موزاييك فائزين بالمقاعد السنيّة... والتكتّلات قريباً | أخبار اليوم

موزاييك فائزين بالمقاعد السنيّة... والتكتّلات قريباً

| الخميس 19 مايو 2022

موزاييك فائزين بالمقاعد السنيّة... والتكتّلات قريباً
اجتماعات الأسبوع المقبل لتحديد الشكل العام من كيفية ترتيب الإطار السياسي

"النهار"- مجد بو مجاهد

يشكّل النواب الذين انتخبوا عن المقاعد السنيّة لوحة "موزاييك" متنوّعة ألوان الانتماءات السياسية والاتّجاهات المستقلّة. وقد كان لهم الحصّة الأكبر من وصول النواب التغييرين الذين شيّدوا انطلاقة أكبر من كلّ التوقّعات. وأثبت الناخب السنيّ أنّه طليعيّ في معاني المواطنة وبناء ركائز لبنان الحضاريّ واختيار نماذج نيابية من الكفايات وأصحاب الاختصاص، بما كسّر مذياع كلّ الأبواق التي حاولت وصم الناخبين السنّة على طريقة بهارات من "الفوبيا" في ظلّ توليهم قمرة القيادة من تلقائهم في الدورة الانتخابية الحالية. وتعدّدت القطاعات التي تحمل عدّتها في الدخول إلى البرلمان وتمثيل الدوائر ذات الحضور السنّيّ، من أطباء ومحامين وخبراء في مجالات الحقوق والاقتصاد وعالم الأعمال. ولم يستطع محور "الممانعة" التوسّع في الساحة السنية بما شكّل انتصاراً للمحور السياديّ وانحساراً للهواجس، بعدما دافع أهالي بيروت بأصواتهم عن هويّة المدينة وقطعوا الطريق أمام أيّ تمدّد "مُمانِع" ولو بمقعد نيابيّ بيروتيّ إضافيّ واحد. وكان للنتائج الانتخابية في "بيروت الثانية" و"الشمال الثانية" الدور الأساسي في منع استعادة محور 8 آذار الأكثرية النيابية. وتوزّعت تفرّعات شجرة النواب السنّة على موازين القوى السياسية، وفق الآتي:

ينتمي 7 نواب منتخبين إلى مدرسة مقرّبة عموماً في النهج السياسي العام لتيار "المستقبل"، بما يضمّ محمد سليمان ووليد البعريني في "الشمال الأولى" (عكار)، عبد العزيز الصمد (الضنية) وأحمد الخير (المنية)، عبد الكريم كبارة (طرابلس) في "الشمال الثانية"، نبيل البدر في "بيروت الثانية" وبلال الحشيمي في "البقاع الأولى" (زحلة). ويدخل 5 نواب عن مقاعد سنيّة البرلمان من مجموعات تغييرية وأحزاب ناشئة انبثقت من مرحلة انتفاضة 17 تشرين، بما يشمل وضّاح الصادق وإبراهيم منيمنة في "بيروت الثانية"، حليمة القعقور في "جبل لبنان الرابعة" (الشوف)، ياسين ياسين في "البقاع الثانية" ورامي فنج في "الشمال الثانية" (طرابلس). ويصنّف بعض النواب المستقلّين في إطار متجانس مع القوى الناشئة ومقرّب من خطابها، بما يعني أسامة سعد وعبد الرحمن البزري في "الجنوب الأولى" (صيدا). وكذلك إيهاب مطر "الشمال الثانية" (طرابلس). وينتهج عدد من النواب المستقلين خطاباً معارضاً بمنطلقات سيادية: أشرف ريفي "الشمال الثانية" (طرابلس) وفؤاد مخزومي عن "بيروت الثانية"، مع الاشارة إلى أنّ ذلك لا يعني انضواءهما ضمن كتلة واحدة. وينتمي بلال عبدالله "جبل لبنان الرابعة" (الشوف) إلى الحزب التقدمي الاشتراكي. ويُحسب النائب عماد الحوت "بيروت الثانية" على الجماعة الإسلامية. ويتموضع 8 نواب سنّة منتخبين في إطار سياسي محسوب على قوى 8 آذار، بما يشمل عدنان طرابلسي في "بيروت الثانية"، محمد يحيى في "الشمال الأولى" (عكار)، جهاد الصمد (الضنية) وطه ناجي (طرابلس) في "الشمال الثانية"، حسن مراد في "البقاع الثانية" (البقاع الغربي، راشيا)، محمد الحجيري وينال الصلح في "البقاع الثالثة" (بعلبك، الهرمل)، قاسم هاشم في "الجنوب الثالثة" (مرجعيون، حاصبيا).

على صعيد ترتيب الأوراق النيابية للنواب السياديين، تشير معلومات "النهار" إلى أنّ تواصلاً حصل بين مرشّح بارز على لائحة "لبنان لنا" واللواء أشرف ريفي، حيث تقدّم له بالتهنئة بعد فوزه بالانتخابات ونصحه بتشغيل مروحة تواصل مع عدد من الفائزين عن المقاعد السنّية على لوائح أخرى، لئلا تكون النتيجة للتضعضع في ظلّ عدد من النواب "الفرادى" ووسط أكثر من جهة تضع عينها على استقطاب المستقلين أو غير المنضوين في كتل واضحة المعالم. إلى ذلك، تلفت المعطيات إلى أنّ نواة كتلة ريفي ستنطلق من نائبين باعتبارات مستقلّة بما يضمّ جميل عبّود، في وقت ستكون الكتلة متحالفة مع "القوات اللبنانية" وجميع المكونات السيادية التي تلتقي معها في العناوين الكبرى. وسيتمتّع كلّ إطار نيابي باستقلاليته ويقارب المواضيع المناطقية. وسيكون الاحتكام إلى التنسيق والتواصل مع النواب السياديين كجزء لا يتجزأ من توحيد النواب. وينطلق التعاون على أساس المواقف المشتركة من التحديات المقبلة. ويتّجه المنحى العام إلى التنسيق على صعيد الاستحقاقات المرتقبة، وفي مقدّمها رئاسة مجلس النواب وانتخابات نائب رئيس البرلمان بالإضافة إلى الاستشارات الملزمة الخاصة باختيار رئيس الحكومة المقبلة.

وتؤكّد الأجواء التي استقتها "النهار" على صعيد توجهات نواب عكار المقربين من نهج "المستقبل"، إلى أنّهم سينطلقون من تشكيل نواة كتلة عكارية تضمّ محمد سليمان ووليد البعريني والنواب الفائزين عن لائحتهما. وستحمل الكتلة منطلقات إنمائية عكاريّة هادفة إلى البحث في الشؤون المجتمعية الخاصة بالمحافظة الشمالية أوّلاً. ويؤجّل التطرّق إلى الشؤون السياسية حتى ما بعد الأسابيع المقبلة، مع الإشارة إلى أنّ الكتلة ستتخذ عناوين سياسية قائمة على الاعتدال الوطني والسيادة والاستقلال واعتماد أسلوب اليد الممدوة للتعاون والتنسيق مع كلّ النواب الذين يؤيدون التوجهات السيادية. وتنفي المعطيات اتّجاه نائب فائز من اللائحة نفسها للانضمام إلى كتلة نيابية مقابلة، مع التأكيد على الإطار البرلماني التحالفي بين النواب الأربعة.

أمّا على صعيد النواب المحسوبين على التوجهات التغييرية، فيتمحور الاتّجاه إلى بحث الانضواء في تكتل واحد. وستعقد اجتماعات الأسبوع المقبل لتحديد الشكل العام من كيفية ترتيب الإطار السياسي على صعيد إمكان بلورة كتلة نيابية تضمّ النواب التغييريين على تنوّع مناطقهم. ويسعى التغييريون إلى تبني خطاب جديد خارج التموضعات التقليدية، مع التأكيد على مبادئ السيادة والحريّات والاستقلال وحماية حقوق المودعين والبحث في أسس لبلورة سياسات اقتصادية واجتماعية ومالية عصرية وإصلاحية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار