المقاومة الأوكرانية هي النّموذج الأنجح... سلاح العقوبات في لبنان قريباً؟! | أخبار اليوم

المقاومة الأوكرانية هي النّموذج الأنجح... سلاح العقوبات في لبنان قريباً؟!

انطون الفتى | الأربعاء 18 مايو 2022

طبارة: ما تريده واشنطن وباريس وطهران والرياض هو الذي يحرّك القوى المحلية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قام اللبنانيون بما يتوجّب عليهم، واقترعوا، وغيّروا المشهد السياسي، والخريطة السياسية، وما على المجتمع الدولي إلا أن ينفّذ ما لزم نفسه به تجاه الشعب اللبناني، منذ عام 2020. فهذا الشعب يتعرّض لواحدة من أسوأ حروب الإبادة الجماعية، بمعيشته وحياته، على يد قيادته السياسية الفاسدة، وبسببها.

العقوبات الأميركية طالت من طالتهم قبل نحو عامَيْن، ولا يزال يوجد الكثير منها، عند الحاجة، بحسب بعض المعطيات. أما العقوبات الأوروبية، فلا بدّ لها من أن تشقّ طريقها الى لبنان، في ما لو استمرّ الجمود السياسي - الاقتصادي على حاله، رغم الانتهاء من "النيابية".

 

عقوبات

إيجاد الأسباب الموجِبَة لفرض عقوبات على مُعرقلي المسار الإصلاحي في لبنان ليس صعباً، إذ إنهم يدلّون على أنفسهم بأنفسهم، بين من يصرّون على الاستمرار بـ "التّدجيل المشرقي"، وبأفكاره "الخارقة" سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وبين أولئك الذين يصرّون أكثر فأكثر، على فرض ازدواجية القرار العسكري والأمني على الحكومات وبياناتها الوزارية، تحت ستار حقّ الشّعب في ذلك.

 

أوكرانيا

فالى الأوروبيّين نقول إن ها هي أوكرانيا، توفّر لكم المثال الأنجح على مقاومة تعمل تحت لواء الدولة الأوكرانية، وتحقّق أقوى الإنجازات ضدّ الجيش الروسي بقيادة من الجيش الأوكراني، سواء على صعيد التزوُّد بالسلاح اللازم، والتدرُّب عليه، واستعماله بحسب المناطق. وما عليكم، إلا أن تُسمِعوا قادتنا في لبنان أن أقلّ من ذلك ليس مقبولاً، ولن يكون مقبولاً أبداً.

أما الإصرار الداخلي على الرّفض، فما عاد أمامه سوى العقوبات، والعقوبات، والعقوبات الخارجية، وذلك بعدما قال الشعب اللبناني كلمته ديموقراطياً، فيما لا توجد أي ذريعة لرفض الاستماع إليها.

 

فعلت فعلها

أشار سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "لدينا حالة خاصّة في لبنان، في ما يتعلّق بموضوع المقاومة. ففي أوكرانيا، يحارب الجيش الأوكراني الروس، فيما يشاركه متطوّعون من الشعب بالعمل الحربي، تحت رقابته. ولكن لا توجد مقاومة أوكرانيّة تقرّر هي مسار العمليات العسكرية، من تلقاء نفسها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "نتيجة الانتخابات النيابية خفّفت من قدرة فريق محور "المُمانَعَة" على فرض رأيه وخياراته. والدليل على ذلك، اعتماد هذا الفريق لغة دفاعية، من مستوى أن لا شيء ممكناً في البلد إلا ضمن إطار التوافق. وهذا نتيجة التغيير الذي حصل، والذي وإن كان قليلاً، إلا أنه أظهر أن الضّغوط الأجنبية فعلت فعلها".

 

ضغوط

وشرح طبارة:"جرت الانتخابات رغم أن الفريق الذي تراجع فيها، ما كان يريدها أصلاً. وهذا يعود الى الضّغوط الدولية. فضلاً عن مُتغيّر أساسي، وهو أن تلك الانتخابات أفرزت موازين قوى جديدة في خريطة التمثيل المسيحي".

وأضاف:"ظهر من خلال "النيابية" أن ضغوط المجتمع الدولي فعّالة في لبنان. فكثيرون اعتقدوا أنها لن تحصل، وأن فريق محور "المُمانَعَة" لن يخسر قوّته البرلمانية بهذا الشّكل. هذا مع العلم أن الضّغوط الدولية لا تُفرَض فرضاً، بل تحترم مبدأ التفاهمات. ناهيك عن الدور العربي في لبنان الذي أثّر في إجراء الانتخابات، وفي رفع نسبة المشاركة فيها".

 

مفاوضات

ودعا طبارة الى "انتظار ما ستنتجه المفاوضات النووية، بشقَّيْها، الدولي الذي يُخاض في فيينا، والإقليمي التفاوُضي بين إيران والسعودية، الذي يبدو أنه يسير بسرعة، وهو الذي سيحمل التأثير الأكبر علينا".

وتابع:"أنجز لبنان المرحلة الأولى من المراحل الأساسية المُنتَظَرَة فيه دولياً وعربياً، وهي مرحلة الانتخابات النيابية. ويبقى تشكيل الحكومة، وإجراء الانتخابات الرئاسية. ففي الماضي، كان يُمكن لتشكيل الحكومات أن يستغرق سنة كاملة تقريباً، وانتخابات الرئاسة أكثر من عامَيْن كاملَيْن. ولكن من المرجّح أن تفعل الضّغوط الدولية فعلها في هذَيْن الملفَّيْن أيضاً، وأن تقلّص تلك المهل الزمنية، سواء باستخدام سلاح التلويح بفرض عقوبات، أو بغيره. ولا بدّ من انتظار بعض الوقت، لتلمُّس شكل المرحلة القادمة".

 

إحباط؟

وأكد طبارة أن "كل ما يريده المجتمع الدولي هو أن لا ينهار لبنان، خصوصاً أن مصالح الأميركيين والفرنسيين والإيرانيين والعرب، تتضرّر بشكل كبير إذا انزلق الى الفوضى. هذا فضلاً عن أن ما تريده واشنطن وباريس وطهران والرياض، هو الذي يحرّك القوى المحلية في لبنان، وذلك تماماً كما أن "النيابية" حصلت بقرار خارجي".

وختم:"قد ينتظر الشعب اللبناني الكثير، نظراً الى الانهيار الهائل الذي حلّ عليه. ولكن رغم بعض الإيجابيات التي أفرزتها الانتخابات النيابية، إلا أن لا ضرورة للتفاؤل أكثر من اللّزوم، حتى لا نُحبَط أكثر من اللّزوم أيضاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار