كوريا الشمالية في مجلس النواب... انتصرنا وانتصرنا وانتصرنا... وانتصرنا!!! | أخبار اليوم

كوريا الشمالية في مجلس النواب... انتصرنا وانتصرنا وانتصرنا... وانتصرنا!!!

انطون الفتى | الأربعاء 18 مايو 2022

مصدر: إعلان الانتصارات يُترجَم في صُلب القرار ويؤثّر على حياة الناس

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مؤسف حقّاً أن بعض من في هذا البلد والعالم، يرفض الاعتراف بأننا في عام 2022 وليس في العصر الحجري، وبأن حياة الشّعوب لا تُقاد بـ "الأفيونيات الانتصارية".

مُضحِكون بالفعل، هم أولئك الذين يعبّرون عن مكبوتاتهم السياسية و"الانتخابية"، بخطابات "انتصار" هي أقرب الى البحث عن تلذُّذ فكري، أو عن "تحشيشة" تخفّف عن النّفس ضغط التراجُع، أو الانكسار.

 

يُطربهم

فعندما تطفو على السطح كوامن بعض أهل الحكم "الانتصارية" في بلادنا، تلك التي يفضحون خفّتهم بالتعبير عنها رغم التراجُع والانكسار، يبطل العَجَب من سياساتهم التي أفقرت اللبنانيين، وأوصلتهم الى الحضيض.

فاللبنانيون اقترعوا، وقالوا كلمتهم، وهناك من لا يزال مصرّاً على رفض الاستماع. وإذا سمع، يرفض أن يفهم. أما إذا فهم، فهو يرفض أن يلتزم، ويحترم. فكلّ شيء على ما يرام بالنّسبة إليه، ولا حاجة الى الاستماع لأي شيء آخر، إلا من مستوى أن بعض الصناديق كانت ضائعة، أو أنها وُجِدَت داخل الحمّام ربما، بما يُطرِب آذان "المُحازبين"، و"الزّقيفي"، و"الزّحيفي".

 

مُحاسَبَة

هذا هو النّموذج الكوري الشمالي، أو الإيراني، أو حتى الروسي بنسبة مهمّة، والصيني أيضاً من حيث توجيه الرأي العام، واعتبار أنه "قاصر" ربما عن رؤية "النّور"، والحقيقة. والهدف من هذا كلّه هو الاحتفاظ بالكرسي، وبالزّعامة، بعد إفشال "الحرب الكونيّة" التي شنّها "الأعداء". فبقيَ النّظام، وهذا هو الأهمّ، حتى ولو زال البلد، أو مات الشّعب موتاً، بالجوع والفقر والمرض، نتيجة السياسات الكارثية التي لا تجد من يُطالب بمحاسبة عليها.

 

حروب

الانتصارات. هذا هو العنوان الأبرز، والبرنامج الأقوى لبعض من يحكموننا في هذا البلد، حتى ولو انهزموا. الانتصار، و"تحشيش" الانتصارات.

وهذا معيار من معايير الدول والأنظمة والشعوب والأحزاب والتيارات والشخصيات المتخلّفة، و"المكبوتة"، والتي تنفّس "كبتها" إما بالانتصارات الشفهيّة، أو بالعروض والاستعراضات العسكرية، أو بممارسة القمع الداخلي لشعوبها، أو بشنّ الحروب الخارجية الى ما لا نهاية.

 

"لجنة بناية"

أسف مصدر سياسي لأن "عدداً لا بأس به من الأطراف الداخلية يتعاطى مع نتائج الاستحقاق الانتخابي بما يخرج عن الحاجة إليها كمدخل للإصلاح السياسي والاقتصادي في البلد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا يجعل من الانتخابات النيابية أقرب الى انتخابات "لجنة بناية"، في حيّ من أحياء إحدى القرى، حيث ينقسم الناس، ويتقاتلون على أبسَط القضايا".

 

"صندوق النّقد"

وشدّد المصدر على أن "انتخابات 2022 ليست انتخابات "ضيعة" منقسمة بين عائلاتها، حيث تتقاسم تلك الأخيرة المجلس البلدي، وبعض الجمعيات والروابط، بل هي إشارة شعبية مهمّة للداخل والخارج، الى أنه لا يُمكن الاستمرار بالنّهج نفسه الذي أوصل الى إفقار البلد، والى اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019".

وأضاف:"من الطبيعي أن تترافق أي انتخابات في العالم، مع بعض المشاكل. ففي الولايات المتحدة الأميركية نفسها، لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب يتصرّف وكأنه الرئيس الفعلي للبلاد، رغم خسارته الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني عام 2020. ولكن حدود ما يقوله يتوقّف عند نشاطه الخاصّ، ولا يصل الى داخل الدولة. أما مفاعيل إعلان الانتصارات في لبنان، وبمعزل عمّا إذا كانت حقيقية أم وهميّة، فهي تُتَرجَم في صُلب القرار السياسي والاقتصادي، وتؤثّر على حياة الناس. وهي باتت من الثّقافة السياسية والاقتصادية في البلد، منذ وقت طويل".

وختم:"في أي حال، وبما أن البعض يصرّ على أنه انتصر، فلينصرف الى إظهار براعته في التعاطي السريع مع "صندوق النّقد الدولي"، وليعمل بكلّ قوّته على تشكيل سريع للحكومة، وعلى وقف أي شكل من أشكال التعطيل في المرحلة القادمة. فـ "صندوق النّقد" ليس مسألة اعتيادية، ويُمكن لشروطه أن تتسبّب بثورات، في ما لو لم تتوفّر الحاضنة السياسية - الاقتصادية الصحيحة للتعامُل مع برامجه. وبالتالي، فليفعل هذا الفريق ما بوسعه لمَنْع الجوع، وعندها قد يُفلِح في تصحيح صورته التي تهشّمت في صناديق الاقتراع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار