الثورة اللبنانية... تعلّموا من الشعب السريلانكي!؟ | أخبار اليوم

الثورة اللبنانية... تعلّموا من الشعب السريلانكي!؟

انطون الفتى | الجمعة 13 مايو 2022

مصدر: السيادة ليست موجودة إلا في الداخل اللبناني

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من أراد أن يعرف قيمة الثورة على الجوع، والمرض، والفقر، والحُكم الفاسد... ما عليه إلا أن ينظر الى سريلانكا.

 

اقتحام

فهناك، حيث الأزمة الاقتصادية الحادة، التي تؤدي الى نقص في الغذاء والدواء والوقود، أحرق المتظاهرون عشرات المنازل والمكاتب لوزراء سابقين، ولأعضاء في الحزب الحاكم، بشكل أجبر رئيس حكومة سريلانكا على مغادرة مقرّ إقامته الرسمي، بسبب محاولات شعبية لاقتحامه.

 

فساد

أما أسباب الأزمة الاقتصادية هناك، فهي مُشابهة في بعض وجوهها لأسباب الأزمة الاقتصادية اللبنانية، من حيث الفساد السياسي والعائلي، ومحاولة احتكار السلطة ومقدّرات البلاد من جانب طغمة معيّنة، بشكل أمعَن في زيادة فقر الناس، وصولاً الى حدّ تجويعهم وإفقادهم القدرة على الطبابة والتعليم.

 

متى تبدأ؟

لبنان، بلد الجوع، والاضطرابات السياسية، والاقتصادية، والمالية، والأمنية، والفساد متعدّد الأشكال والألوان، يعجز عن تحقيق أي تغيير كامل. ويكتفي فيه الجميع دائماً بـ الـ "ميني" ثورات، وانتفاضات، وبـ "النّصف تغيير"، إن لم نتحدّث عن ربعه فقط. فمتى تبدأ الثورة؟

 

من الداخل

شدّد مصدر سياسي على أن "السيادة تنبع من داخل الإنسان، ومن داخل المواطن، ومن داخل الوطن، وليس من مساعٍ خارجية، لا غربية، ولا شرقية. فعلى سبيل المثال، انظروا الى أوكرانيا، حيث الشعب الأوكراني يقاتل الروس، ولا يعتمد على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا فقط، بل يفرض شروط بلاده في أي مفاوضات، بالنّار، وبما يجعله وبلاده ورقة قائمة بحدّ ذاتها، تتكلّم عن نفسها، وبإسم نفسها، على أي طاولة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السيادة التي يبحث عنها اللبناني ليست خارجية، وهي ليست موجودة في أي مكان، إلا في الداخل اللبناني. هذا مع العلم أن اللبنانيين لم يثوروا يوماً بشكل حقيقي، منذ آلاف السنوات، ورغم الاحتلالات الكثيرة والمتعدّدة التي مرّت على منطقتنا".

 

بعد الانتخابات؟

وشدّد المصدر على أن "لا قيمة لشعب لا يثور، وينتظر هذا الفريق الإقليمي ليتقارب مع ذاك، أو طاولات الحوار الإقليمية، أو حركة السفراء لتتحسّن أحواله، أو ما إذا كان هذا الفريق الداخلي خفّف من حدّة تهجّمه على دول في الخارج أو لا، وذلك بدلاً من أن يفرض نفسه (هذا الشعب) على دوائر القرار الخارجي، حتى من خارج إطار نتائج أي انتخابات".

وختم:"لننتظر ما يُمكنه أن يحصل بعد الانتخابات النيابية، التي باتت قريبة جدّاً، وبمعزل عن أي توقّعات تتعلّق بها بحدّ ذاتها، أو بمفاعيل نتائجها مستقبلاً. ولكن حبّذا لو يستوعب الشعب اللبناني أن لا أحد قادراً على انتشاله من الضّيق الذي هو فيه، إلا هو نفسه، بنفسه. وحبّذا لو أنه يتعلّم من الشعب السريلانكي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار