض من خلال إيجاد نوع من تفاهمات محلية بين السعودية وإيران، في أكثر من ساحة، تربط النّزاع بينهما، بما يكفل لَجْم الغضب السعودي على سياسة إدارة بايدن في المنطقة. هذا فضلاً عن استعادة الحرارة الى بعض الحوارات الأخرى، مثل التركية - السعودية، والتي بدأت بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية".

وختم:"كل الدول تبحث عن مصالحها. ولكن هل تصل السلطة في لبنان الى مرحلة تقديم المصلحة اللبنانية، على أي مصلحة أخرى، وسط هذا الجوّ الإقليمي والدولي؟ وما هو السبيل لمَنْع الترجمة السلبية لأي تفاهمات إقليمية، في لبنان، ولعَدَم جعلها على حسابه؟".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار