الفضائح في صناديق الاقتراع... "عا السّكت" و"ما حدا بيسمع حسّون"!؟ | أخبار اليوم

الفضائح في صناديق الاقتراع... "عا السّكت" و"ما حدا بيسمع حسّون"!؟

انطون الفتى | الجمعة 13 مايو 2022

مصدر: براغماتية عربية في التعاطي مع الملف اللبناني

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ما أكثر الذين يعيّرون الشعب اللبناني، بأنه لا يقترع لصالح حاجاته المعيشية، ولا للعناوين الحياتية والاقتصادية والمالية، أي بأنه لا يُشبه النّاخب الأجنبي الذي يُعطي الأولوية لمن يوفّر له فرص العمل، ورواتب العيش بكرامة، ونظام التقاعُد والطبابة الأفضل... وهذا صحيح، نظراً الى أن اللبناني مُتحزّب حتى الثّمالة، حتى لو مات جوعاً ومرضاً وفقراً.

 

لا يستحقّ؟

ولكن هل من عناوين داخلية، لنصوّت من أجلها؟ ومن هم أولئك الذين يحملونها بعيداً من الشعبويات؟

فمن هو ذاك القادر على أن يعدنا بالكهرباء، والمياه، والدواء، والطعام، والشراب، والرواتب، والوظائف، والمال... بدءاً من 16 الجاري؟ أو بعد تشكيل الحكومة الجديدة؟ أو بعد الانتخابات الرئاسية، وتشكيل حكومة ما بعدها؟

وماذا عن امتحان العناوين الداخلية، الذي يرسب فيه كلّ "عامل" بالشّأن العام في لبنان؟ وماذا لو اخترنا أن نعتمد تلك العناوين، كشرط للاقتراع أو لا؟ ففي تلك الحالة، قد نجد أنه لا يوجد من يستحقّ الترشّح للانتخابات، أصلاً.

 

من يعلم؟

فهل تذكرون مثلاً، الكمّ الهائل من الناس الذين عانوا (ولا تزال معاناتهم على حالها حتى اليوم)، من أجل الحصول على أدويتهم؟ فمن سأل عنهم، ومن دقّ أبوابهم، ومن يساعدهم في تأمين حاجاتهم، إذا ما كانوا من الحزبيّين؟

ومن يعلم أعداد الذين ماتوا من جراء نقص العلاجات، والأدوية، والطعام، ووسائل التدفئة... خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما يتقاتل الجميع على أرقام التوقّعات الانتخابية، و"الحواصل"، والنتائج الافتراضية، منذ أشهر؟

ومن يُدرك أعداد الذين ينامون باكراً كل ليلة، حتى لا يشعروا بالجوع؟ أو أولئك الذين يمكنهم أن يتناولوا وجبة العشاء لنحو ثلاث مرات في الأسبوع، لا أكثر؟

 

هل نذكّركم

وانطلاقاً ممّا سبق، من يقبل بأن نعتمد الملفات الداخلية، كشرط من شروط الاقتراع؟

وهل نذكّركم بالذين يسافرون منذ أشهر الى الخارج العربي والأجنبي، لتأمين التمويل للحملات الانتخابية، أو لمتابعة بعض الأعمال، أو لغير ذلك أيضاً، ويعودون الى لبنان خفيةً، ومن دون أن يسألوا حتى أكثر المُحتاجين الى ما بات مقطوعاً في البلد، إذا ما كانوا يرغبون بمحاولة تأمين بعضه من الخارج، وحتى رغم معرفتهم بأن ذلك سيكون "بحقّو"؟

 

"عا السّكت"

مؤسف حقّاً، أنه بدلاً من التعاضُد الاجتماعي والمعيشي، نجد أن جحافل هؤلاء كلّهم، يخرجون من لبنان، ويعودون إليه مثل الهاربين من خطر داهم، أي "عا السّكت"، و"ما حدا بيسمع حسّون"، إلا عند حاجتهم الى غاية انتخابية من هنا، أو الى تحشيد سياسي من هناك.

 

معركة مسيحية

رأى مصدر مُطَّلِع أن "الانتخابات النيابية الحالية ليست أبْعَد من ساحة معركة مسيحية - مسيحية، يتقاتل فيها المسيحيون في ما بينهم. وباختصار، هي آلة للتقصّي عن الأحجام المسيحية الحقيقية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الطرف المسيحي الذي سينال حصّة الأسد في الاستحقاق النيابي، هو الذي سيفوز بالدّعم المالي والسياسي الأكبر له، من جانب الدول المانحة للبنان، مستقبلاً. ولن تُفلِح نتائج تلك الانتخابات بتأمين حاجة الشارع المسيحي وغير المسيحي، الى الخروج من حالة الفقر. هذا الى جانب عرض العضلات المسيحي من خلال "النيابية"، في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية، بما يساعد دول الخارج على معرفة الشخصيّة المسيحية التي يُمكن وضعها في التداوُل الرئاسي، والقيام بالمفاوضات على أساسها".

 

براغماتية عربية

ورأى المصدر أن "لا شيء يهمّ الغرب إلا عَدَم انهيار لبنان بالكامل، وليس أكثر من ذلك. ولكن لم تنجح أي جهة داخلية في استغلال تلك النّقطة، منذ أكثر من عامَيْن".

وختم:"العرب أنفسهم، اختاروا لامركزية القرار السنّي في لبنان. وهذه براغماتية عربية في التعاطي مع الملف اللبناني، ومع كافّة الأطراف السنية في لبنان، وسيكون لها الكثير من الانعكاسات في مرحلة ما بعد الانتخابات".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار