دبابات الجوع "الزّاحفة" الى لبنان... رغم "صداقة" روسيا و"العداء" للغرب! | أخبار اليوم

دبابات الجوع "الزّاحفة" الى لبنان... رغم "صداقة" روسيا و"العداء" للغرب!

انطون الفتى | الخميس 19 مايو 2022

مصدر: شعوب ستدفع أغلى الأثمان وقد تلامس الجوع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

على هامش إعلان الانتصارات "المُمَانِعَة" الدائمة، وتقديم "التبريكات" في شأنها على مستوى المنطقة عموماً، سواء على خلفيّة الاستحقاقات الانتخابية، أو المعارك والحروب والضّربات العسكرية، نسأل عن إنزال إيران قواها وقوّاتها العسكرية على الأرض للتقاتُل مع شعبها على ارتفاع الأسعار، لا سيّما بعد خفض الدّعم عن عدد من السّلع الأساسية هناك.

 

مخزون

أبرز ما يُثير اهتمام بعض المراقبين، هو أن الشعبَيْن الإيراني والسوري يكتويان بنيران الجوع الزّائد مؤخّراً، لأسباب غير محصورة بالعقوبات الأميركية، بل بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا أيضاً، وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي، وذلك رغم أن سوريا وإيران هما من أبرز الدول "الصّديقة" لروسيا، أي من أبرز المناطق التي "تستحقّ" (بحسب المفهوم التقسيمي الروسي للبلدان والشعوب بعد الحرب على أوكرانيا) أن تُصدَّر إليها السّلع الزراعية والغذائية... الروسية.

وهذا يدفع أيضاً الى طرح عدد من الأسئلة حول المخزونات الاستراتيجية من الغذاء والحبوب والمحاصيل في كلّ من إيران وسوريا، بمعزل عمّا يُمكن استيراده من روسيا (بالنّسبة الى إيران)، أو الحصول عليه من موسكو (بالنّسبة الى سوريا).

 

مُقايَضَة

صحيح أن التصدير والاستيراد يحتاجان الى المال، فيما العملات الصّعبة في سوريا وإيران ليست بأفضل حال. ولكن ماذا عن محاربة الدولار، واستبداله إما بالمقايضة، أو بأنظمة تسديد المدفوعات بالعملات المحليّة؟ وهل من الطبيعي أن تشتعل الشوارع الإيرانية بالغلاء والجوع، رغم كلّ تلك الأفكار "الهمّامة" الخارجة من محور الشرق، بكلّ ما يحتويه من تعدّديات؟

 

لبنان؟

فمتى يصل الجوع "الزّاحف" من الشرق، الى لبنان الجريح والنّازف معيشياً، بالخبز، والقمح، والطحين، والبنزين، والمحروقات عموماً، وبدولار السوق السوداء، وبالاحتكارات والغشّ، وباستعادة الحديث عن الاحتجاجات الشعبية، وكأنه انتقل بين ليلة وضحاها من "ستاتيكو" الانتخابات، الى جحيم نفض الغبار عن الأزمات الحادّة، في طريق الوصول الى جهنّم؟

 

تعديل

اللبنانيون اقترعوا، فأعلن الخاسرون انتصارهم قبل سواهم، في منطقة تنزل دولها الى الشوارع بالدبابات، أو ببعض النقابات والقطاعات، لتتقاتل مع شعوبها على أكياس الطحين، والحبوب، والمعكرونة، والخبز، كما على الأدوية، والحاجات الاستشفائية... ومن دون إجراء أي تعديل في سياسات التجويع، بأبعادها الإقليمية والدولية.

 

محدودة

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "المدّة الزمنية التي طالت للحرب الروسية على أوكرانيا، والعقوبات الغربية المكثّفة على روسيا، منعت موسكو من الغوص كثيراً في تصنيفاتها لدول "صديقة" أو "غير صديقة"، وذلك لصالح البحث عن كيفية الخروج مُنتصرة، أو غير منكسرة بنسبة أو بأخرى، من الأرض الأوكرانية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "روسيا عاجزة حالياً عن التوسُّع أكثر في حربها على الدولار، أو عن التفرّغ لتحالفاتها الاستراتيجية والتكتيكية في المناطق البعيدة من أوروبا الشرقية، وآسيا الوسطى، في الوقت الذي تعتبر فيه أنها تخوض معركة وجودية مع "الناتو". ومن هذا المُنطَلَق، تبقى مفاعيل "صداقة" روسيا محدودة، لدول مثل إيران وسوريا، في مثل تلك الظّروف. أما الاهتمام الروسي بالاتّفاق النووي الإيراني، فهو يعود الى ما لروسيا من خطوط مواجهة كبرى مع الغرب، في المنطقة".

 

لا مشكلة

وشدّد المصدر على أن "شعوب الدول التي تضع نفسها في اصطفاف مع الشرق بمواجهة الغرب، بالعملات، والتجارة، والسياسة... هي التي ستدفع أغلى الأثمان، وهي التي قد تلامس الجوع في شكل أساسي".

وأوضح:"روسيا عاجزة عن تطوير صداقات وتحالفات من خلال السياسة الناعمة، إذ إنها ضعيفة على هذا المستوى، لصالح استخدام القوّة المباشرة. ومن هذا المُنطَلَق، كل الدول التي اعتقدت أنها قادرة على بناء اقتصاداتها، أو إطعام شعوبها، من خلال أنظمة مُقايَضَة أو تبادُل مع موسكو من خارج الدولار أو العملات الغربية، ستجد أنها عاجزة عن الاتّكال على الروس في شيء، لا سيّما قبل انتهاء حربهم على أوكرانيا، وتلمُّس مفاعيلها".

وختم:"لا مشكلة كبرى لدى النّظام الإيراني في ذلك، إذ إنه لم يهتمّ يوماً بشعبه. وهو سيُضاعِف من ممارساته القمعيّة في الداخل الإيراني، كلّما دَعَت الحاجة، وكطريق للَمْلَمَة أزماته السياسية والمعيشية معاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار